وزراء التيار الصدري ينسحبون من حكومة العراق

17-04-2007

وزراء التيار الصدري ينسحبون من حكومة العراق

أمر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وزراءه بالاستقالة من الحكومة العراقية يوم الاثنين احتجاجا على رفض حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

ويضم التيار الصدري الذي يلقى دعما من فقراء الشيعة العراقيين على وجه خاص ستة وزراء ويشغل ربع مقاعد الائتلاف العراقي الموحد في البرلمان الذي ينتمي اليه المالكي وهو تحالف لاحزاب شيعية اسلامية.

وتكشف هذه الخطوة عن وجود انقسامات داخل الائتلاف الذي سعى لتقديم جبهة موحدة بالرغم من التوترات الكامنة تحت السطح ولكن من غير المرجح ان تؤدي الى اضعاف الحكومة بصورة كبيرة بما أن التيار الصدري لا يشغل مناصب رئيسية في الحكومة.

وفي أحدث أعمال العنف قال الجيش الامريكي ان مسلحين قتلوا خمسة جنود أمريكيين يوم الاثنين بينهم ثلاثة في بغداد. وقتل نحو 60 جنديا أمريكيا في العراق هذا الشهر مما يضع شهر ابريل على طريق ان يكون الشهر الذي يشهد أكبر عدد من قتلى الجنود الامريكيين منذ شهور عديدة.

وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا أيضا 13 جنديا عراقيا في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش بالقرب من مدينة الموصل في شمال البلاد.

وقبل المالكي قرار التيار الصدري الانسحاب وأكد على ان القوات الامريكية لن تغادر قبل ان تتولى القوات العراقية الامن.

وبينما كان تأييد الصدر حيويا كي يتولى المالكي منصبه فان ضروع ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر في أعمال عنف طائفية جعلت وجود كتلته في الحكومة عبئا سياسيا.

وفي الوقت ذاته هناك مخاوف بشأن ضمان استمرار دعم الصدر للحملة الامنية التي تدعمها القوات الامريكية في بغداد. ومنذ بدء الهجوم قلل جيش المهدي الذي تصفه واشنطن بأنه أكبر خطر يواجه أمن العراق حتى الان من الظهور.

واتهم أعضاء التيار الصدري المالكي بتجاهل "ارادة الشعب" بشأن مسألة تحديد جدول زمني للانسحاب وكذلك اخفاق حكومته في تحسين الخدمات الاساسية وعدم الحد من تدهور الوضع الامني في حي مدينة الصدر في بغداد الذي يمثل معقلا لجيش المهدي والصدر.

واستجاب عشرات الالاف من العراقيين لدعوة الصدر للاحتشاد في مدينة النجف الشيعية المقدسة الاسبوع الماضي احتجاجا على وجود نحو 140 الف جندي أمريكي في العراق. ولم يظهر الصدر في هذه المناسبة ويقول مسؤولون أمريكيون انه مختبيء في ايران في حين يقول مساعدون انه ما زال في العراق.

وقال نصار الربيعي زعيم الكتلة الصدرية بالبرلمان العراقي في مؤتمر صحفي ببغداد "على رئيس الوزراء أن يعبر عن ارادة الشعب العراقي.. هؤلاء الذين خرجوا في تظاهرة مليونية في النجف وهم يطالبون باجراء جدولة زمنية لخروج الاحتلال."

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان ترك وزراء الصدر لحكومة المالكي لن يسقطها.

وأضافت "اذا غادر الصدريون الحكومة -وهم أعلنوا ذلك من قبل وعلمت انهم فعلوا ذلك هذا الصباح- فان ذلك لا يعني ان المالكي فقد الاغلبية."

وقال محلل ان الصدر ربما يسعى الى تهدئة المعارضة الداخلية بشأن دعمه للحملة الامنية في بغداد والتي لم تفلح في وقف تفجير السيارات الملغومة التي يتهم مقاتلو القاعدة من السنة بتنفيذها والتي استهدفت أحياء شيعية في بغداد.

وقال جوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات وهي مركز بحث " يتعرض الصدر لضغوط بسبب تأييده الضمني للخطة الامنية...لذا فان عليه اعادة النظام الداخلي.. وهو ما يفعله من خلال الانسحاب من العملية السياسية والعودة الى الشارع."

وقبل أن ينضم الصدر الى العملية السياسية نظم جيش المهدي انتفاضتين على القوات الامريكية عام 2004. ومنذ ذلك الحين تورط الجيش في هجمات انتقامية وسط تصاعد العنف الطائفي في البلاد.

وقال حازم النعيمي وهو استاذ للعلوم السياسية في جامعة المستنصرية في بغداد انه يرى الانسحاب جزءا من "لعبة سياسية" من غير المرجح أن تشعل أزمة.

وقال "هذه مناورة سياسية وهي ليست المرة الاولى التي يقومون بها بالانسحاب من الحكومة."

وأنهى التيار الصدري في يناير كانون الثاني شهرين من مقاطعة البرلمان بعد انسحابه من المجلس احتجاجا على قضية وضع جدول زمني للانسحاب الامريكي واحتجاجا على اجتماع المالكي مع بوش.
 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...