مترجمو القوات الأميركية يطالبون باللجوء

24-07-2007

مترجمو القوات الأميركية يطالبون باللجوء

طبيعة الحرب على العراق حولت المترجمين العراقيين إلى أعداء لجميع المسلحين سنة وشيعة، وهو ما جعل طلب اللجوء السياسي والهجرة إلى بلدان عملوا مع قواتها، منفذ الخلاص الوحيد لهم، على رغم رفض قوات «التحالف» بقيادة الولايات المتحدة اسقبالهم عادة.

إلا أن إعلان القوات الدنماركية العاملة في جنوب العراق أخيراً أنها نقلت حوالي مئتي مترجم عراقي وعائلاتهم الى الدنمارك حيث فتحت لهم باب اللجوء السياسي، أثار حفيظة مئات المترجمين العاملين مع القوات الأميركية، والذين يواجهون مخاطر أكبر نظراً الى طبيعة الانتشار الواسع لهذه القوات.

يقول علي باقر الذي عمل مترجماً لأكثر من عامين في المركز الاعلامي العراقي - الاميركي المشترك إن العمل مع القوات الاميركية محفوف بمخاطر لا مهرب منها، مشيراً إلى اضطراره الانتقال من منطقة يسكن فيها بعدما تناقل الاهالي خبر اكتشاف مهنته.

وعلي الذي أخفى طبيعة عمله عن أهله خشية افتضاح أمره أو التسبب لهم بالأذى، غادر حي الخضراء غرب العاصمة وانتقل الى جانب الرصافة، إلا أن هذا الانتقال لم يوفر له الأمان، وخصوصاً بعد اكتشافه أن المترجمين «أعداء للجميع» بلا استثناء، وأن الجماعات المسلحة والميليشيات تعتبرهم «خونة وعملاء». ويقول علي إن القوات الاميركية وعدت كثيراً من المترجمين بمنحهم حق اللجوء، إلا أنها قليلاً ما تفي بوعودها.

المترجم مروان عبدالله يستعد أيضاً لمغادرة البلاد، ويقول إن المترجمين الذين يعملون مع القوات الاميركية و «المتعددة الجنسية» يعيشون حال ذعر دائم بسبب خوفهم على عائلاتهم التي تتحول إلى أهداف دائمة للمسلحين والميليشيات. ويؤكد أن بعض الجماعات المسلحة والميليشيات يخطف أحد افراد عائلة المترجم لإرغامه على تسليم نفسه.

ويبدو الرجال أكثر حماسة للعمل كمترجمين من النساء، بسبب التقاليد السائدة في المجتمع العراقي. وتؤكد أسماء حسين وهي مدرسة متخصصة في الادب الانكليزي، أنها عملت مترجمة مع القوات الاميركية ليومين ثم قررت ترك العمل بعدما أراد أحد قادة الجيش اصطحابها في جولاته الميدانية.

وشعرت أسماء بخوف كبير من العمل خارج القاعدة الأميركية لأنها ستكون مستهدفة، فضلاً عن نظرة الاهالي اليها وهي ترافق القوات الاميركية في جولاتها. ويعمل مئات المترجمين في العراق مع القوات المتعددة الجنسية منذ دخولها إلى البلاد عام 2003، إذ حصل بعضهم على حق اللجوء في الدول التي عملوا لمصلحة قواتها.

وكانت الحكومة الدنماركية أعلنت أن القوات الدنماركية نقلت 22 مترجماً عراقياً مع عائلاتهم جواً الى الدنمارك في رحلة سرية لتجنيبهم خطر الاستهداف قبل سفرهم. ويعمل مع القوات الاميركية و «المتعددة الجنسية» في العراق حوالي 2745 مترجماً يتقنون لغات مختلفة، إذ يعمل أكثر من نصفهم مع القوات الأميركية، فيما يعمل الباقون مع القوات البولندية واليابانية والاسبانية والبريطانية وغيرها. وأكدت الاحصاءات الأخيرة لـ «جمعية المترجمين العراقية» مقتل أكثر من 240 مترجماً منذ غزو القوات الاميركية العراق. وسقط اكثر 80 في المئة من هؤلاء المترجمين ضحايا لعمليات اغتيال منظمة على أيدي مسلحين في مدن بغداد والموصل والانبار والبصرة وكربلاء وبعقوبة وغيرها، فيما نجا أكثر من 520 مترجماً من عمليات اغتيال غادر معظمهم على أثرها الى خارج البلاد بعد حصولهم على حق اللجوء في بلدان عملوا مع قواتها.

خلود العامري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...