يسرقون قوت الشعب..

01-11-2007

يسرقون قوت الشعب..

المفارقة اللافتة في سرقات الدقيق المستمرة ان حركة السجلات لا تظهر اي حالات نقص لمادة الطحين اثر كل عملية سرقة لاكياس الطحين التي جرت وتجري في العديد من المطاحن المنتشرة في انحاء البلاد حيث يقال بحسب المصطلحات المستخدمة في هذا المجال ان نسبة الاستخراج والضريبة (الدقيق) محققة وبزيادة وهو امر غير منطقي ويثير الكثير من علامات الاستفهام بعد ان تكررت هذه الحالات في اكثر من مطحنة فاضافة الى مطحنة الأسد الوطنية موضوع بحثنا الآن هناك عمليات سرقة حصلت في مطحنة الساحل التي نشرنا عنها سابقا وسرقات اخرى في مطاحن سنأتي على ذكرها لاحقا حيث تحدث سرقات دون وجود نقص بالدقيق وهي لعبة يجيدها اصحابها ويتقنونها بالرغم من ثبوت السرقة باعداد كبيرة في الاكياس وبحسب التحقيقات الاخيرة لجنائية الريف ومن ثم في الرقابة الداخلية في المطاحن فقد جرت محاولة سرقة لاكياس الدقيق من مطحنة الأسد الوطنية خلال الشهر الاخير من العام الفائت عن طريق اخراجها خلسة وقد وجد في مكان وقوع السرقة 45 كيس دقيق تم رميها خلف سور المطحنة باستعمال السير الناقل وسيارة عامة لم يتم تحديد هويتها وتبين بعد اجراء عمليات التصفية للمطحنة في الشهرين الاخيرين من العام الماضي وجود نقص عدد كبير من الاكياس منها 2106 أكياس خام جديدة ونقص 1317 كيس خيش ما يدلل على امكانية اخراجها مملوءة بالدقيق.‏

وتوصلت التحقيقات اثر ذلك الى وجود مؤشرات على حصول عملية السرقة سابقا وابدت العديد من الملاحظات على عمل متعهد عمليات التحميل في المطحنة لعدم تنظيمه قائمة اسمية لعماله وعدم الاحتفاظ بمفصل هوياتهم وتقصيره بالاعمال المكلف بها وعدم تعاونه مع التحقيق اضافة الى عدم التزام المطحنة بالعقد المبرم مع المتعهد بشأن تأخر عماله الى ما بعد نهاية الدوام الرسمي من جهة اخرى وتقاعس ادارة المطحنة في محاسبة ومراجعة المتعهد في الاعمال الموكولة اليه بعد ان توجهت الشكوك الى شقيقي متعهد عمليات التحميل بسبب تواريهم عن الانظار وتأخر انصرافهم بتاريخ الحادثة وعدم تعاون المتعهد في احضار المذكورين لاخذ افاداتهم او تقديم رقم ونوع السيارة التي استخدمت في محاولة السرقة.‏

واستنادا لذلك تم اعتبار هذه الاجراءات بمثابة تقرير اولي ريثما تظهر مستجدات او معطيات تستدعي استكماله ومتابعة ذلك مع الجهات المختصة واتهام عمال المتعهد بالضلوع في محاولة سرقة اكياس الدقيق من المطحنة ومتابعة اجراءات القضية المحالة الى القضاء اضافة الى انارة سور المطحنة واجراء الجولات المستمرة على مدار الساعة وتكليف عنصر بمهام امانة مستودع الاكياس وفصله عن امانة مستودع الانتاج وضرورة التزام كافة المطاحن بعقود عمليات العتالة والتعبئة وقيام المتعهد بانجاز اعماله ضمن الدوام الرسمي وعدم السماح بتأخر وبقاء عمالهم في ارض المطحنة والالتزام بمضمون عقود عمليات العتالة والمؤكد عليها بتقارير رقابية بشأن الزام المتعهدين بتقديم كشف تفصيلي باسماء عمالهم وصور عن بطاقاتهم الشخصية وحرمان المتعهد في هذه الحادثة والقضية المثارة من المشاركة بمناقصات عمليات العتالة بمطاحن فرع دمشق للاسباب المذكورة.‏

صالح حميدي

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...