شركاء عزرائيل في حي السنانية

04-05-2006

شركاء عزرائيل في حي السنانية

الجمل - خاص : على امتداد الطريق الواصل بين باب الجابية (السنانية) ومقبرة باب الصغير تنتشر محلات النحت على شواهد القبور، تستوقفني صورة حسام الشاب المنهمك في عمله، فأسأله ماذا تفعل؟ أصنع شاهدة لزبون والده متوفى.
لعل زبائن حسام مختلفين عن كل الزبائن، لم يأتوا إليه راغبين في صنع تحفة من الرخام، ليتفنن بدوره في تشكيلها، حيث ستوضع على قبر عزيز غالي، تكون بمثابة أخر وصلة غنائية حزينة تربطه بهذا العالم، لكن الموت حقيقة إلهية كالحياة، وإكرام الميت في دفنه.
شواهد مختلفة الأشكال والأحجام، والألوان أيضاً يقوم حسام بتصنيعها، ولكل مقاس سعره، فالشاهدة التي طولها متر يختلف سعرها عن شاهدة (إم المترين)، وثمن الكتابة النافرة للخارج، أغلى من ثمن الحفر الغائر للداخل، حسب إمكانيات الزبون ووضعه المادي.
وهل هذه المهنة تدر دخلاً؟
حسام ضاحكاً: (طالما أن سيدنا عزرائيل، عم يشتغل شغله، حالنا ماشي) فنحن نمتاز عن غيرنا بأن عملنا لا ينقطع أو يتوقف، ولا يتأثر بأي موسم، صيفاً شتاءاً نحن نعمل.
يجتمع حولي مجموعة من زملاء حسام في المهنة، منهم محمد، إذ يقول: (المصلحة إذا ما بتغني بتستر، لكن سيدنا عزرائيل الظاهر نسيان حارتنا) يعني الناس
   ما عم تموت بحارتكم ؟
 لا... الحمد الله في وفيات.
كالمنح والزيادات
هل يمكن أن يكون القبر بدون شاهدة؟ يقول حسام: يجب أن يكون لكل قبر شاهدة، لكن الظروف المادية أحياناً هي التي تتحكم، فقد يشترك أكثر من شخص في العائلة الواحدة بنفس الشاهدة، وقد يؤجل وضع الشاهدة بعض الوقت في انتظار المناسبات السعيدة، كالمنح والزيادات التي يحظى بها الموظف من الدولة.
وهل اختلفت طريقة تصنيع الشاهدة عما كانت عليه قديماً؟ يقول مرهف: في القديم كانوا يكتبون اسم المتوفى في قلب قصيدة الشعر، وقد تستغرق تلك العملية خمسة أشهر، لذا تكلفة تصنيعها غالية، ومن هذه الأشعار:(يا قارئ كتابي ترحم على شبابي، بالأمس كنت بينكم واليوم تحت التراب)، أما حالياً فنقوم بنقش الآيات القرآنية، إضافة لاسم المتوفى وعائلته، وتاريخ وفاته.
فرصة
أسلك الطريق الذي يوصلني إلى مقبرة باب الصغير عازمة على استطلاع المكان وحسب، وعلى بابها أقف مترددة، لكن فضولي يدفعني للدخول، وقد يكون وجود أبو أيمن (حفار المقبرة) وابنه الصغير الواقف  بجانبه جعلني أتجاوز رهبة المكان...
ما الذي يدفع أبو أيمن وغيره من حفاري القبور لامتهان هذه المهنة؟ وما شروط العمل في حفر القبور، وظروفه؟ يجيب أبو أيمن: قرب المقبرة من منزلي، وبحثي عن فرصة عمل دفعاني للعمل هنا، حيث يبدأ العمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساءاً، وأحيانا إلى ما بعد السادسة إذا جاءنا خبر وفاة أحد ما، قبل أن نترك المقبرة، وفي بعض الحالات الطارئة.
 ونحن نعمل طيلة أيام الأسبوع حتى في أيام الأعياد، لاسيما وقفة العيدين الكبير والصغير، إذ نضطر للنوم في المقبرة.
ألا تخافون... ؟
يحضر حينها أبو هيثم (القائم بأعمال المقبرة) مستفسراً عن سبب وجودي، وهو (المعلم) كما وصفه أبو أيمن، في حفر القبور وتنزيل الموتى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقد ورث المهنة عن أجداده إذ يقول: الموت له رهبته، وعالمه ما زال مجهولاً وبعلم الغيب، لذا نقف خاشعين أمامه، والميت له حرمته وكرامته، وهو عزيز على أهله وذويه، لكن مهنة حفر القبور وتنزيل الأموات كأي مهنة عادية، تطعم صاحبها خبزاً، والتعب العضلي فيها أكثر منه نفسي، خاصة عندما يعتاد الحفار عليها.
وزراء البلد
مترفة منازل الأغنياء تحت الأرض من حيث المساحة، ومكان الإقامة، ومواد البناء والتصنيع، كبيوتهم فوقها، فقبور أحياء المالكي وأبو رمانة والمزة، تختلف عن قبور الأحياء الأخرى، ووضع المقابر الخاصة مختلف عن حال المقابر العامة، وحتى ضمن المقابر العامة، قبور مقبرة الدحداح تختلف عن مقبرة الجراح، أو قبور باب الصغير الموجودون فيها.
 إذ يقول حسام: القبور ضمن المدينة غالية جداً، حيث تتراوح أسعارها، (من 80  إلى 200 ) ألف تبعاً للمنطقة الموجود فيها، وقد تصل إلى (300 ألف ليرة سورية) أحياناً، كمدفن مردم بيك والقوتلي، الموجود في هذه المنطقة والخاص فقط بآل مردم الذين كانوا وزراء البلد على أيام الأتراك وزمن الاستقلال.
يختلف سعر القبر المبني من التراب، أو (البلوك) عن سعره في حال بني من الرخام، كما يقول أبو هيثم: لا يجوز فتح القبر قبل مضي خمس سنوات على تاريخ الوفية لتفنى روح الميت، بعدها يمكن أن يستخدمه أصحابه، حيث يتم ترميمه وتكلفة الترميم بحدود (8000 ليرة سورية)، وقد يلبس القبر بالرخام، وتصل تكلفة تلبيسه لحدود (200 ) ألف ليرة سورية.

 


الكلفة واحدة
المقبل على الموت، كالمقدم على مشروع شراء منزل ضمن المدينة، أو على الزواج رغم الفارق الكبير بين المناسبتين كما يقول أبو أيمن: تكلفة الوفاة في المدينة، في أبسط الحالات  بمثابة تكلفة الزواج، فبين ما يتقاضاه مكتب دفن الموتى، وتكلفة السيارة والكفن والإكراميات، وتكلفة أمسية التعزية من مقرئ وقهوجي، وكذلك والإطعام (التنزيلة)، وبعدها تكاليف الدفن،  يدفع آل الفقيد بحدود المائة ألف ليرة سورية إذا كان القبر موجود، وكانت الأمور من قريبه.
ويجد محمد الفرصة مناسبة للحديث عن مشكلته،إذ يقول: لدي قبراً أريد بيعه، وثمنه بحدود العشرين ألفاً فقط، ولكن بالمحافظة (ما عم يفرغولي ياه ، فالفراغ ممنوع، ولكن بالبرطيل كلو بيمشي).
خيار وفقوس
أما فيما يتعلق بحفاري القبور، فثمة ظلم في تقسيم العمل وتوزيعه فيما بينهم، ففي المقبرة الواحدة هناك مناطق تدر دخلاً على الحفارين القائمين عليها، في حين مناطق أخرى العمل فيها لا يجدي نفعاً، فالقائم بأعمال مقام بلال الحبشي والقبور الموجودة حوله، أكثر انتفاعاً من الحفارين القائمين على مقبرة الشواغرة، لاسيما أن حفاري القبور ليس لديهم راتب ثابت، وإنما انتفاعهم من الإكرامية أو(البخشيش).
 إذ يقول يوسف: أعمل بالحفر منذ حوالي عشرين سنة، ولدي رخصة من المحافظة، لكن مكتب دفن الموتى لم يخصص لي سوى (800 قبر)، بينما غيري مخصص له أكثر من (8000 قبر)، ومع أني مقيم في المقبرة بشكل دائم لا يصل مجموع ما أحصل عليه شهرياً لحدود الألفين ليرة سورية، بينما تصل شهرية البعض إلى (100 ألف)، وتأتي لجان من المحافظة للكشف على القبور، وتعلم بالظلم الواقع علينا، لكن (التطنيش ماشي).
ويضيف أبو أيمن: لقد طالبنا بعمل دور لجميع الحفارين (كوتا) حيث يقوم كل يوم واحد منا بأعمال المقبرة، وبذلك يتوزع العمل والأجر بالتساوي على الحفارين، كما الحال في مقبرة الدحداح، (وما حدا أحسن من حدا) ولكن ما من مجيب.

بيزنس
قديماً كان لحفاري القبور صولتهم وجولتهم في المقبرة، فالاعتماد الأساسي عليهم في تنظيم عملية الدفن، لذا كثيراً ما كانت تحصل عمليات سرقة للقبور، فإذا لاحظ الحفار أن هناك قبراً مهملاً لا يزروه أحد يبدأ بنكشه حتى يتهدم، ويقوم بعدها بإجراءات فرغه وامتلاكه، هذا ما أكده أبو أيمن وأضاف أبو علي على ما قاله أبو أيمن: قديماً كان تحصل الكثير من الخلافات والمشاكل وتجنباً لذلك  قامت المحافظة في عام 1994 بعملية ترقيم لكافة مقابر دمشق بحيث (ما حدا يتعدى على حدا).
تجاوز الترقيم
الترقيم الذي قامت به المحافظة لتحديد ملكية القبور، وتوزيعها على مساحة الأرض الموجودة تم تجاوزه بإضافة أرقام إضافية على الأرقام الأصلية حملت اسم (التكرار بالترقيم)، بحيث تحولت تلك القبور إلى صناديق متراصة ومتلازمة لا يفصل بينها سوى مسافة جد بسيطة، وأصبح التنقل بينها مشكلة حقيقية، وبات رؤية شجرة مزروعة أو نبتة خضراء، ومكان لزراعتها حالة مستهجنة، ما أثر سلباً على الشكل الخارجي للمقبرة التي يرتادها الكثيرون لزيارة ذويهم، أو المقامات الموجودة فيها.
 طمع ضيفنا
مشاكل من نوع مختلف نتجت عن الترقيم، فقديماً كان أفراد العائلة الواحدة يستخدمون نفس القبر لدفن موتاهم (أولاد العم، والعمات...) ونادراً ما يتم التناحر على ملكية القبر فيما بينهم مهما كبرت العائلة، أما بعد الترقيم فكان لا بد من حصر ملكية القبر، ما ولد نزاع بين المالكين الأصليين والضيوف الزائرين.
 يقول أبو علي: قبل الترقيم كان أي شخص من العائلة يفتح قبر أبيه أو أمه ويدفن فيه، ومع الترقيم ظهرت مشاكل كثيرة على  ملكية القبر بين أفراد العائلة الواحدة، إذ من الصعب تحديد أصحاب القبر من الزائرين الضيوف، فقد يدفن ضيف في قبر لم يستخدمه أصحابه سابقاً، وعندما جرى الترقيم تم أخذ الأسماء المدفونة دون التأكد من ملكيتهم للقبر.
 وبذلك لم يكتف الزائر باستحقاقات الضيافة وحسب (الإقامة، والإطعام....) وإنما تجاوز آداب الضيافة لحد الاستيلاء على القبر له ولذويه.
وتأكيداً على كلام أبو علي يحضر إلى المقبرة أحد المواطنين من عائلة (شبيب) مراجعاً القائم بأعمال المقبرة ويلخص مشكلته قائلاً: لقد نزلت عمتي على قبر أبيها، والآن زوجها (ابن زكريا) وأولاده يريدون امتلاك القبر، مع أننا نحن المالكين الأصلين له.
مع ذويها
وعن إمكانية نزول المرأة على قبر ذويها يقول أبو علي: الشرع والقانون سمحا بنزولها على عائلتها الأساسية أي قبر أبيها وأخيها وعمها، وعائلتها الثانية، زوجها وأبنائها، ولكن اجتماعياً كان لا يحبذ ذلك، خاصة دفن المرأة في قبر زوجها، ولكن هذه العادة انتهت مؤخراً بعد عملية الترقيم التي جرت على المقابر، وقد ساهمت مشكلة ضيق المقبرة والاكتظاظ الموجود فيها في تجاوزها.
(زوارات القبور)
هل زيارة المرأة للقبور مقبولة اجتماعياً، وكيف تكون زيارتها، وحضورها في طقوس الدفن...؟
يقول أبو علي: قديماً كان رسول الله (ص) قد نهى عن زيارة المرأة للمقابر، لكنه سمح بها فيما بعد استناداً على الحديث الشريف:( كنت قد نهيتكم عن زيارة المقابر، ألا فزوروها) لتتعظ النساء، وتتذكر أن هناك آخرة، وعالم البرزخ، هو الرابط بين الدنيا والآخرة.
وعموماً زيارة المرأة للمقابر غير مرغوبة اجتماعياً، لكن هذا الموضوع تحدده العادات المتبعة في كل منطقة، فالمرأة عند (الميادنة) لا تزور المقابر أبداً، بينما في حارة (قويق)  تحضر المرأة حتى على دفن المتوفى.
وهناك ما يدعى بـ ( زوارات القبور) وهن فئة من النساء اعتدن على زيارة المقابر كل يوم اثنين وخميس، يأتين من أغلبية المناطق في دمشق، لسقاية أحواض الورود المزروعة على قبور ذويهم، ولقبوا (بزروات القبور) لأن حضورهم الكثير إلى المقبرة غير مرغوب فيه اجتماعياً.
وعموماً المرأة نادراً ما تحضر على طقوس الدفن لأنها أقل تحملاً وتماسكاً من الرجال، ولكنها تقدم لزيارة القبر في اليوم الثاني للدفن، على أن تكون ساترة الرأس، وأن لا تختلط بالرجال، خاصة في طقوس الدفن، إذ تقف  وراء الرجال، وعلى بعد مسافة منهم.
مكتب الموتى
رافقت المواطن المراجع إلى مكتب دفن الموتى لمعرفة كيف سينظر في مشكلته، حاملة مجموعة من التساؤلات لمدير المكتب السابق المهندس عماد عنتابلي حيث قال: تأسس مكتب دفن الموتى عام 1962 من أجل نقل وتشييع الوفيات، وكان في البدء بسيطاً وتطور حتى وضعه الحالي، ونتيجة كثرة الوفيات وتعقد العلاقات الاجتماعية والهجرة من الريف إلى المدينة تم ترقيم كافة مقابر مدينة دمشق في عام 1994-1995، وبالتالي تنظمت المقابر عما كان الوضع سابقاً إذ كان المواطن يعتمد على الحفار في معرفة القبر وينتج عن ذلك مشاكل عدة، فقد اعتمد في الترقيم تنزيل كافة الوفيات في القبر الواحد ويكون للمواطن استحقاق دفن لورثة الوفية الأولى فيه، وهذا بدوره نتج عنه مشاكل عديدة يتم معالجتها كلُ في حينه. أما القبور التي أضيفت على الترقيم فقد كان يتوفر أراضي في المقبرة، وأنشأت  بموافقة السادة المحافظين، حيث أعطيت أرقاماً إضافية منعاً للإخلال في عملية الترقيم.
(برستيج اجتماعي)
رغم توفر القبور في مقبرة نجها وبسعر شبه مجاني (3000)ل.س، لكنها تعتبر (مدافن شعبية) مرفوضة اجتماعياً، فقد اعتاد أهل المدينة على دفن وفياتهم في مقابر المدينة لتسهل زيارتها.
 وهذا ما أكده السيد عماد عنتابلي إذ قال:أغلب أهالي الوفيات يرغبون بتنزيل وفياتهم في مقابر المدينة بحيث تكون قريبة من بيوتهم، وهي عادة اجتماعية توارثوها عن آبائهم، علماً بأن السيد المحافظ محمد بشار المفتي قد أعطى توجيهاته بضرورة تفعيل مقبرة نجها، ويتم العمل على تحسينها من إنشاء قبور ومظلات وتزفيت الطرق وتأمين الإنارة وحفر الآبار وبناء مجمع للخدمات فيها، ما أدى إلى إقبال المواطنين على شراء القبور فيها.
ممتازة... و رابعة
لم يكن التفاوت في سوية القبور وحسب، فربما تختلف الإقامة في قبر خمس نجوم عن الإقامة في قبر ثلاث نجمات أو نجمتين أو...، وإنما طال تسعير مكتب دفن الموتى أيضاً، ودرجة الوفية القادمة إليه إذ صنفت محافظة دمشق بموجب القرار رقم /5457/ الصادر بتاريخ 1989، وفيات المسلمين على الشكل التالي: وفية درجة ممتازة (1800) ل.س، وفية درجة أولى (1300) ل.س، وفية درجة ثانية (800) ل.س، وفية درجة ثالثة (600) ل.س، وفيه درجة رابعة (مجانية بعد ثبوت فقر حال المتوفى).
وتشمل هذه الأسعار أجرة السيارة مع الورشة المؤلفة من مؤذن ومغسل وسائق وعدد من الحمالين، كما يدفع المواطن للمكتب مبلغ (1000) ل.س، بموجب إيصال رسمي يتم صرفه من قبل الحفار، وهي عبارة عن أجرته في تنزيل الوفية.
وهنا نسأل إذا كان هذا التقسيم يتعلق بدرجة الخدمات المقدمة للمتوفى، فكيف يتم تطبيقه؟ طالما أن جميع الأموات يحتاجون إلى السيارة مع الورشة المؤلفة من مؤذن ومغسل وسائق وعدد من الحمالين، هل يمكن الاستغناء عن أي منها ؟
وبالنسبة للوفية ذات الدرجة الرابعة والأخيرة، كيف يتم إثبات أن المتوفى فقير الحال؟ وإن كان يتوفر ما يثبت فقر حاله، هل سيرضى أهله على أنفسهم أن يأخذ فقيدهم صفة فقير الحال بامتياز؟ 
آل البيت والصحابة
وعن مقبرة باب الصغير يقول أبو هيثم: هي مقبرة قديمة جداً، وأساسها بستان كبير لأميرة ثرية من أمراء الشام كانت تعمل بالتجارة، وتدعى (ست الشام)، تبرعت به لدفن المسلمين والصحابة، وأول من دفن بها آل البيت والصحابة مثل سكينة بنت الإمام علي رضي الله عنه، وبلال الحبشي، وفاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين، وجعفر الصادق، وآبان ابن عثمان ابن عفان، إضافة لزوجات الرسول (ص)، أم سلمى وأم حبيبة، وحفصة بنت عمر رضي الله عنهم، وقد دفن فيها الرئيس شكري القوتلي والزعيم فخري البارودي، والزعيم شكري القوتلي، ونزار قباني وآخرين من وجوه المدينة...
وقد اصحبني أبو أيمن وابنه الصغير في جولة بين القبور، وقرأت كلمات الشاعر نزار قباني المحفورة على قبر ولده توفيق الذي توفي عام 1973، إذ قال:
أتوفيق كيف أصدق موت العصافير والأغنيات
وان الجبين المسافر بين الكواكب مات
إن الذي كان يخزن ماء البحر بعينيه مات
بأي اللغات سأبكي عليك، وموتك ألغى جميع اللغات.
يبدو أن العادات والتقاليد الاجتماعية هي التي تتحكم في اختيار مكان القبر ومواصفاته وإجراءات التعزية والدفن، وحتى في حضور المرأة للمقابر وطقوس مشاركتها الدفن، وتفرض نفسها كقوانين ثابتة من الصعب تجاوزها.

 

تحقيق : ليلى نصر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...