انتقام الجد

29-04-2006

انتقام الجد

الجمل: شهدت إحدى مناطق ريف دمشق في الأسبوع الماضي حادثة، أقل ما يمكن أن توصف به بأنها (فظيعة).
الحادثة كما يرويها الأب المصدوم (أ. ج):
منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حصل نزاع بيني وبين زوجتي (م. ج)، وصل إلى نهاية متوقعة هي الطلاق، الذي كان أسلم الحلول، نتيجة لاستحالة الاستمرار في حياة كانت تعج بالمشاكل التي لا يمكن حلها.
حصل الطلاق، وذهبت طليقتي إلى بيت أبيها، وأخذت معها ابنتي (هـ. ج)، وبقي في رعايتي ولدين (ع وأ). بعد حوالي شهر بدأت أفكر جدياً بالارتباط كوني أعمل صباحاً كموظف، وأدوام مساء في القطاع الخاص، أي أنني أقضي أغلب وقتي في العمل حتى ساعة متأخرة من الليل، بالإضافة إلى الولدين اللذين يحتاجان إلى رعاية خاصة، كونهما في المدرسة، وهذا يتطلب شخصاً يتفرغ لرعايتهما.
عُقد قراني سريعاً، وبدأت أمور حياتي تهدأ، والمشاكل التي كانت تؤرقني تلاشت تدريجياً، حتى جاء الخبر الذي جعلني مذهولاً لا أدري ماذا أفعل.
ابنتي (هـ. ج) التي كانت برعاية أمها، وعند جدها، وأثناء لقائي بها منذ أيام، حدثتني عن تصرفات يقوم بها الجد معها، أثارت حفيظتي. قالت لي: جدي يعلمني التدخين، ويقول لي: أباك طلق ابنتي، أنا سأحاسبه (يغص الأب) وأشياء أخرى، لم أتوان في معرفة ما حصل.
عرضت ابنتي على طبيبة نسائية، وكانت المفاجأة (تمزق في غشاء البكارة بحجم 4 مم). لم أصدق، فعرضت الأمر على طبيبة أخرى، فأكدت لي الموضوع. طار صوابي وقررت أن أرتكب جريمة. تدخل بعض عقلاء العائلة، ونصحوني بتقديم ادعاء إلى النيابة العامة. ذهبت إلى المحكمة وكتبت المعروض وأرفقته بالتقارير الطبية. ولكن في يوم الجمعة تدخل بعض المشايخ وقالوا لي: اترك أمرك إلى الله، هذا الموضوع سيشكل فضيحة لك ولأسرتك، وأثرها الأكبر سيكون على البنت. احترت في أمري، فنحن مجتمع شرقي لا يرحم.
سكت (أ. ج) حائراً. وعندما طلبت منه أن أساعده، قال لي: شكراً، ولكن اكتب هذه القصة، لعل غيري يعتبر، ولكنني لا أريد الفضيحة لابنتي.
قصة (أ. ج) تشبه قصصاً كثيرة في مجتمعنا وخصوصاً في الأرياف، ويقف شعار (الشرف) والفضيحة والخوف من نظرات الآخرين حائلاً دون أن ينال ذلك الجد الآثم ما يستحقه من عقاب.
(هـ. ج) الخاسرة الوحيدة وسط هذه المحظورات والمحرمات، والتي تحملت وزر رغبة (الجد) في الانتقام والشذوذ الجسدي والأخلاقي.

 

عبد الرزاق دياب

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...