معمرتان سوريتان و475 حفيداً

05-02-2007

معمرتان سوريتان و475 حفيداً

المعمرتان حمدة محمد الشعابنة وتركية الفارس من مواليد 1901، تربيتا وترعرعتا في قرية جبا بمحافظة القنيطرة وعاشتا معاً مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب وتزوجتا في نفس الأسبوع عام 1918 ورغم انشغالهما في تربية ورعاية أولادهما..  ماتزال المعمرة حمدة بصحة جيدة وذاكرة قوية فقالت:

أنجبت ثلاثة أولاد وثماني فتيات واحدة منهن في الإمارات العربية ولم أراها منذ سنوات طوال ولا أعرف أولادهما وأخرى في لبنان لا أعرف أولادها أيضاً.
للمعمرة 215 حفيداً وحفيدة ومعظم وقتها تقضيه مع رفيقة عمرها المعمرة تركية الفارس التي التزمت الفراش في العامين الماضيين بعد أن كسرت رجلها اليسرى وفي الأشهر الأخيرة بدأت تمشي بعسر. ‏

وتضيف المعمرة حمدة الشعبابنة: اعتمد في طعامي على الخضروات والحليب والسمن العربي واللحم البلدي ولا أتناول طعام العشاء ولم يزرني الطبيب إلا منذ عام أو أكثر. ‏

أما المعمرة تركية الفارس أشارت إلى وجود أكثر من 260 حفيداً وحفيدة ولا تعرف معظمهم وأن وضعها الصحي بدأ يتدهور بعد أن كسرت رجلها ولم تجبر، ورغم ذلك تشعر بسعادة كبيرة عندما تزورها رفيقة عمرها حمدة لأنها الوحيدة التي تعيدها إلى أيام الشباب واستذكرت لنا أيام «السيران» وقالت: كنا نذهب على الدواب إلى الوادي «وادي بردى ومضايا والزبداني» ونبقى لمدة أسبوع أو أكثر وكانت تستوقفنا جماعات من العسكر الفرنسي وتفتش حاجياتنا وتصادرها منها البرغل والقمح و«الكشك» وكنا دائماًَ نغير طريق العودة ونبتعد عن مفترق الطرق. 
 المعمرتان نوهتا إلى العلاقة الاجتماعية الحميمة التي ربطت أسرتهما مع المعمر الجولاني أبو فندي زايد حسن حسون الذي توفي قبل عامين عن عمر ناهز 128 عاماً وكنا نزوره لمدة أسبوع أو أكثر ونأخذ معنا السمن العربي والبيض البلدي وكان يزورنا وزوجته وكان يحضر لنا الدبس والقمح. ‏

من جهتها اعتبرت المعمرة تركية أن مراسم الزواج السابقة أفضل من الحالية حيث كانت تزف العروس على الهودج وتركب الجمل من منزل والدها إلى عريسها وسط زغاريد النسوة ومجموعة من الخيالة وبعد وصولها ترفع حجراً ثقيلاً أمام المنزل يسمى «العمدة» تعبيراً ودلالة لقوتها وتبقى الأفراح عامرة لمدة أسبوع بمشاركة أهالي القرى المجاورة فضلاً عن أبناء قريتها كونهم «مغرّبين» وكانت تصطحب معها صندوقاً حديدياً ثقيلاً فيه حاجياتها «جهازها» الذي اشترته من دمشق برفقة والدتها ووالدها وبغياب عريسها!! ‏

علي الأعور

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...