مدرسة للمزارعات الأولى مـن نوعها في سورية

06-08-2012

مدرسة للمزارعات الأولى مـن نوعها في سورية

بعد افتتاح أول مدرسة للمزارعات في سورية في محافظة طرطوس العام الماضي 2011،حيث وقع الاختيار على قرية التون القرق التابعة لناحية حمام واصل في منطقة القدموس وصلت التجربة اليوم فيها إلى مرحلة الإنتاج وبدأت الصعوبات تظهر في وجه المرأة الريفية التي تصر على إنجاح هذا المشروع لأنه أسس لفرصة عمل حقيقية للمرأة الريفية في ريف القدموس.. عن أهمية هذا المشروع وما هي العقبات التي تقف في وجه المزارعات بعد عام على بداية المشروع..
 
 تحسين مستوى الدخل
المهندسة كوكب خضور- مسؤولة تنمية المرأة الريفية في منطقة القدموس قالت : إن الهدف الأساس من إقامة مدرسة للمزارعات في منطقة القدموس هو تحسين مستوى دخل الأسرة الريفية من وحدة المساحة، فالزراعة السائدة في المنطقة، كما هو معروف، هي زراعة التبغ ودخل الدونم الواحد لا يتجاوز في أقصى حالاته /15-20/ ألف ليرة سورية بينما التحول الى زراعة النباتات الطبية والعطرية يعطي ما بين /50- 60 / ألف ليرة سورية للدونم الواحد وهذا شجع على إدخال ثقافة الزراعات العضوية النظيفة وأهميتها في الحفاظ على البيئة.
وأشارت إلى ضرورة استزراع النباتات الطبية وتحسينها ولاسيما بعد توجه الأنظار إلى الأعشاب الطبية والاهتمام بها بشكل كبير لأن أسعارها مناسبة ولاحتوائها على مركبات فعالة ذات خواص علاجية وبكلفة بسيطة وليست لها تأثيرات جانبية على عكس الأدوية الكيماوية.... وقالت: لقد أصبحت الحاجة ماسة لاستزراع النباتات الطبية والعطرية لعدة أسباب أهمها: إمكانية تصديرها كمواد دوائية أولية وبأسعار مناسبة، وندرة النباتات الطبية البرية حيث يتم جمع هذه النباتات بشكل عشوائي ووصل بعضها إلى مرحلة الانقراض وهنا يأتي دور المزارع ووعيه للتوجه لزراعة هذه النباتات وإظهارها كمنتج سوري محلي وبالتالي تحسين دخله في حال زراعتها إضافة إلى أنها تزرع في الأراضي الجبلية قليلة الخصوبة والمعرضة لانجراف التربة.
18 مزارعة مشاركة
وبينت خضور: بعد دراسة واقع المزارعات من ناحية الزراعات المتبعة في القرية والمساحات المزروعة وبعد إنهاء الدراسة تم اختيار /18/ مزارعة لتأسيس مدرسة مزارعات لإنتاج النباتات الطبية والعطرية ومع بداية العام الحالي 2012 تم البدء بزراعة نبات الزعتر بنوعيه /السوري الرفيع والخليلي العريض/ حيث تم انتاج حوالي /2,5/ طن وكان المنتظر تسويق الإنتاج إلى معمل الحفة في محافظة اللاذقية إلا أن الأحداث الأخيرة حالت دون ذلك، وسيتم التوسع بهذه الزراعة لتشمل كل أنواع الأعشاب الطبية والعطرية خلال السنوات القادمة.
معاناة حقيقية
المزارعات في هذا المشروع تحدثن عن معاناتهن الحقيقية بعد وصولهن إلى مرحلة الإنتاج سمر محمود- دعد رقية- أوريس حسين قلن: إن أهم ما نعانيه اليوم هو عدم وجود أسواق لتصريف الإنتاج وهذا شكل لدينا إحباطاً كبيراً لأهمية هذا المشروع وما أمنه لنا من فرصة عمل لنا ولأسرنا ومن أجل الاستمرار به وتطويره.
مطالب محقة
وطالبن بإقامة وحدات للتقطير وليس معملاً في منطقة القدموس فهي غير مكلفة ويُعمل فيها على مدار العام وتؤمن فرص عمل لعدد من السكان لأن تقطير الأعشاب قد يحل المشكلة بشكل مؤقت ريثما يتم فتح أسواق داخلية وخارجية لهذه الأعشاب فكل 25 كيلو غراماً من الأعشاب الطبية تعطي ليتر سائل مقطر، مشيرات إلى أن هذه تساهم في حفظه لمدة أطول تخفف من أعباء التخزين للأعشاب والتي تحتاج لأماكن واسعة وقد تتلف بعد فترة.
ويطالبن بتمويل شبكات الري بالتنقيط لجميع الحقول وذلك بمنح قروض خاصة عن طريق وزارة الزراعة وهذا يشجعنا على زراعة أكثر من صنف.
وشددن على ضرورة إقامة سوق خاص بمنتجات المرأة الريفية في منطقة القدموس يتم من خلاله عرض المنتجات الزراعية بكل أنواعها وهذا يساهم في تسويق المواد الزراعية ويلغي دور السماسرة الذين يتحكمون بالجزء الأكبر من الأرباح ويكون المزارع والمستهلك هما الخاسر الوحيد.

رفاه نيوف

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...