هل انتقلت الأزمة السورية من دائرة الحسم العسكري إلى الحلّ السياسي؟

10-05-2013

هل انتقلت الأزمة السورية من دائرة الحسم العسكري إلى الحلّ السياسي؟


الجمل ـ باسل يونس: عندما نتكلم عن تفاهم روسي أميريكي على عقد مؤتمر بخصوص الأزمة السورية يتساءل البعض ما الذي يجبر الادارة الأميريكية على التضحية بأوراق القوة من دون مقابل ؟ أو ماذا يهم الأميريكي، ومن يدور في فلكه، بأن تفنى جبهة النصرة من الوجود طالما يحقق اهدافه بواستطها وأن ضرب الدولة الوطنية السورية وجبهة النصرة بعضهما ببعض ما زال يحقق المكاسب للادارة الأميريكية! ان مجرد اعلان كل من وزيري الخارجــــية الاميريــــكي والروسي، عن الاتفاق أو الدعوة لتنظيم مؤتمر دولي بشأن الازمة السورية وفقاً لبيان جنيف، فهذا يعني،بإجماع الفرقاء، أن الأزمة السورية خرجت من دائرة الحسم العسكري إلى الحلّ السياسي وان هذا لا يمكن ان يحدث الا في ظل صفقة جرى التوصل اليها بين جــــون كيري وسيرجي لافروف.

ما الذي يجبر أو يدفع الادارة الامريكية الى تقديم التنازلات و اقترابها من الموقف الروسي وصيغة الحل السياسي التي يطرحها ؟ ما الذي تغير حتى تعدل الادارة الامريكية عن لغة الخطوط الحمراء ضد الدولة السورية و لماذا تتراجع عن سياستها ومواقفها السابقة المتعلقة بتسليح المعارضة بأسلحة حديثة متقدمة و ما مصير الشرط المسبق في رحيل النظام كبند أساسي للحوار؟ هل بات من شبه المؤكد ان الازمة السورية مرشحة لتطورات كبيرة في الايام المقبلة أو أن هناك اتفاق روسي امريكي لتصفية الجماعات الاسلامية الجهادية المتمثله بجبهة النصرة ؟ هل يكون مؤتمر كيري لافروف المنعطف في تنفيذ الاستحقاقات الكبرى التي لم يعد بالامكان تأجيلها بين البلدين ؟

التصريحات التي رشحت عن اجتماع كيري لافروف تعطي مؤشر جدي بأن الاميريكيين يخطون باتجاه الموقف الروسي "أي اتفاق جنيف" و أن حل الأزمه السورية سيكون بناء على هذا الاتفاق، الذي اختلفت الدول في تفسيره بعضها باتجاه آخر أو حسب مصالحها و البعض الآخر حاول أن يلغيه كمفعول لكن يبدو أن الاتفاق سيصمد و يبدو أن البلدين أقتربا أكثر من أي و قت مضى في تفسير متقارب لهذا الاتفاق. من يدقق بعبارات وكالة نوفوستي الروسية الرسمية عن نقاط التفاهم في مباحثات الطرفين والتي تناولت الملف السوري، يفهم بأن روسيا و أميريكا تتقاسمان نفس القلق من احتمالات حرب اقليمية في المنطقة، وان جبهة النصرة باتت العدو المشترك.

هل ما قاله كيري للرئيس فلاديمير بوتين "ان واشنطن تشاطر موسكو وجهة نظرها حول سورية. وان كلينا نريد ان تستقر اوضاع سورية، وتخلو من التطرف والمشاكل التي يمكن ان تمسّ المنطقة جمعاء". واعادة تذكيره بالتعاون بين موسكو وواشنطن لمواجهة المانيا النازية ابان الحرب العالمية الثانية، معناه بأن التطرف في سورية و المنطقة هو العدو المشترك الجديد الذي يجب مواجهته من قبل الدولتين؟ هذا التفاهم يعكس اقتناع الادارة الأميريكية باستحالة ادارة العالم بمبدأ القطبية الواحدة حتى أننا نسطيع أن نقدر بأن القوتين العظميين اعلنتا شراكة علنية ستمتد لسنوات بين الدولتين لمواجهة الخطر المشترك المتمثل بالتطرف في العالم . أي يمكنا القول بأن الهدف من التعامل مع هذه الأزمة أصبح ليس الديمقراطية أو التغيير ...ألخ...

ولكن لان الروس و الأمريكان يجدون خطر مشترك في انزلاق المنطقة الى التطرف وعواقب غير محسوبة و عنف أعمى يؤثر على التوازنات الاقليمية. كلمة السرّ وراء هذا التحول في الموقف الأميريكي هو مستقبل حلفائها في المنطقة و وجودهم في حدود آمنة بعيداً عن الفوضى، وتحوّل سوريا الى أرض جهاد للقاعدة عدا عن فشل كل المساعي الاميريكية في ايجاد بديل علماني للنظام في حال سقوطه، فالائتلاف السوري بلا رأس منذ استقالة معاذ الخطيب... و الأهم من كل ذلك هو صمود الجيش الوطني السوري. انطلاقاً من هذه العواقب فان وحدة سوريا و أمنها أمر ضروري من أجل الأمن والسلام العالميين و بالتالي يجب الاسراع في اخماد هذه النيران لكي نمنع الانفجار و هذا كله يعد مؤشر من اقتراب الموقف الأمريكي من الموقف الروسي في تقيم و حل الأزمه.

سنشاهد في الاسابيع القادمه انعكاسات هذا التوافق على الأرض و في حراك الدول الاقليمية على جميع الصعد، سياسياً أمنياً اعلامياً واستخبارتيا.

 

 

التعليقات

الجيش العربي والشعب السوري قادران على الحسم العسكري الداخلي امام غزو المرتزقة المعولم ولذا لا بد من تطهير الارض العربية السورية منهم بغض النظر عن كل المبادرات والحلول السياسية والدبلوماسية الدولية، التي ترمي في نهاية امطاف الى ضمان توازنات ومصالح متبادلة او متكاملة بعيدا عن المصالح الوطنية والقومية العربية. القلاع تسقط من داخلها وهذه خلاصة التجارب التاريخية المريرة التي عنينا وعانت منها شعوب وامم اخرى. اي حل سياسي ليس الا تتويجا ومحصلة للحل العسكري وميزان القوى على الارض، والارض لنا ما قاتلنا في سبيلهاوكنا مستعدين دائما لدفع فاتورة التضحية من اجلها.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...