ميدفيديف يقترح معاهدة أمنية أوروبية أطلسية

09-10-2008

ميدفيديف يقترح معاهدة أمنية أوروبية أطلسية

وجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس انتقادات لاذعة للسياسة الأحادية التي تنتهجها الولايات المتحدة سعياً لبسط هيمنتها على العالم، مقترحاً إقرار معاهدة أمنية جديدة أوروبية أطلسية، سارع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي للتشديد على ضرورة أن تستند الى حلف شمالي الأطلسي وأن تشمل »حلفاءنا الأميركيين«.
وقال ميدفيديف، خلال »المؤتمر الأول حول السياسة العالمية« الذي ينظمه »المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية« في مدينة ايفيان في فرنسا، إن »رغبة الولايات المتحدة في تعزيز هيمنتها العالمية أدت إلى فقدانها فرصة تاريخية... لإقامة نظام عالمي ديموقراطي بحق« بعد هجمات ١١ ايلول، مضيفاً أن روسيا »مدت يد الصداقة للأميركيين« بعد تلك الهجمات، على أمل ليس فقط محاربة الإرهاب بل أيضا تخطي الانقسام الذي أحدثته الحرب الباردة في العالم.
وتابع ان واشنطن رفضت فرصة تاريخية لإرساء شراكة جديدة عرضتها موسكو، جراء غزوها العراق وخططها لنشر نظام الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية وقرارها الانسحاب من معاهدة حظر الصواريخ الباليستية. وأوضح أنه »بعد الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان، بدأت الولايات المتحدة سلسلة من التصرفات الأحادية لم تكن منسقة لا مع الأمم المتحدة ولا مع عدد من شركاء الولايات المتحدة... ونتيجة لذلك ظهر اتجاه في العلاقات الدولية لإقامة خطوط فاصلة. كان ذلك إحياءً لسياسة في الماضي كانت تعرف باسم سياسة الاحتواء«.
وشدد ميدفيديف على أن »حلف وارسو لم يعد موجودا منذ حوالى ٢٠ عاما، لكن للأسف، بالنسبة إلينا على الأقل، يجري توسيع حلف شمالي الأطلسي بحماسة ملحوظة... لقد نقل الحلف بنيته التحتية العسكرية إلى حدود بلدنا« لافتا الى انه »ما همّ ما يقال، اننا نرى أن تلك الإجراءات موجهة ضدنا« كما اتهم »جزءا من الادارة الاميركية بأنها تعاني من رهاب الاتحاد السوفياتي«.
ورأى أن الحرب بين روسيا وجورجيا في آب الماضي، أظهرت أن آلية الأمن في أوروبا التي تدور حول حلف الأطلسي والولايات المتحدة بحاجة إلى إصلاح كبير. وقال انه »لا يمكن لدولة بمفردها ولا لهيئة دولية بمفردها أن تتمتع بحق حصري في ضمان السلام والاستقرار في أوروبا« مقترحا معاهدة أمنية جديدة »تستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتوضح معنى عامل القوة في العلاقات ضمن المجتمع الأوروبي الأطلسي« كما »تحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها« لأجل حل النزاعات عبر المفاوضات، وتوضح أنه لا يمكن لدولة واحدة بما فيها روسيا احتكار إرساء الأمن في القارة.
من جهته، قال ساركوزي إنه على استعداد لبحث اقتراح ميدفيديف، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يستند التعاون الامني الى هياكل قائمة مثل حلف الاطلسي ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا. أضاف ان »هذا الحوار، الذي نحن مستعدون لإجرائه مع روسيا، يتعين أن يشمل أيضا حلفاءنا الاميركيين... أنا لا آخذ تعليمات من أميركا، لكنها صديقة لنا وحليفة«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...