سوريا وأمريكا: من الأكثر قدرة على الرؤية الاستراتيجية؟

01-07-2006

سوريا وأمريكا: من الأكثر قدرة على الرؤية الاستراتيجية؟

الجمل: أعلنت الإدارة الأمريكية ، وحلفاؤها الغربيون، الحرب المفتوحة ضد الإرهاب، وبدؤوا انتهاج سياسات حربية، تهدف – على حد زعمهم – إلى توفير الأمن لشعوبهم ومجتمعاتهم، وذلك إضافة إلى تبني الإدارة الأمريكية عملية إنقاذ استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، تقوم على أطروحة "دعم الديمقراطية" باعتبارها الوسيلة الناجزة من أجل القضاء على الإيديولوجيات التي تستخدم سلاح الإرهاب في مواجهة الآخرين.. ولكن، بعد كل هذه المجهودات حدثت الوقائع الآتية في منطقة الشرق الأوسط.
• قبل الانتخابات العراقية بـ (72) ساعة فقط ، صرح رسمياً أمام الصحفيين بالبيت الأبيض ، أحد كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية، بأن المعلومات والبيانات الدقيقة المفصلة، التي جمعتها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، تؤكد بقوة إلى أن قائمة إياد علاوي.. سوف تحقق نصراً حاسماً.. وتكتسح بأغلبية ساحقة.. كل مقاعد البرلمان العراقي.. (ولكن) لـ (سوء الحظ) .. ضربت مشاعر الخيبة والخجل أرجاء البيت الأبيض .. والبنتاغون..والكونغرس.. و وزارة الخارجية الأمريكية، عندما ظهرت نتائج الانتخابات العراقية .. وتبين أن قائمة إياد علاوي قد حصلت على 5% فقط من أصوات الشعب العراقي..
• كانت الإدارة الأمريكية مطمئنة.. تمام الإطمئنان إلى أن حركة فتح سوف تفوز بنتيجة الانتخابات الفلسطينية، وأن حركة حماس لن تحصل في أفضل الأحوال على أكثر من ثلث المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني، (ولكن) بإعلان النتيجة في صبيحة 27 أيار الماضي، فازت حماس وسقطت فتح، وبعد ذلك نشرت صحيفة الـ (واشنطن بوست)خبراً يقول : كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، أصابها (الذهول والفزع) من جراء فوز حركة حماس في الانتخابات، وذلك لأنه سوف يؤدي إلى خلط كل (أوراق) إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.. المتعلقة بالشرق الأوسط.
• في لبنان ظلت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، يعملون لسنوات طويلة وبقوة من أجل دعم العماد ميشيل عون، الماروني المتشدد، والمعادي لسوريا وإيران من جهة، ومن الجهة الأخرى من أجل عزل حزب الله وتفكيكه وتصفيته . (ولكن) في يوم 6 شباط، فوجئت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين بظهور العماد عون، وحسن نصر الله زعيم حزب الله مع بعضهما البعض.
تشير الوقائع: فشل قائمة إياد علاوي، سقوط فتح وفوز حماس، تحالف العماد عون – حزب الله ، إلى عدم قدرة الإدارة الأمريكية وحكومات حلفائها الغربيين على التكهن السليم والصحيح، وهو أمر يمكن تفسيره بوضوح على أساس اعتبارات أن أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية، ومراكز الدراسات والبحوث الموجودة في بلدانها، ماتزال برغم وفرة الموارد والإمكانات غير قادرة على تقدير الأمور ورسم السيناريوهات المستقبلية بطريقة سليمة، كذلك من أبرز الأسباب الأخرى ما يتمثل في عدم قدرة أمريكا وحلفائها على تسويق برامجهم الخاصة بالمنطقة، إضافة إلى تقليلهم من قيمة التيارات والقوى والأطراف العلمانية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، والتعامل معهم على قدم المساواة مع الأصوليين، دون أي تمييز أو إدراك للفرق الكبير بين حسن نصر الله وأسامة بن لادن، أو الفرق بين خالد مشعل و أبو مصعب الزرقاوي..
كذلك ، فقد كانت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون يتعمدون دائماً عدم التواصل مع الحكومات والتيارات والقوى الرئيسية المؤثرة في الشرق الأوسط، وحالياً مازالوا يتمادون في موقفهم الرافض للتعامل مع إيران وسوريا وحماس وحزب الله.
وبدلاً من ذلك تكتفي الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بالتعامل مع حكومات : مصر، السعودية، الأدرن، المغرب، تونس، الكويت، والإمارات، وسلطنة الـ (قابوس)، وإضافة إلى عدم فعالية هذه الحكومات في الشرق الأوسط، فقد أصبح الخطأ وسوء الفهم الأمريكي – الغربي، يأخذ أبعاداً كارثية، وذلك عندما صدقت أمريكا وحلفاؤها الأوهام الآتية:
- إن الشعب العراقي سوف يصوت بأغلبية إلى قائمة إياد علاوي.
- إن حركة فتح سوف تفوز بنتائج الانتخابات.
- إن كل ما يقوله سعد الحريري يمثل الحقيقة، وبالتالي فإن مخططات الإدارة الأمريكية الرامية إلى عزل سوريا وتصفية حزب الله سوف يتم تنفيذها بنجاح منقطع النظير.
وبالنتيجة تقول:
إن القراءة الصحيحة لتطورات وتداعيات الوقائع والأحداث تؤكد بأن الحرب ضد الإرهاب، الجارية حالياً تحت قيادة الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين، هي حرباً خاسرة .. ولن يكسب هذا التحالف الـ (يعقوبي) الجديد شيئاً .. حتى لو استعان مرة أخرى بـ (أكاذيب أحمد الجلبي)...

 

 الجمل: قسم الترجمة

الكتاب: مارك بيري، واليستيري كروك
المصدر: أتايم كوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...