لماذا نصاب بـ «متلازمة الجوع الليلي»؟

تعتبر متلازمة الجوع الليلي نوعاً من الاضطراب، ويعاني منها المصابون بالحاجة إلى تناول الطعام خلال الليل، وتسمى كذلك بـ «جوع منتصف الليل».
وقبل 50 عاماً، تم تعريف «متلازمة الجوع الليلي»، لكن الجدل لا يزال قائماً حول ما إذا كانت مرضاً أم مجرد عادة سيئة، إذ لم يصدر أي تعريف علمي بهذا الخصوص.
وبالرغم من أنه لم يتم البحث علمياً في أسباب اضطراب الجوع الليلي بشكل مستفيض أو كافٍ، ثمة أبحاث تحاول أن تقترب من أسبابه، التي قد تكون وراثية، أو ناجمة عن تفاعلات هرمونية في الجسم، مثل الافتقار إلى هرمون «الميلاتونين» (الذي يتم إفرازه حين تواجه عينا الإنسان الظلام ويساعد على النعاس والنوم) أو قلة هرمون «اللبتين» (الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم استهلاك الطاقة، بما في ذلك تنظيم الشهية وعملية التمثيل الغذائي) أو زيادة هرمون «الغريلين» (وهو هرمون منظم للشهية ولإفراز هرمون النمو وتزداد مستوياته قبل وجبات الطعام وتقل بعدها)، وهذا ربما هو ما يفسر ارتباط الجوع الليلي باضطراب النوم والسلوك الاكتئابي المرافق له.
وبحسب أطباء الدماغ والأعصاب في الولايات المتحدة، فإن المصابين بمتلازمة نوبات الأكل الليلي قد يكونون تعرضوا أثناء الطفولة لسوء معاملة نفسية أو عاطفية من قبل المحيطين بهم، وأيضاً لإهمال جسدي خلال الطفولة، وهذا ربما ما يفسر الجوانب النفسية المترافقة مع هذه المتلازمة.
وتنتمي «متلازمة الجوع والأكل الليلي» إلى مجموعة اضطرابات النهم والشره ونوبات الشعور بالجوع، وهي جميعها اضطرابات الجوع التي تحدث بشكل متكرر ويقع خلالها الإنسان في نوبات جوع شديد. واضطراب الجوع الليلي يؤدي إلى زيادة الوزن، وذلك لأن الإنسان عبر سلوكه الذي لا يستطيع التحكم به أو السيطرة عليه يقوم عبر الأكل بإضافة الكثير من السعرات الحرارية إلى جسمه، بعكس ما يسمى «الشَّرَه العصبي» أو «البوليميا» (الذي يتسم أيضاً بنوبات الأكل الشَّرِه)، الذي يؤدي إلى قيام المصاب به بتقيُّؤ الطعام بعد تناوله.
ولكن ما هي علامات هذا المرض؟
 أولى علامات «متلازمة الجوع الليلي»، الاضطرابات في النوم. فالمصابون بالشَّره الليلي يستيقظون في الليل ولا يمكنهم النوم من جديد إلا بعد الأكل.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني المريض من نوبات جوع شره، وهو شعور أكثر من الطبيعي بالجوع، ومن فقدان السيطرة، إذ يفقد السيطرة على سلوكه أثناء الجوع، ما يؤدي إلى تناوله الطعام من دون انتباه. هذا من دون إغفال حالة الانتظام للمرض، فنوبات الجوع الليلي تحدث كل ليلة بشكل متكرر.
ولا يعود سبب نوبات الجوع الليلي الشرِه إلى عدم تناول الطعام خلال النهار أو عدم تناول طعام العشاء، ولا يمكن تفسيرها بأنها نتيجة لعدم الأكل خلال اليوم. ولكن من أعراضها، عدم تناول المصاب بها طعام الفطور في موعده صباحاً، وإنما يتناول وجبته الأولى خلال اليوم بعد ساعات عديدة من استيقاظه.

 («دويتشه فيله»)