مخاوف من تفجيرات إرهابية في موسم الحج إلى مكة

08-12-2007

مخاوف من تفجيرات إرهابية في موسم الحج إلى مكة

الجمل: تقول المعلومات الواردة من السعودية بأن أكثر من مليوني شخص سوف يحضرون من سائر أنحاء العالم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج خلال الفترة من 18 إلى 21 كانون الأول الحالي. وتقول المعلومات بوجود الكثير من المخاوف والشكوك إزاء احتمالات حدوث الاضطرابات والمشاكل خلال هذا الموسم.
* معطيات خبرة العنف:
خلال عام 1987م قامت قوات الأمن السعودية بقمع مظاهرات واحتجاجات الحجاج الإيرانيين، وبسبب المواجهة التي حدثت آنذاك بين قوات الأمن والمتظاهرين فقد سقط حوالي 400 قتيل من الحجاج إضافة إلى مئات الجرحى.
يعد ذلك قامت السلطات السعودية بتطبيق المزيد من القيود والتشديدات إزاء الحجاج الإيرانيين والحجاج الشيعة القادمين من البلدان الأخرى، وكان من أبرز هذه القيود قرار الحد من أعداد الحجاج الإيرانيين عن طريق تطبيق "حصة" سنوية تقلل من عددهم.
في عام 1987م وقع تفجيران في موسم الحج، وحملت السلطات السعودية إيران المسؤولية عن ذلك، وبعد حملة اعتقالات وسط الحجاج الشيعة قامت السلطات السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بـ"قطع الرأس" على 16 من الشيعة الكويتيين بعد أن تمت إدانتهم عن طريق "المحاكم الشرعية" الوهابية السعودية.
في 20 تشرين الثاني 1979م وقعت الحادثة الأكثر دراماتيكية في تاريخ مواسم الحج، وذلك عندما قام مئات المسلحين بالأسلحة الخفيفة والخفيفة -بعد انتهاء موسم الحج مباشرة وبقيادة شخص يدعى جهيمة العتيبي وهو ضابط سابق في قوات الحرس الوطني السعودي- باحتلال المسجد الحرام في مكة واحتجاز مئات الحجاج الذين ظلوا في المسجد بعد انتهاء موسم الحج. اتهم العتيبي الحكومة السعودية بالفساد وأعلن أن ابن عمه محمد القحطاني هو "المهدي المنتظر". بعد ذلك حاصرت قوات الأمن السعودية المسجد لأسبوعين وأدت الاشتباكات إلى مقتل مئات الحجاج والمسلحين، وتقول المعلومات بأن عدد الضحايا أكبر من ذلك بكثير ولكن السلطات مازالت حتى الآن ترفض الكشف عن العدد الحقيقي للقتلى في تلك المواجهات حيث أن تناقض المعلومات كشف تستر السلطات السعودية التي أعلنت في بادئ الأمر أن 127 مسلحاً قتلوا خلال المواجهات داخل المسجد وأن أكثر من 400 مسلح سقطوا جرحى وتم القبض عليهم، ولكن لاحقاً تبين أن السلطات السعودية قد قامت بقتل عدد كبير يفوق ذلك الذي أعلنته.
العنف الذي حدث في ذلك العام اتخذ طابعاً عابراً للحدود فقد اتهم الزعيم الإيراني الإمام آية روح الله الخميني الولايات المتحدة الأمريكية وحملها مسؤولية ما حدث، كما أدت المظاهرات الغاضبة في باكستان يوم 21 تشرين الثاني 1979م إلى إحراق السفارة الأمريكية في العاصمة إسلام آباد، وفي 2 كانون الأول 1979م أشعل المتظاهرون الغاضبون النار في السفارة الأمريكية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وقعت الكثير من الأحداث غير السياسية التي أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من الحجاج، هذا وبرغم عدم "سياسيّة" هذه الأحداث إلا أنها ألقت بظلالها السلبية على مراسم أداء الحج في المملكة العربية السعودية.
* موسم الحج الحالي وتداعيات الأوضاع الأمنية:
السلطات السعودية وتحديداً أجهزة الأمن السعودية ووزارة الداخلية السعودية تنهمك جميعها في تنفيذ التدابير الأمنية والوقائية والاحترازية التي تهدف إلى منع حدوث أي اضطرابات أو حوادث في موسم الحج الحالي.
تقول التحليلات بأنه في موسم الحج الحالي هناك احتمالات كبيرة لحدوث عدة اضطرابات لعدة أسباب:
• مواقف السلطات الملكية السعودية الموالية لأمريكا ودخولها في العديد من التفاهمات التي افتضح أمرها مع الإسرائيليين.
• الأقليات الشيعية الموجودة في السعودية والبحرين وقطر والكويت وجنوب العراق وجنوب لبنان واليمن، أصبحت أكثر سخطاً ورفضاً لتوجهات المملكة العربية السعودية إزاء القضايا السياسية والنزاعات الدائرة في المنطقة.
• الحركات الأصولية السنية تعارض تحالف السلطات السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً تعارض بشدة دعم السعودية بالمال لقوات الناتو والقوات الأمريكية التي تحتل أفغانستان والعراق.
• الحركات الأصولية الباكستانية غاضبة من قيام السلطات السعودية بدعم نظام الجنرال برويز مشرف.
• تنظيم القاعدة وحزب الله الشيعي السعودي (الذي قام بتفجيرات الخُبر) يسعيان لتوجيه الضربات الانتقامية ضد السلطات الملكية السعودية وضد المنشآت الأمريكية الموجودة في السعودية ودول الخليج.
* موسم الحج الحالي: العامل الإسرائيلي – الأمريكي:
تشير المعلومات التي أوردها موقع ستراتفور الإلكتروني الأمريكي بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبالتنسيق مع المخابرات المصرية والأردنية والسعودية تقوم بالتعاون من أجل فرض الرقابة المشددة على حركة الحجاج الفلسطينيين بحيث تتولى المخابرات المصرية أمر الحجاج المسافرين من قطاع غزة، والمخابرات الأردنية أمر الحجاج المسافرين من الضفة الغربية. وتتمثل أبرز مخاوف أجهزة المخابرات الإسرائيلية ليس من احتمالات تسرب هؤلاء الحجيج إلى الخارج وإنما قيامهم بحملة تهدف لجمع التبرعات وتقديم المساعدات لحركة حماس والجهاد الإسلامي وتقول المعلومات بأن المخابرات الإسرائيلية تتوقع قيام بعض الأطراف السعودية باستغلال فرصة الحج والعمل من أجل توصيل التبرعات والمساعدات المالية إلى داخل الأراضي الفلسطينية كبديل لأسلوب التحويلات المصرفية والذي أصبح يخضع لرقابة الولايات المتحدة الشديدة.
كذلك تقول بعض التكهنات باحتمالات أن تقوم المخابرات الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي باستغلال موسم الحج وتنفيذ بعض العمليات السريّة التي تدعم مخطط إشعال الحرب السنية – الشيعية في المنطقة وذلك بحيث يتم تكرار سيناريو الذرائع المفتعلة على غرار ما حدث في العراق عن طريق وضع متفجرات في أماكن تجمع الحجاج السنة بما يؤدي لاتهام الشيعة بالمسؤولية عنه ثم لإحداث الانفجارات في أماكن تجمع الحجاج الشيعة بما يؤدي لاتهام السنة...
الأماكن الأكثر احتمالاً لحدوث التفجيرات هي المعسكرات والمدن الكبيرة وعلى وجه الخصوص الفنادق والحافلات والباصات الكبيرة، وقد يمتد ذلك ليشمل التجمعات الكبيرة التي تقام في مناطق تجمعات الحجيج الكثيفة مثل منى وعرفة وغيرها..

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...