هبة مغربية لحماية اللغة العربية من الفرنسة واعتمادها في المدونات

25-03-2007

هبة مغربية لحماية اللغة العربية من الفرنسة واعتمادها في المدونات

أمام الهجمة التي تتعرض لها اللغة العربية بالمغرب، هبّ أنصارها لحمايتها من التعدد اللغوي خاصة الفرنسية بتكثيف جهدهم عبر وسائل متعددة منها حملة في المدونات الإلكترونية وإنشاء جمعية وطنية لحماية العربية.
ويعتزم مدونون مغاربة تنظيم حملة لاعتماد اللغة العربية لسانا للمدونات المغربية تدوم أسبوعا من الأحد 25من الجاري إلى السبت 31 مارس/ آذار 2007.
ويتصدر الحملة صاحب مدونة "بلا فرنسية" وصاحب مدونة "كلمة.. لا غير" ومواقع وجرائد إلكترونية كجريدة "شباب المغرب" التي رفعت نفس الشعار، وتخلت في خطها التحريري عن الكتابة بالفرنسية.
وقال أحمد صاحب مدونة "بلا فرنسية" إنه ليس "خائفا على مستقبل العربية بالمغرب لأنها لغة عالمية". وكشف أن "المدونات المغربية العربية في تكاثر مستمر، إذ تجاوز عددها 1300 على خدمة مكتوب وحدها بعدما كانت أقل من مائة قبل سنة".
على صعيد آخر، انطلقت يوم 17 من الجاري جمعية جديدة باسم "الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية" برئاسة موسى الشامي، وهو رئيس أول جمعية وطنية مغربية لحماية العربية أستاذا جامعيا سابقا للفرنسية بكلية علوم التربية بالرباط ورئيس جمعية لمدرسي هذه اللغة.
ورفض الشامي الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام حتى تستكمل الجمعية وثائقها القانونية، لكنه أوضح أن الجمعية لا تعادي أي لغة إذ سبق له أن كان رئيسا لجمعية أساتذة الفرنسية ونظم عدة ملتقيات حول هذه اللغة تحت الرعاية السامية لملك المغرب. ووعد بتقديم مزيد من التفصيلات والمعطيات حول ما تعتزم الجمعية القيام به لحماية العربية.
وكانت مجموعة من الأكاديميين واللغويين المغاربة شاركوا في الجمع العام التأسيسي لهذه الجمعية، انتخبوا على إثره الأكاديمي المتقاعد موسى الشامي لرئاسة الجمعية الوليدة. وحذر المشاركون من الهجمة التي تشن على العربية.
وأوضح الشامي في الجمع التأسيسي دواعي ظهور الجمعية المغربية لحماية العربية، مضيفا أنها ترمي إلى "استصدار القوانين التي تحمي العربية من التجاوزات الشائنة وصونها من الدخيل وحمايتها من كل أشكال الإهمال والتهميش وإبراز مكانتها في المجتمع المغربي".
د. محمد الأوراغي، صاحب نظرية جديدة في اللسانيات ومؤلف كتاب "التعدد اللغوي بالمغرب" شارك في الجمع التأسيسي بورقة أشار فيها إلى المؤامرات التي تريد إخراج العربية من المغرب، وطالب الأحزاب المغربية بالدفاع عنها.
وحسب المعطيات الرسمية للبعثة الثقافية الفرنسية بالمغرب، يعتبر المغرب من البلدان العشرة الأوائل التي تزدهر فيها الفرنسية، ويسجل المغاربة أبناءهم في مؤسساتها المنتشرة بالمملكة.
وتشير الإحصائيات المحصورة في سبتمبر/ أيلول 2006 إلى أن عدد التلاميذ المسجلين لمتابعة الفرنسية بلغ 22000، وبلغ عدد الأساتذة 1350.
ويتابع هؤلاء التلاميذ دراستهم في 12 مدرسة و4 مجموعات مدرسية (رياض أطفال وابتدائي وثانوي) وإعداديتين و5 ثانويات تابعة كلها لوكالة التعليم الفرنسي بالخارج. وتكشف الأرقام أن نسبة المغاربة أكبر من الفرنسيين: 54% مقابل 41%، والباقي لتلاميذ أجانب ليسوا مغاربة ولا فرنسيين.
وأكدت دراسات تربوية مختلفة كان أولها ظهورا دراسة د. الجابري عن "التعليم بالمغرب" أن اللغة الأجنبية، سواء كانت فرنسية أو غيرها، تتصدر قائمة أسباب الفشل الدراسي بالمغرب نظرا لإدراجها في التعليم بسن مبكرة جدا مما يعرقل تعلم الطفل للغة الأم والأجنبية معا، فلا هو أتقن العربية ولا تعلم الفرنسية.

 

الحسن السرات
المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...