عندمـا يُتّهـم الأطفـال بـالشعـوذة ويُنكّـل بهـم

09-05-2011

عندمـا يُتّهـم الأطفـال بـالشعـوذة ويُنكّـل بهـم

يسود الاعتقاد في ولاية أكوا أيبون في جنوب نيجيريا بأن الأطفال يمكنهم التحول إلى سحرة، ويستطيعون اتخاذ أشكال على هيئة طير أو حشرات لامتصاص دماء ضحاياهم أو التسبب في أذى لهم، وأنهم يتمتعون بالقوة الشريرة لتدمير البشر لا سيما عائلاتهم وجيرانهم.
لم يعد هناك مكان لما يسمى براءة الأطفال في تلك البقعة التي ينتشر فيها الفقر والجهل، هناك أرض خصبة لنمو السحر والشعوذة والاعتقاد بهما ليس أكثر. في الماضي كان البالغون فقط هم من تشير إليهم أصابع الاتهام بسحر الآخرين في الولاية التي ظلت دائماً مسرحاً لشعائر السحر والفودو.
وسجلت صحيفة « التايمز» البريطانية قصة غودوين أوكون، ابن السابعة، الذي تعرّض للتعذيب، حيث كانت الجروح تغطي ظهره، بعضها ناتج عن الضرب وبعضها الآخر عن الحروق بولاعة سجائر.
ويعتقد البعض أن غودوين، من قرية ايكيت، ما هو إلا ساحر شرير، ضمن مئات الأطفال المتهمين. بدأت قصته عندما قام عمه بحبسه هو وجدته في غرفة مع جسد والدته المحنط بعد أن اتهمهما باستخدام قوى السحر لقتلها.
وتم توجيه الاتهام لغودوين من قبل مشعوذ محلي، وكعقوبة له فقد أمره المشعوذ بأن يأكل من جسد أمه الميت، حيث الاعتقاد السائد بأن «الشيطان» إذا أكل من لحم فريسته فإنه يموت في الحال. ورفض غودوين الانصياع لأوامر عمه الذي طلب منه الدخول إلى الغرفة المسجى فيها جثمان والدته وتنفيذ العقوبة، فما كان من هذا الأخير إلا ان جلده وحرقه بالنار.
أما صحيفة «ديلي ميل» فقد أضاءت على هذه الظاهرة بنقلها قصص مئات الأطفال المتهمين بالشعوذة الذين يُجلدون ويُدفنون أحياء. هناك صبي لم يبلغ الحادية عشرة سكب أهله «الأسيد» على رأسه، وفتاة أصغر منه دقّ أهلها في رأسها مسامير تسبّبت لها بإعاقة دائمة. وفي السنة الماضية قام والد بدفن طفليه، في السادسة من العمر، بعد ان اتهمهما بقتل والدتهما بالسحر، ورمى عم بابن أخيه في النهر بعد أن ظنّ أنه السبب في الورم الذي أصابه في رجله.
برزت هذه الظاهرة للمرة الأولى قبل عشر سنوات عندما بدأ رعاة دينيون، وفدوا جديداً إلى المنطقة، بالترويج لهذه الفكرة وبدأوا يتهمون الأطفال بأنهم «سحرة». وتعهد هؤلاء الرعاة بإخراج السحر من أجساد «المرضى»، حيث تم اقتياد الكثير من الأطفال المتهمين الى الكنيسة وحبسهم هناك لستة اشهر لتخليصهم من «الساحر الموجود داخلهم».
في بعض الأحيان يتم ربط الطفل رأساً على عقب ويتعرض للجلد إلى أن يعترف بجريمة لم يرتكبها. وبعد أن تعرض أكثر من 500 شخص للقتل من خلال مطاردة السحرة في السنوات القليلة الماضية تدخلت الحكومة لإنقاذ هؤلاء الضحايا.
وضاعفت الحكومة مدة العقوبة لمرتكبي هذه الأنشطة، بيد ان الكثير يهرب بعيداً عن أعين رجال الشرطة ليمارس نشاطه في القرى النائية، وهناك حالات يتم فيها اخذ الاطفال بعيداً ليتم القضاء عليهم ويوارون في الثرى هناك، وهم أحياء في أغلب الأحيان.
وعلى الرغم من اهتمام المنظمات العالمية لحقوق الطفل والإنسان بهذه الظاهرة، فضلا عن العديد من الجمعيات التي تتحرك في هذا الإطار، لم تسجّل هذه الجهات تقدماً ملحوظاً للحدّ من الممارسات الوحشيّة التي تمارس بحق هؤلاء الأطفال في جنوب نيجيريا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...