مفوضية اللاجئين: اوروبا على اعتاب كارثة انسانية

02-03-2016

مفوضية اللاجئين: اوروبا على اعتاب كارثة انسانية

أعربت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، عن قلقها حيال الحوادث على الحدود بين اليونان ومقدونيا، غداة استخدام السلطات المقدونية الغاز المسيل للدموع لمنع مئات اللاجئين من الدخول، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الثلاثاء، إن صوراً تلفزيونية لمهاجرين يائسين يحاولون الوصول إلى أوروبا الغربية عبر دول البلقان توضح الحاجة العاجلة إلى عقد قمة للاتحاد الأوروبي، الإثنين المقبل، في إطار التعامل مع أزمة اللاجئين.
وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس شيناس للصحافيين، إن "المفوضية قلقة جدا من الصور التي رأيناها امس" حول الحوادث على الحدو، مضيفاً "من الطبيعي ان تكون كل الاجراءات المتخذة على الحدود مطابقة للقانونين الدولي والاوروبي".
وأوضح "بالنسبة لنا، هذه الصور تظهر مرة جديدة ان الحل الوحيد الناجع هو حل جماعي، حل اوروبي" في حين ان اليونان من جهة والنمسا وسلوفينيا ودول اخرى في البلقان من جهة اخرى، تتبادل الاتهامات بتصعيد الازمة من خلال اتخاذ قرارات أحادية.
وأشارت المفوضية إلى أن التراكم السريع للاجئين العالقين عند الحدود الشمالية لليونان يهدد بوقوع كارثة إنسانية، لافتة الإنتباه إلى أن "أوروبا على أعتاب أزمة إنسانية صنعت بنفسها جانباً كبيرا منها".
ودعت الوكالة كل دول الاتحاد الأوروبي إلى تحسين قدرات تسجيل طالبي اللجوء والتعامل معهم وفقا للإجراءات الخاصة بكل دولة، وكذلك وفقا لخطة إعادة التوطين الأوروبية.

الحاجة الى قمة أوروبية
 من جهة أخرى، قال ميركل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكرواتي الزائر تيهومير أورسيكوفيتش: "نريد أن نعيد الشينغن ... وهذا هو السبب في رأيي وراء الحاجة العاجلة لقمة يوم الاثنين المقبل".
وعند سؤالها عن ما الذي ستقوله إلى 8500 لاجئ تقطعت بهم السبل عند مدينة إيدوميني على الحدود اليونانية، حيث احتشد مئات المهاجرين على الحدود، يوم الاثنين، وأطلقت عليهم الشرطة اليونانية قنابل الغاز لتفرقهم، قالت ميركل "بدأنا الآن مجموعة متعددة من الإجراءات وهي موجودة أيضاً في اليونان".
وأضافت ميركل مشيرة إلى مراكز تسجيل اللاجئين والمهاجرين: "أقيمت بعض النقاط الساخنة في بعض الأماكن... هناك أماكن للإقامة الليلية وأماكن للراحة وموجودة أيضاً في اليونان ويجب أن يستفيد منها اللاجئون".
و تقدمت اليونان بخطة "عاجلة" الى الاتحاد الاوروبي من اجل استقبال مئة الف لاجىء على اراضيها، في حين تزداد اعداد المهاجرين العالقين في هذا البلد، حسب ما اعلنت الحكومة الثلاثاء.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة اولغا غيروفاسيلي، خلال لقائها اليومي مع الصحافيين: "لا يمكننا التعامل مع مجمل اللاجئين الذين يصلون"، مضيفة "لقد تقدمنا بخطة عاجلة الى المفوضية الأوروبية لاستقبال مئة الف لاجىء".
وأضافت أن اليونان في إطار هذه الخطة بحاجة لـ480 مليون يورو، مشيرة الى وجود 23 الف لاجىء ومهاجر في البلاد حالياً.
واشارت غيروفاسيلي إلى أن الحكومة ستلجأ الى "اية وسيلة ديبلوماسية ممكنة من أجل التوصل الى افضل حل لادارة تدفق المهاجرين".
وأوضحت أن "مجمل الآلية الحكومية قد تحركت وان الجيش تقدم بشكل سريع جداً في مجال إنهاء الأعمال التي اوكلت اليه ويقدم حالياً المواد الغذائية يوميا لعشرة الاف شخص".
وتتوقع اليونان استقبال بين 50 و70 الف مهاجر الشهر الحالي.
وكانت المفوضية الاوروبية اعلنت الاثنين انها "تعد خطة عاجلة لمساعدة اليونان" بالاضافة الى دول اخرى في اوروبا من اجل "احتواء ازمة انسانية محتملة".
وتواجد أكثر من سبعة الاف شخص، الثلاثاء، عند معبر ايدوميني على الحدود بين اليونان ومقدونيا التي حدت بشكل كبير من دخول اللاجئين الى اراضيها خلال الأيام الماضية، بحسب ما اعلن مصدر في الشرطة اليونانية.

تفكيك "كاليه"
في هذه الأثناء، تواصل في مدينة كاليه الفرنسية تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الراغبين بالانتقال الى بريطانيا، حيث يتجمع لاجئون سوريون وأفغان وسودانيون، في اجواء من التوتر ووسط انتشار أمني واسع بعد مواجهات الاثنين بين الطرفين.
وخاطب مسؤول في المخيم مجموعة من السودانيين قائلاً: "عليكم ان تجمعوا اغراضكم وان تغادروا، لأن الشرطةآتية". الا ان احد اللاجئين رد عليه بالقول "لقد عرفنا السجون والتعذيب وانتم لا تخيفوننا".
ويقيم في المنطقة المطلوب تفكيكها من المخيم بين 800 والف مهاجر، بحسب الحكومة، في حين تقول جمعيات ان عددهم يصل الى 3450 شخصاً.


تحدٍ عالمي
 وأعلنت المفوضية العليا للاجئين، الثلاثاء، أن نحو 130 الف لاجىء وصلوا منذ مطلع العام الحالي الى أوروبا بعد عبورهم البحر المتوسط، اي اكثر من عدد الذين عبروا خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الماضي.
وامام الخلافات المستشرية بين الدول الاوروبية في طريقة مواجهة أزمة الهجرة باشر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك، في فيينا، جولة على عدد من دول المنطقة ستشمل ايضا الخميس والجمعة تركيا، قبل ان يشارك في قمة اوروبية في السابع من اذار، في بروكسل تشارك فيها تركيا.
وفي اطار الاعداد لهذه القمة يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الجمعة المقبل، في باريس المستشارة الألمانية.
أما وزير الخارجية الأميركية جون كيري فاعتبر أن "ازمة اللاجئين عالمية ولم تعد تحدياً إقليمياً، بل باتت اختباراً لنا جميعاً".
إلى ذلك، أصدرت المحكمة العليا في الاتحاد الاوروبي، الثلاثاء، قراراً يؤكد حق المانيا الطلب من مهاجرين العيش في أماكن معينة اذا كان ذلك يساعد في اندماجهم الاجتماعي.
والقضية تتعلق بسوريين توجها الى المانيا في العامين 1998 و2001 على التوالي وحصلا على وضع الحماية، أي اقل من وضع اللاجئين.
وفرضت السلطات الألمانية عليهما شروط الإقامة الا أنهما طعنا في القرار امام المحكمة الادارية الإتحادية التي احالت القضية على محكمة العدل الاوروبية.
وقالت المحكمة في قرارها ان "توجيهات الاتحاد الاوروبي لا تمنع المستفيدين من وضع الحماية من فرض شرط الاسكان عليهم بهدف تشجيع اندماجهم، حتى لو كان ذلك الشرط لا ينطبق على المواطنين غير الاوروبيين المقيمين قانونيا في المانيا".
واشارت المحكمة الى أن قوانين الاتحاد الاوروبي تعني أن الاشخاص الذين تقدموا بشكوى يجب ان يتحركوا بحرية في البلاد التي منحتهم وضع الحماية، وان تختار لهم مكان السكن تماماً مثل اي مواطن اخر غير أوروبي.
وقررت المحكمة ان دول الاتحاد الاوروبي ليس بامكانها ان تجبر الناس على العيش في اماكن معينة لموازنة توزيع المعونات الاجتماعية.
لكنها قالت ان القرار يعود الى المحكمة الألمانية لتقرر ما اذا كانت السلطات المحلية يمكن ان تفرض قيوداً اذا رأت ان الاشخاص الحاصلين على وضع الحماية "يواجهون صعوبات تتعلق بالاندماج اكثر من تلك التي يواجهها المواطنين غير الاوروبيين المقيمين في المانيا".

تحذير من توتر البلقان
 الى ذلك، دافع وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي عن قرار السلطات في سكوبيي، استخدام الغاز المسيل للدموع لاحتواء اللاجئين، محذراً من التوتر المتزايد في البلقان الذي يمكن ان يؤدي الى نزاعات.
وقال بوبوسكي لإذاعة "بي بي سي": "شاهدنا حوالي 400 شاب يحاولون الدخول عنوة الى الاراضي المقدونية من اليونان، إذا واجهت قواتنا وضعا لمحاولة عنيفة من قبل مئات الشبان من اجل دخول اراضينا من دون التسجل او التوجه الى مراكز الاستقبال، فلا اعتقد ان ذلك مطابق لما تم الاتفاق عليه على المستوى الاوروبي".
وتابع الوزير المقدوني ان الأسهل على بلاده "هو الانسحاب (من الحدود) والسماح لكل اللاجئين بالمرور"، مشيرا الى ان الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تعارض حلا من هذا النوع.
واضاف بوبوسكي "قالوا لنا إنهم يريدون نظاماً قابلاً للاستمرار حول اللاجئين"  من أجل تسجيل المرشحين للجوء، لافتاً الإنتباه إلى ان "المشكلة الكبرى حاليا هي ان هذا النظام لا يعمل على ما يبدو وعلى كل منا تحمل حصته من المسؤولية على اراضيه".
وكانت الشرطة المقدونية اطلقت الاثنين الغاز المسيل للدموع، على مئات السوريين والعراقيين الذين حاولوا اقتحام الحاجز الحدودي بين اليونان ومقدونيا في ايدوميني".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...