طهران لن ترسل اليورانيوم إلى الخارج:تبادل نووي متزامن داخل إيران

19-11-2009

طهران لن ترسل اليورانيوم إلى الخارج:تبادل نووي متزامن داخل إيران

قدمت ايران امس، أوضح رفض لجوهر اتفاق التبادل النووي مع الغرب، فاستبعدت إرسال اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه الى الخارج، واقترحت في مقابل ذلك مبادلته بوقود نووي، فوق أراضيها، وعلى ان يتم التسليم والتسلم في وقت واحد، وأن تحدد هي بنفسها الكمية التي تريد مبادلتها، داعية الى محادثات تقنية جديدة تطرح فيها وجهة نظرها من العملية.
وكانت مسودة اتفاق جرى البحث فيه خلال لقاء نووي في فيينا، توسطت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعت إيران الى إرسال نحو 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا، لتحويله إلى وقود من أجل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران. ورفضت الولايات المتحدة طلب ايران إدخال تعديلات على الاتفاق وإجراء مزيد من المحادثات بشأنه.
وقال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي «قمنا بدراسة تقنية واقتصادية، وبالتأكيد لن نرسل الوقود المخصب بنسبة 3,5 في المئة الى الخارج، ولكن يمكن أن ندرس مبادلته بوقود نووي، على ان يتم التسليم والتسلم في وقت واحد، وداخل إيران»، مضيفا «قلنا ان اللجنة التقنية لاجتماع فيينا يجب ان تعقد اجتماعا جديدا وسنطرح اعتباراتنا» حول تبادل اليورانيوم. وتابع «خبراؤنا سيبلغوننا بشأن كمية الوقود اللازمة للمقايضة.. لا نقبل آراء خبرائهم».
وذكر متكي ان الوفد الايراني الموجود في فيينا، لم يعلن يوما موافقته على مشروع الاتفاق كما قدمته الوكالة الذرية. وأوضح ان ممثلي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا اقترحوا «تسلم اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 3,5 في المئة ليعطوا في المقابل وقودا (بنسبة) 20 في المئة، وكون ايران تحتاج الى 116 كلغ من الوقود، ينبغي تسليمهم في المقابل 1160 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 في المئة»، الذي تملك ايران منه حوالى 1800 كلغ.
وانتقد متكي الولايات المتحدة لممارستها ضغوطا على ايران كي تقبل الاتفاق. وقال «الدبلوماسية ليست أبيض أو أسود. الضغط على ايران لقبول ما يريدونه هو نهج غير دبلوماسي».
وفي الفيليبين التي زارها امس، قال متكي «ان ايران على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، كانت دوما جزءا من الحل لقضايا وأزمات المنطقة وملجأ للمشردين». ورأى ان «المنطقة تعاني بشدة من الارهاب»، مشددا على «ضرورة تبني موقف شامل غير انتقائي في التصدي لهذه الظاهرة»، مشددا على ان «السياسات الاميرکية في أفغانستان خلال الأعوام الماضية کانت فاشلة وغير فاعلة».
من جهته، قال مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية في فيينا «نواجه فقدان ثقة». وأضاف «نريد ان نكون واثقين بأننا (سنحصل) في نهاية المطاف على ضمان اننا سنتلقى وقودا لمفاعل الأبحاث في طهران».
في هذا الوقت، اعلن المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني، کاظم جلالي، انه «سيتم خلال الأشهر المقبلة تزويد قلب مفاعل محطة بوشهر النووية بالوقود»، في وقت ذكرت وکالة «ايتار- تاس» الروسية، ان محطة بوشهر سيتم تشغيلها تجريبيا في آذار المقبل. واعتبر جلالي ان «بعض الدول التي تشعر بالحساسية تجاه العلاقات الايرانية الروسية، تهدف الى اثارة ضجة اعلامية» حول التأخير الروسي.
من جهته، اعتبر الرئيس الايراني الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني، ان «سلوك الحكومة الاميركية، خصوصا محاولة الاستيلاء على ممتلكات مؤسسة علوي (الايرانية في الولايات المتحدة).. لم يتبدل مقارنة بالماضي، لا بل ازداد سوءا».
ورأى رفسنجاني ان «صمت الغرب وأميركا ودعمهما للبرنامج النووي لدى إسرائيل، دليل على وهن ادعاءاتهما بشأن الدفاع عن السلام والأمن في العالم»، مضيفا «إذا ما استمر الغرب وأميركا بهذه السياسة تجاه ايران، فإن الجمهورية الاسلامية ومن دون الاهتمام بسلوك كهذا، ومع الأخذ بالاعتبار مسؤولية الوكالة الذرية في تزويد ايران بالوقود النووي لأغراض البحوث، ستواصل نشاطاتها القانونية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية».
وانتقد رفسنجاني ازدواجية التعامل الغربي في مجال حقوق الإنسان في العالم. وقال «ان وضع حقوق الإنسان والديموقراطية في الجمهورية الاسلامية الايرانية أفضل بكثير مما هو موجود في غالبية دول منطقة الشرق الاوسط، إلا ان الغرب الذي يضغط على إيران في هذا المجال، يقيم علاقات واسعة مع دول لم تجر حتى الآن أي انتخابات في بلدانها». كما قال ان «ازدياد عدد النساء في الجامعات والمراكز العلمية والبحثية وفي مجال الإدارة، يعد مؤشرا على دور ومكانة المرأة في إيران».
من جهة اخرى، وفيما اعتبر القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري ان «الثورة الاسلامية المهيبة قد قلبت جميع المعادلات العالمية»، قال قائد ميليشيا الباسيج محمد رضا نقدي، إن قواته ستواجه «أي اعمال شغب في الشوارع». وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الايرانية ان طبيبا توفي في مركز كهريزاك للاحتجاز الذي أغلق بعد وفاة بعض المحتجزين فيه، مات منتحرا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...