9 شهداء في غزة وواشنطن تستغيث بدحلان

16-10-2006

9 شهداء في غزة وواشنطن تستغيث بدحلان

دخلت أندونيسيا أمس على خط الأزمة الداخلية الفلسطينية، التي باتت تسير جنباً إلى جنب مع تصعيد عدواني إسرائيلي على قطاع غزة، حيث استشهد تسعة فلسطينيين خلال الساعات الـ48 الماضية.
وقال مصدر حكومي فلسطيني، إن اندونيسيا ترغب في أداء دور قد يساهم في التوصل الى اتفاق بين مؤسستي الرئاسة وحركة “فتح” من جهة، والحكومة وحركة “حماس” من جهة أخرى، لحقن الدماء الفلسطينية، ودفع جهود الوحدة إلى الأمام.
وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس الأندونيسي سوسيليو بامبامغ يودويونو أوفد مبعوثه الخاص وزير الخارجية الأسبق علي العطاس أول من أمس الى عمان، حيث التقى عباس وسلّمه رسالة الرئيس الأندونيسي، يعرض فيها وساطة لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي.
ووفقاً للمصدر الحكومي، فإن العطاس توجه الى القاهرة حاملاً رسالة مماثلة وسلمها الى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وأشار إلى أن المسؤول الأندونيسي ألغى زيارته إلى غزة خشية إغلاق معبر رفح الحدودي.
في غضون ذلك، جددت حركة “حماس” رفضها إجراء استفتاء شعبي أو تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. وقال القيادي في حركة “حماس”، خليل أبو ليلة، إن “كل شيء يصدر عن منظمة التحرير الفلسطينية قبل إعادة إصلاحها وفقاً لما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق”.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه قد قال أول من أمس: إن اللجنة التنفيذية تدرس حالياً خيارين، أحدهما إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أو استفتاء على تقديم موعد الانتخابات وتنظيم انتخابات مبكرة.
من جهتها، اتهمت “فتح” حركة “حماس” بالتهرب من التزاماتها الداخلية واستحقاقات الواقع الإقليمي والدولي. ورأت، في بيان أمس، أن الاتهامات التي وجهها قياديون ومتحدثون من حركة “حماس” إلى حركة “فتح” بتلقي أموال من الولايات المتحدة بغية إصلاح الحركة وتهيئتها لانتخابات مبكرة “لا تمثل سوى محطة جديدة في مسلسل التشكيك والتضليل”.
وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة تقدّم التمويل للكثير من القطاعات والمؤسسات المجتمعية، ومن ضمنها مؤسسات رئيسة تتبع حركة حماس مثل الجامعة الإسلامية”.
وفي عمّان، حذر الملك عبد الله الثاني من تداعيات استمرار الخلاف الداخلي الفلسطيني وعدم احتواء التوتر، مشيراً إلى أن عامل الوقت في هذه المرحلة يعدّ حاسماً.
ودعا في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، عقب محادثات أجراها عبد الله مع محمود عباس، إلى ضرورة تكثيف الجهود لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والوصول إلى إجماع وطني يسهم في تعزيز تفهم المجتمع الدولي لعدالة قضيتهم.
ووصل عباس الى عمان أول من أمس لحضور اجتماعات اللجنة المركزية لحركة «فتح» المقرر عقدها اليوم الإثنين لبحث تطورات الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة وآخر المستجدات المتعلقة بجهود تأليف حكومة وحدة وطنية.
ميدانياً، قتلت القوات الإسرائيلية تسعة فلسطينيين، بينهم سبعة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال اشتباكات في قطاع غزة.
وقال المدير العام للطوارئ في وزارة الصحة، الطبيب معاوية حسنين، «إن سبعة فلسطينيين استشهدوا خلال عملية الاجتياح الاسرائيلية لشرق مخيم جباليا وجرح ما يزيد عن 18 آخرين، أربعة منهم في حالة الخطر». وعرف من الشهداء: أحمد أبو العيش (19 عاماً)، وعواد العطاونة (21 عاماً)، وصخر أبو جبل (20 عاماً)، ومحمد شقورة (20 عاماً).
وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في بيان، «أن ستة من أعضائها استشهدوا جراء قصفهم من طائرة صهيونية أثناء تصديهم لقوات الاحتلال المتوغلة شرق جباليا». وأفادت مصادر حماس لاحقاً بعد صدور البيان أن الشهيد السابع من كتائب القسام أيضاً.
وأطلقت طائرة إسرائيلية من دون طيار صواريخ على سيارة في مدينة غزة تقلّ أعضاء في «كتائب شهداء الأقصى» المنبثقة من حركة فتح، فاستشهد اثنان منهم، هما: رجاء اللبان وعمر أبو شريعة، وأصيب إثنان آخران بجروح.

ومن جهة أخرى يرى مسؤولون أميركيون معنيون بالملف الفلسطيني ــ الإسرائيلي أنه يمكن الاعتماد على الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان لتنفيذ خطة إطاحة الحكومة الفلسطينية التي تترأسها حركة حماس.
وقالت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس إن دحلان، الذي غازله دبلوماسيون أميركيون، متلهف لمجابهة «حماس» في الأراضي المحتلة. ووصف مسؤولون أميركيون دحلان بأنه «الرجل الذي يستطيع تنفيذ المهمة».
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يعني استعداد دحلان لدفع رجاله المسلحين إلى خوض معركة ضد حماس. وقال مسؤول أميركي للصحيفة: «يمكن النظر إليه كبلطجي قاتل، لكنه أحد القلائل الذين لديهم السلطة لفرض نوع من النظام على الأرض من خارج حماس».
وفي سياق الاعتقاد السائد لدى المسؤولين الأميركيين بضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتردده في اتخاذ قرارات ضد حماس، فإن مسؤولين أميركيين يقولون إن لديهم بضعة خيارات لوقف المجزرة التي قد تسفر عن مواجهة مسلحة بين «فتح» و«حماس». وهم يُعدّون، سرّاً، قائمة صغيرة تضم بضعة خلفاء محتملين لأبي مازن من ضمنهم دحلان، الذي سبق أن لاحق واعتقل الآلاف من أعضاء «حماس» وأخضع بعضهم للتعذيب، كما أهان بعض قادة الحركة بحلق لحاهم بالقوة.

 

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...