رشى الانفصال تتدفق وعوداً من البشير والغرب

11-01-2011

رشى الانفصال تتدفق وعوداً من البشير والغرب

تدفق مزيد من الرشى على جنوب السودان ولكن بشكل وعود، باعتبارها هدايا الانفصال حتى قبل إنجازه رسمياً . وأكدت مصادر مطلعة في واشنطن، أمس، أن ما تردد عن احتمال خضوع ضخ ونقل نفط جنوب السودان عبر الشمال لإرادة الخرطوم في حال الانفصال المتوقع، بات أمراً مشكوكاً فيه، فيما فجّر الرئيس السوداني عمر حسن البشير مفاجأة أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، مفادها أن الأول مستعد لتغطية الديون الخارجية المستحقة على السودان بما يشمل الجنوب، وواصل الجنوبيون التصويت في استفتاء تقرير المصير، وسط تأكيدات رسمية لعدم وجود انتهاكات، وإعلان أن 20% ممن يحق لهم التصويت اقترعوا، أول أمس الأحد، وأن النتائج الرسمية ستصدر منتصف فبراير/ شباط المقبل، في ظل اشتباكات قبلية متواصلة في منطقة أبيي الغنية بالنفط، حصدت عشرات الضحايا .

وكشفت المصادر عن توافق غربي حول خطط تنموية لمساعدة الجنوب المنفصل، من الغرب والولايات المتحدة، كقطاع استثماري غير بعيد عن مباركة حكومية، بما في ذلك النظر في مشروعات تعتمد نقل النفط عبر دول افريقية أخرى، جنوب الدولة المتوقعة، وإقامة طرق ومواصلات بما فيها خط سكك حديدية، ولم تستبعد المصادر المراقبة أن تدرس واشنطن توقف الرئيس أوباما في مكان ما بالقارة الإفريقية خلال جولته المتوقعة قريبا ليهنئ الجنوبيين، وألمحت إلى أن جنوب السودان سيشهد في خلال العام المقبل نشاطا مكثفا للشركات النفطية الأمريكية الكبرى، إذا اطمأنت تماماً لاستتباب الأمن، وزوال شبح الصراعات عقب الانفصال .

وتابعت واشنطن عن كثب لليوم الثاني على التوالي، سير الاستفتاء في السودان، وواصل مساعدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما إطلاعه أولاً بأول على سير الأمور في شمال وجنوب السودان قبيل لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، وقامت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بإصدار بيان حمل تحذيرات بشأن أبيي ودارفور اللتين اعتبرتهما منطقتي نزاع وإبادة جماعية، وقالت “إن الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بالتطبيق الكامل لكل جوانب اتفاق السلام الشامل، لا سيما مسألة مستقبل أبيي الذي ما زال عالقاً بدون حل، والكثير من القضايا المتبقية الخاصة بفترة ما بعد الاستفتاء، والتي يجب على أطراف اتفاق السلام الشامل حلها بسرعة وإنصاف . وأضافت أن “الولايات المتحدة، كدأبها دائما، مستمرة في تركيز اهتمامها على إنهاء النزاع والإبادة الجماعية في دارفور، حيث تصاعد العنف الذي تسبب مؤخرا في تشريد ما يقدر بنحو 40 ألف نسمة في كانون الأول/ديسمبر لوحده” .

وأشادت رايس بالمجتمع الدولي لمساهمته في تنفيذ الاستفتاء، وقالت “إن الولايات المتحدة وبلاد العالم الأخرى تنتظر وتراقب الاستفتاء بعناية واهتمام آملة ومصممة على أن يتم بسلام وحرية ومصداقية وأن يسفر عن نتيجة تحترمها كل الأطراف المعنية” .

واعتبرت الاستفتاء فرصة تم إحرازها بمشقة لشعب جنوب السودان كي يقرر مستقبله . وقالت “تحمل السودانيون الجنوبيون وهم يعانون من الفوضى والاضطهاد والصراع والفقر المدقع على مدى أجيال، والحرب التي دامت عقودا بين الشمال والجنوب كبّدت أكثر من مليوني شخص حياتهم وخلّفت ملايين أخرى من النازحين المشردين، لقد انتهت تلك الحرب عام 2005 بتوقيع اتفاق السلام الشامل، ووعد بتمكين أهالي الجنوب من تقرير ما إذا كانوا يرغبون في البقاء جزءاً من السودان أو يصبحون مستقلين، وفي النهاية آن أوان هذا اليوم الذي طال انتظاره” .

في غضون ذلك، قال كارتر لشبكة “سي .إن .إن” إن البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب . وأضاف “تحدثت مع الرئيس البشير، قال إن الدين بأسره ينبغي أن يؤول إلى شمال السودان، لذا يمكن القول إن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء” .

وشهد اليوم الثاني من الاستفتاء إقبالاً هادئاً وضعيفاً في الشمال، ومكثفاً في الجنوب، وسجل سوء الخدمات كأول شكوى معيقة للعملية، وقال مراقبون إن آلاف الناخبين اصطفوا في اليوم الثاني من التصويت الذي استمر بشكل سلمي في مناطق أخرى من الجنوب .

وقال مدير مكتب المفوضية شان ريج مادوت إن النتائج ستعلن في 14 فبراير/شباط، فيما أعلن باولينا أونانغو العضو في اللجنة أن نسبة المشاركة وصلت إلى 20% في اليوم الأول .

في أبيي، تضاربت الأنباء حول أعداد القتلى والجرحى في الاشتباكات المسلحة، فبينما قال زعماء في المنطقة إن 23 شخصاً على الأقل قتلوا في اليوم الثاني من الاستفتاء، قالت مصادر إن الاشتباكات أوقعت 100 ما بين قتيل وجريح، وقالت قبيلة المسيرية إن المواجهات بينها وبين الجيش الشعبي الجنوبي تجددت ما أسفر عن مقتل وإصابة 53 من القبيلة .

حنان البدري- عماد حسن

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...