لماذا قد تنتصر الصين على واشنطن في أي حرب جوية؟

22-04-2024

لماذا قد تنتصر الصين على واشنطن في أي حرب جوية؟

هل أصبح سلاح الجو الصيني قادراً على التفوق على نظيره الأمريكي، خاصة في منطقة شرق آسيا بالقرب من بكين؟ هذا السؤال بات مطروحاً بقوة في الأوساط العسكرية الأمريكية، إذ تحول النظر إلى القوة الجوية الصينية من استهزاء إلى قلق ملموس.

تقرير حديث لمجلة “The National Interest” الأمريكية يشير إلى أن الصين قد تتفوق على الولايات المتحدة في قتال قريب من تايوان، بفضل أعداد هائلة من الطائرات الحربية.

فقد عملت القوات الجوية الصينية على مدار العقدين الماضيين للوصول إلى مستوى تكافؤ مع القوات الجوية الأمريكية، والآن تشير بعض التقارير إلى أن الصين ربما تكون قادرة على فرض تفوق جوي في حالة الصراع على تايوان.

الجنرالات الصينيون وضعوا خططاً لحرب جوية مدتها 96 ساعة للسيطرة على السماء فوق تايوان. هذه الخطط تتضمن ضربات دقيقة للبنية التحتية الرئيسية، وقد تشمل هجمات لشل الحكومة التايوانية، وهي إجراءات تمهيدية لغزو محتمل.

ويبدو أن الصين تسعى لتأمين قوة جوية ضخمة لتغطية أي عمليات إقليمية محتملة وللتصدي لأي ردود فعل عسكرية من الولايات المتحدة أو حلفائها الإقليميين.

وعلى الرغم من أن بعض المحللين يرون أن الطائرات الصينية ليست متطورة مثل الأمريكية، إلا أن الصين تعوض ذلك من خلال الإنتاج الكثيف وقدرتها على نشر قواتها الجوية بسرعة وبأعداد كبيرة.

طائرات مثل المقاتلة الشبحية J-20، التي دخلت الخدمة بأعداد كبيرة، والمقاتلة J-35، التي لا تزال قيد التطوير، إضافة إلى طائرات من الجيل الرابع والنصف، تمثل عناصر أساسية في سلاح الجو الصيني.

أما الجغرافيا، فهي تلعب لصالح الصين، حيث تتيح لها ميزة القرب من ساحلها، ما يمكنها من نشر قواتها بسرعة أكبر مقارنةً بأمريكا، التي تعتمد على حلفاء إقليميين وتحتاج إلى نشر قواتها عبر مسافات طويلة.

وفي حين أن الولايات المتحدة لديها بعض من أفضل الطائرات في العالم مثل F-22 وF-35، فإن الصين قد تكون قادرة على تعويض ذلك بالأعداد الهائلة من الطائرات الحربية.

المقاتلة F-35 الأمريكية لديها عيوبها أيضاً.

فهي ليست جيدة تماماً في قتال الجو-جو مثل F-22، كما أن تكاليف إنتاجها وصيانتها مرتفعة، مما قد يجعلها عرضة لنقص في الإمدادات إذا تكبدت خسائر كبيرة في حرب مع الصين.

وفي النهاية، هناك مشكلة أخرى تتعلق بسلاسل التوريد العسكرية الأمريكية، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين في توريد مكونات مختلفة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش الأمريكي على الاحتفاظ بإمداداته إذا نشب صراع مع بكين.

في المقابل، لا تواجه الصين نفس المشكلات التي تعاني منها الولايات المتحدة. فبينما سعت بكين إلى حماية مجتمعها واقتصادها من العقوبات الاقتصادية الغربية، عززت أيضاً علاقاتها مع الدول المجاورة، لا سيما روسيا، لضمان استقرار قاعدتها الصناعية في حال نشوب صراع مع الغرب.

توضح مجلة أمريكية أن الصين لديها بعض نقاط الضعف، ولكن بالنسبة لسلاح الجو الصيني الضخم وقرب أهدافه من قواعده، فإن بكين يمكنها أن تتغلب على التحالف الأمريكي في حرب جوية فوق تايوان.

إذا فقدت أمريكا السيطرة الجوية على تايوان، فإن الصين ستكون حرة في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة ضد المدافعين عن تايوان، وقد يتم عزل الجزيرة عن حلفائها الغربيين طوال فترة الغزو.

تختتم المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن احتمالية تصعيد الصراع مع الصين تبدو منخفضة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...