نوال السعداوي تطالب بوقف ختان الذكور

23-06-2006

نوال السعداوي تطالب بوقف ختان الذكور

المرأة العربية تعيش فقط من أجل الجنس والحب في بلادنا ليس حقيقيا, زواج المسيار افضل من الزواج الرسمي لأنه يلبي حاجة ويحل مشكلة, جورج بوش وأسامة بن لادن توأمان في النفاق وتوظيف الدين في السياسة, الحجاب حجاب العقل والنقاب الحالي مرادف للمصائب, منذ 35 سنة وأنا اطالب بمنع ختان الاناث واليوم اطالب بمنع ختان الرجال.
انها نوال السعداوي وهي لا تزال وفية لنفسها اكثر من اي يوم مضى, وفي هذا الحوار مع «الكفاح العربي» هي تدخل ­ مرة اخرى ­ في سجال مفتوح مع رجال الأزهر حول قانون النسب وتعدد الازواج والاباحية والمرأة والجنس والزواج وقانون الارث وصولا الى علاقة السياسة بالحيض. ماذا ايضا في الحوار؟

€ تنادين بأن يكتب اسم الام قبل اسم الاب في المعاملات اليومية والرسمية, كيف فكرت في هذا الموضوع المثير للجدال؟
­ الذي بدأ هذا الموضوع على المستوى العملي هو ابنتي الدكتورة منى حلمي. ففي اثناء الاحتفال بعيد الام السابق يوم 21 آذار €مارس€ الفائت فكرت في تقديم هدية ما لي واحتارت في نوع الهدية التي تقدمها. وقالت هل اعطي امي فستاناً او حذاء أو هدية مختلفة هذا العام؟ وهي تقرأ كتبي وتعرف تماما انني حزنت للغاية وانا في المرحلة الابتدائية من المدرس الذي قام بالشطب على اسم امي منعني من ان اكتب اسم امي. فكتبت نوال زينب السعداوي, فقال لي «انت حمارة اكتبي اسم أبوك» وسألني هل انت بنت امك؟ فحزنت جدا وعندما رجعت من المدرسة قلت لأبي ما حدث وكان ابي استاذاً في جامعة الازهر فقال لي ان هذا المدرس لا يفهم مكانة المرأة في الاسلام وسيدنا محمد قال امك ثم امك ثلاث مرات وان الجنة تحت اقدام الامهات وان العظماء في التاريخ كانوا يسمون بأسماء امهاتهم بل ان السيد المسيح نفسه كان يطلق عليه عيسى ابن مريم وشعراء كباراً حملوا اسم الام, واسم الام لم يكن عاراً في الاسلام خصوصا في مصر القديمة ايام الفراعنة كان للمرأة مكانة عالية جدا من ايام ام الملك احمس وكان اسمها خنت كاو اس, لذلك قامت ابنتي بكتابة اسمي على المقالات التي تكتبها بحيث صار اسمها منى نوال حلمي بدلا من منى حلمي. وطوال عمري وانا اتناقش مع ولديّ منى وشريف دائما حول موضوع الام. ومن خلال41 كتاباً طوال حياتي كان هناك اشارات الى قيمة اسم الام في التاريخ وانا قلت ان ضياع اسم الام في التاريخ كان بسبب النظام الابوي القمعي الذكوري وهذا كان نتيجة للاقطاعية الزراعية ثم جاءت من بعدها الطبقية الاجتماعية. وسبب نكبات التاريخ المتوالية والحروب الدائمة ان التاريخ يرتكز على ساق واحدة وهي الرجل لكن اذا كان هناك توازن ووجود للساق الاخرى وهي المرأة كان التاريخ سيختلف والنظرة للاخر ستختلف. اسم الام لم يكن ابدا عيباً فأبي اعطاني الاحترام لاسم الام وانا سمعت منذ يومين احد الشيوخ الذي يقول ابن الزنى ينسب لأمه رغم ان الام والاب هما اللذان يكونان الطفل جسديا ونفسيا. وأنا سوف انشر قصيدة لي تتناول موضوع الفيشاوي وهند الحناوي أؤكد فيها ان اسم الام ليس عيباً وان الرجل الذي يرفض ذلك سيكون رجلاً غير محترم. وانا فكرت في كتابة هذة القصيدة لأن القاضي الذي حكم لمصلحة هند الحناوي بدأ حيثيات حكمه بأبيات من شعر نزار قباني.
€ تعاطفتِ كثيرا مع هند الحناوي وابنتها لينا, لماذا؟
­ طبعا لأن قضيتها عادلة. هي تريد فقط ان تنسب ابنتها لأبيها النذل كما قال القاضي في ابيات نزار قباني. وانا في اعتقادي ان هند الحناوي اختارت الطريق النصف سهل وليس الطريق الصعب كما يرى الكثيرون. فالطريق السهل كما تعرف انها كان يمكن لها ان تجهض نفسها وتعمل عملية ترقيع ليلة الزفاف وينتهي الموضوع لكنها اختارت الطريق النصف سهل وهو السعي للحصول على اسم الاب لابنتها. لكن الطريق الصعب والذي كنت ادعو اليه أن تنسب لينا الى امها ويكفيها ذلك لأن اسم امها الشريفة جدا جدا افضل بكثير من اسم ابيها النذل وقد سعت خلال اكثر من عامين الى شحاذة اسم الاب النذل, والصعب ان تفرض شرف اسم الام على المجتمع. لكن انا اعطيها طبعا العذر الكامل لأن المجتمع في غاية الصعوبة وانا اعتقد ان قضية هند الحناوي وابنتها لينا ستكون علامة في تاريخ نضال المرأة وسيصبح اسم احمد الفيشاوي رمزا للنذالة.
€ «لكن البعض استغرب موقف رجال الازهر من تحليل البصمة الوراثيةDNA الذي يثبت بشكل قاطع ان هذه الطفلة لهند واحمد فاروق الفيشاوي ورغم ذلك رفض رجال الازهر ذلك واعتبروه غير شرعي؟
­ طبعاً لأن رجال الازهر والمحامين التابعين لاحمد الفيشاوي يعلمون ان القانون في مصر لا يجبر الزاني على تحليل البصمة الوراثية, كما ان الخطر جدا في القانون المصري انه لا يفرض على الزاني ان ينسب له الطفل. لذلك القانون المصري في اعتقادي يقونن الزنى.
€ هل ذلك هو القانون ام الشريعة الاسلامية كما يقول رجال الازهر؟
­ القانون هو الذي يقول ذلك لكن الشرع ينفي ذلك لأن ابي خريج ازهر وعلمني الشريعة الصحيحة لكن الشريعة التي يقولها علماء الدين هذه الايام لأغراضهم الخاصة. والشريعة من وضع الانسان. لان هناك فرقاً بين النص الديني وبين الشريعة التي يضعها الانسان. العقيدة الهية, والقضاء الشرعي يقوم بوضع القوانين وانا في اعتقادي ان القاضي المستنير الذي حكم لمصلحة هند الحناوي خالف الشرع وخالف السياق الشرع.
€ لكن هل المجتمع المصري والعربي يمكن ان يتقبل في الوقت الحالي او حتى في المستقبل القريب فكرة ان يكتب اسم الام قبل اسم الاب؟
­ المجتمع لا يقبل اي شيء جديد, وعلينا ان نحارب من اجل ما نؤمن به حتى يعترف المجتمع بذلك, وهنا يأتي دور الرواد والانبياء هل المجتمع قبل بسهولة رسالة سيدنا محمد؟ بالطبع لم يكن الامر سهلاً حتى انهم ألقوا عليه الزبالة, والسيد المسيح صلب من الناس الذين قدم لهم الخير وشفى امراضهم ولا يوجد نبي او مصلح او رائد او رائدة إلا وتعرض للعذاب والاهانة والاتهامات الباطلة مثل الكفر وغيرها من الاشياء الصعبة. وعندك في عصرنا الحديث مي زيادة ادخلوها المصحة النفسية وماتت هناك وابو العلاءالمعري كفروه والازهر كفر ابي لأنه كان يريد تطوير الازهر وكفروا علي عبد الرازق ونصر محمود ابو زيد. المجتمع غير مستعد للتغيير وعلى الرائد ان يكسر التابوهات.
€ ربما يكون ذلك من جانب الرجال لكن هل هناك نساء يؤيدنك في دعوتك لان يكون اسم الطفل مقرونا باسم الام والاب معا؟
­ معنا نساء كثيرات يؤيدن هذة الفكرة. معنا اتحاد نساء مصر. البعض رفض لكن عندما طرحنا ان يتحول اسم الام من عار الى شرف وان لا يعتبر كلمة ابن امه عيباً وان الافضل للطفل ان يحمل اسم امه الشريفة بدلا من اسم ابيه النذل تقبلوا الفكرة لكن قالوا لا نستطيع تطبيقها. وهناك اشخاص شجعان سوف يطبقون هذه الفكرة مثل الدكتور احمد عبد الجليل الذي اصبح يوقع في مجلة «اتحاد نساء مصر» باسم احمد حكمت هانم عبد الجليل والدكتور محمد فتوح يوقع باسم محمد عزيزة فتوح وابنتي الدكتورة منى حلمي تكتب منى نوال حلمي, وانا حاليا توقيعي يحمل نوال زينب السعداوي. والدكتور جمال البنا اكد ان هذا حق للام لأن جوهر الدين هو العدل وان الله معروف عنه العدل وهل من العدل ان يشطب اسم الام من اسم الانسان؟ وهل من العدل ان يكون اسم الام عاراً لماذا؟ الام يمكن ان تضحي بحياتها من اجل ابنائها, نعم الاب مستعد للتضحية بأشياء كثيرة لكن الام على استعداد دائم لأن تضحي بحياتها من اجل ابنائها وانا ام واعرف معنى الامومة. الام مسؤولة عن الاسرة لكن الاب هو الذي يفكك الاسرة فهو دائما يجري وراء اهوائه عندما يذهب ليتزوج امرأة اخرى ويترك الاولى بحجة ان الشرع يعطيه الحق في الزواج رغم ان دافعه للزواج هو الجري وراء رغباته وليس تطبيق الشرع. والرجل يكون عمره 70 عاماً وعاش مع زوجته 45 عاماً ثم بعد كل ذلك يهرب ليتزوج بأخرى. لكن الامومة هي كل شيء ورغم ذلك يحذف اسمها ويصبح عاراً وعندما يقولون ان ابن الزنى فقط ينسب لأمه هذا ظلم واضح للامهات الشريفات.
€ هل هناك دول او مجتمعات تطبق نظام اسم الام والاب في الاوراق الرسمية مثل جواز السفر مثلا؟
­ طبعاً, هناك دول كثيرة جدا تطبق هذا النظام اسبانيا وانكلترا وفرنسا وبعض الدول الافريقية مثل تنزانيا وفي آسيا ايضا. ففي اسبانيا هناك تجربة جديدة وهي كتابة لقب الام مع لقب الاب, فمثلا انا اسمي نوال السيد السعداوي واسم امي زينب شكري. لو كنت في اسبانيا لكان اسمي نوال شكري السعداوي. لكن انا غير موافقة على ذلك لان اسم الام ضاع ايضا في هذه التسمية رغم وجود تأييد كبير للفكرة الاسبانية. ومنهم الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي, وهناك رئيس وزراء فلسطين اسمه اسماعيل هنية ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وحتى ابن تيمة. وسيدنا محمد كان يطلق عليه محمد بن آمنة بنت وهب. والمرأة في حياة سيدنا محمد كانت اكثر احتراما مما هي عليه الآن. وحتى في كل قريش كانت المرأة محترمة ولها وضع اجتماعي افضل من الآن وكان الجميع يفتخرون بأمهاتهم وعندما اقول ان اسمي نوال زينب السعداوي يندهشون والمطلوب تغيير هذه النظرة السلبية للمرأة.
€ لكن هذة الدعوة ستظل نظرية فقط لان سجلات الاسماء حتى الآن في مصر وكل الدول العربية لا تقبل ان يسجل الاب الذي يقبل بفكرتك اسمه طفلة مقرونا باسم الام والاب معاً؟
­ قانون النسب في مصر معقد جدا وانا أعد الآن كتاباً جديداً عن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات اسمه المرأة والجنس مرة اخرى, لانني كتبت كتابي «المرأة والجنس» منذ خمسين عاما. وبهذه المناسبة في كتابي الجديد سوف اتناول باقي الموضوعات عن الجنس في حياة المرأة وانا اعتقد ان عدم كتابة اسم الام له علاقة بمشكلاتنا الاقتصادية والسياسية لان عدم ذكر اسم الام يؤكد عدم وجود اخلاق فالسياسة يجب ان تبنى على الاخلاق والسياسة لدينا ليس فيها اي اخلاق. فعندما نتحدث عن اسم الام يقولون نتحدث اولا عن الفقر واسرائيل فقلت لهم الذي لا يملك اخلاقاً لا يملك سياسة قوية. وبالنسبة الى تسجيل الاسم طبقا لسؤالك, انك عندما تذهب لتسجيل اسم الطفل لا بد من ان يذهب الاب وليس الام واذا ذهبت الام تكون نيابة عن الاب وليس نيابة عن نفسها, واذا قلت لهم ان زوجي لا يريد ان يكتب اسمه مثل قضية هند الحناوي لا يقبلون بأن ينسبوه الى الام الا كابن زنى. ويكتب في شهادة الميلاد بجوار الاسم كلمة ابن زنى. لكن لينا احمد الفيشاوي لن يكتب بجوار اسمها كلمة بنت زنى لأنها حصلت على اعتراف من المحكمة بأن احمد الفيشاوي هو والدها. لكن السؤال عن هؤلاء اللاتي لا يستطعن ان يثبتن ذلك اجتماعيا امام الناس. وفي رأي البعض ان لينا بنت زنى وان امها اخطأت. وسؤالي انا في كتابي المقبل ما هو ذنب الطفلة لينا حتى يقول المجتمع عنها انها بنت زنى؟ انا اعتقد ان المجتمع الذي يعاقب الاطفال على جريمة ليس لهم ذنب فيها. انه مجتمع بلا ضمير ومجتمع بلا اخلاق وحتى على افتراض ان اباها اخطأ وامها اخطأت فما هو الذنب الذي ارتكبته هذه الطفلة حتى يعاقبها المجتمع؟ وفي المستقبل سوف تعاني الطفلة لينا من المجتمع الذي ستنظرالى ابيها على انه نذل وإلى امها باعتبارها اخطأت. وفي كل دول العالم الاسم اختياري ما عدا الدول العربية والاسلامية.
€ انت منذ 35 عاما طرحت فكرة عدم ختان الاناث والمجتمع استجاب اخيرا ووزارة الصحة بدأت تمنع ختان الاناث. لكن انت الآن تنادين بعدم ختان الذكور, ما هي الاسس التي اعتمدت عليها دعوتك؟
­ باعتباري طبيبة ومنذ 10سنين ارسلت خطاباً لوزير الصحة وخطاباً آخر لنقابة الاطباء ادعو فيه الى الاستماع للحقائق العلمية التي تؤكد المخاطر التي تتعلق بختان الذكور وضرورة التوقف الفوري عن ختان الذكور لان من الناحية الفسيولوجية يتم قطع الاعصاب الموجودة في الغرلة, وغطاء القضيب المملوء اعصاباً يمنع الامراض والقضيب مثل القلم لا بد من وجود الغطاء ومن دون هذا الغطاء يجف رأس القضيب وهذا غير صحي تماما ويؤثر في صحة القضيب والانسان بشكل عام لذلك يضطر الرجال الى استخدام الكريمات في الممارسة الجنسية وهذا بسبب قطع الغطاء من القضيب الذي يجف ويتشقق. كما ان الغطاء يحمي القضيب من كثير من الامراض, وهذه العادة دخلت الى العالم عن طريق اليهود وهو ما يسمى بالعهد, وهو يقوم بين اليهود والإله يهوه وهو عبارة عن قطع الغرلة مقابل الحصول على ارض فلسطين وفي كتابي «توأم السلطة والجنس» طرحت سؤالاً لماذا تكون ارض كنعان €فلسطين€ مقابل الختان, والعلم الغربي شهد جدالاً علمياً كبيراًحول ختان الذكور, بل ان بعض الدراسات الغربية والعربية طالبت بالتوقف عن ختان الذكر. وطبعا الناس تقول عني انني كافرة لانني اخالف ما جاء به التوراة حول الختان لكن الموقف نفسه حدث منذ 35 عاما عندما طرحت فكرة عدم ختان الاناث واتهموني بالكفر واكثر الاشياء التي احزنتني وقتها ان هذا الاتهام جاء من اطباء مثلي. وانا قلت للوزير انه بعد 35 عاما وافقوا على ختان الاناث وأنه عندما يأتي وزير بعدك ربما بعد 35 عاما اخرى يكون الوزير الحالي غير موجود سيعترف برؤيتي بعدم ختان الذكور وعندها سيلتزم الناس بقرار الوزير مثلما حدث لختان الاناث, وعندها سوف تنسى نوال السعداوي. وللاسف الشديد تعقد مؤتمرات عربية ودولية عن ختان الاناث ولا يقدمون لي الدعوة رغم انني طوال 35 عاما وانا احارب من اجل ذلك. لكن انا لا يهمني ذلك لان ضميري لا يسمح ان اعرف معلومة طبية ولا ادافع عنها وقد اهدروا دمي اكثر من مرة.
€ ما زال البعض يتهمك بأنك تطالبيين بتعدد الازواج والاباحية؟
­ هذا كلام ظالم وغير حقيقي لانني طوال حياتي لم اضع «ماكياج» على وجهي وانا اعتبر الزواج مسؤولية, وانا متزوجة منذ فترة طويلة جدا والزواج مستقر, ولدي بنت وولد وأعرف مسؤوليتي تماما لان الزواج مسؤولية واحترام واخلاق وانا اقول ان الحرية مسؤولية لانها استقامة للخلق فأنا اطالب بجوهر الاخلاق وجوهر الاسلام وجوهر المسيحية وجوهر السياسة وجوهر الطب والله كامل لا يخلق الا الكامل فكيف يخلق فينا جزءاً زيادة في القضيب نقوم نحن بإزالته.
€ انت ضد الحجاب لكن نسبة وضع الحجاب وصلت الى اكثر من 95€ من المسلمين في مصر ما السبب في ذلك؟ وهل تعتقدين ان هذه ظاهرة صحية ام مرضية؟
­ انا في اعتقادي ان الحجاب حجاب العقل وان الحجاب والنقاب الحالي يؤدي الى مصائب عديدة لدرجة ان البعض يرتكب جرائم تحت ستار النقاب والحجاب. وانا قرأت ان رجلاً كان على علاقة غير شرعية بسيدة متزوجة وكان يذهب اليها منقبا ويقوم الزوج المخدوع من زوجته بفتح الباب له والترحيب به دون ان يعرف انه عشيق زوجته ويدخل الرجل المنقب الى حجرة الزوجة ويمارس معها الرذيلة ولا يستطيع زوجها الدخول الى الغرفة لان المنقبة لا تستطيع ان تكشف وجهها حتى امام زوج صديقتها. والحجاب لا يدل على الاخلاق. انا ابي كما قلت لك خريج الازهر وقال لي ان اخلاق الرجل والسيدة تظهر في العيون. كما انني ضد العري لان السيدة التي تظهر جسمها نوع من النخاسة لانها تعتمد فقط على جسدها, والحجاب نوع من الكذب والنفاق ولا يوجد اشارات في القرآن حول الحجاب وحتى اذا كان يوجد فإن سيدنا محمد قال انتم اعلم بشؤون دنياكم. وعندك مثال واضح للاجتهاد الشيخ حسن الترابي الذي يدعو الى زواج المسلمة من المسيحي كما انه يقبل ان تكون سيدة رئيسة للسودان, والمعروف في الاسلام انه اذا تعارض النص مع المصلحة يتم تغليب المصلحة على النص, كما انه ليس كل نص في القرآن واجب التنفيذ بتنفيذه لان هناك نصوصاً في القرآن تسمح بوجود جوار وعبيد واماء. هل اصبح ذلك مقبولاً؟ بالطبع لا, لان الاسلام كان يحارب الرق بالتدريج فالرق مكروه مثل الطلاق تماما, هناك آيات في القرآن لا يمكن ان تنفذ الآن مثل للذكر حظ الانثيين وهو النظام غير المقبول في الميراث لأن 25€ من الاسر تعولها نساء فكيف تحصل على نصف ميراث الرجل؟ فكرة القوامة التي قيلت عن الرجل على المرأة تغيرت تماما فالرجال كانوا قوامين على النساء بما انفقوا لكن اذا انفقت المرأة كان الوضع مختلفاً لكن للاسف رجال الدين عندنا متشددون جدا ضد المرأة وعندما رشحت نفسي لرئاسة الجمهورية قالوا ان نوال السعداوي لا تصلح لرئاسة الجمهورية لانها تحيض وانا اسأل هل كوندوليزا رايس التي تجوب العالم شرقا وغربا لا تحيض وان النساء في عالمنا العربي فقط يَحِضْن. فالتناقض هو سيد الموقف لرجال الدين الاسلامي وهناك فتاوى مجنونة مثل الذي يقول ان الرجل حين يمارس الجنس مع زوجته من دون ملابس يقع الطلاق بشكل تلقائي او من يقول ان الذي يقتني تمثالاً في بيته بغرض الزينة تعتبرعبادة اصنام هؤلاء جهلاء لدرجة ان هناك سيدة اخذت سكينة وتسلقت تمثال احد الرواد وقامت بالتكسير تنفيذا لفتوى المفتي ورجال الدين. للاسف هم منافقون ومثال ذلك ان شيخ الازهرالذي كان يقبل يدي الملك وكان يقول يعيش الملك ذخرا للامة وظهر بعد ذلك ان الملك فاسد, والشيخ الشعراوي كان يقبض من جهات عديدة نتيجة مواقفه وكان عنده قصور كثيرة. والدكتور مصطفى محمود مثله وهو كان علمانياً وفجأة اصبح رجل دين وبنى له مسجداً كبيراً في المهندسين واصبح من اثرياء العالم.
€ كيف تنظرين الى ظاهرة حجاب الفنانات ودعوة حنان ترك لتحجيب السينما المصرية لتكون على غرار السينما الايرانية؟
­ انا اعتقد ان هؤلاء يتم استغلالهم لتحقيق مآرب سياسية ودينية للبعض ويشترط عليها ان تلبس الحجاب لتقوم ببطولة دور ما. كما ان الفنانين يمكن ان يقوموا بأي شيء لتحقيق الشهرة حتى ولو بنظام الشائعات والسلوكيات الغريبة ولدينا اكبر اثنين من المنافقين في العالم وهما اسامة بن لادن اغنى اغنياء العرب في وقت من الاوقات وجورج بوش. وانا اعتقد ان جورج بوش وبن لادن توأمان كنموذج لاستخدام الدين في السياسة.
€ ماذا عن فوز «حماس» و«الاخوان» في مصر وهل ذلك يمكن ان يؤدي الى تراجع الحريات كما فعلت طالبان؟
­ الاخوان المسلمون يشجعون على الارهاب لانهم يوفرون الظروف والسياق الملائم للارهاب والمجتمع سيشهد تراجعا كبيرا.
€ كيف ترى الدكتورة نوال زينب السعداوي انماط الزواج الجديدة مثل زواج المسيار وزواج الفريند والكاسيت والدم وغيرها من انماط الزواج الحديثة؟
­ زواج المسيار يحل مشكلة والدين هو دراسة الواقع وكل ما يخدم مصالح الناس يتجاوب مع الواقع شيء جيد لان اي شيء بعيد عن الواقع لن يجد صدى لماذا فشل الشيوعيون في العالم العربي لانهم استوردوا الافكار الشيوعية من دون ان يخضعوها للواقع المصري والعربي. وانا لم ادخل اي حزب لأن الأحزاب جميعها خارج نطاق الواقع, وانا نظريتي تقوم على الواقع وعندما كتبت كتابي عن «المرأة والجنس» خرجت الافكار من عيادتي الخاصة ومن قصص المرضى الذين يترددون على العيادة. وفكرة ختان الذكور والاناث جاءتني من النزف والآثار النفسية والفسيلوجية للختان.
€ يقال ان المرأة العربية تعيش فقط من اجل الجنس ولا يشغلها سوى الرجل؟ ما صحة هذا الكلام في اعتقادك؟
­ هذا صحيح لان التربية هي التي اوجدت ذلك والبنت في العالم العربي تربى على انها مخلوق لا جنسي وتربى طوال سنوات ما قبل الزواج على ان لا رغبة لديها في الجنس. وإذا هي فكرت في ذلك تكون فاسدة وتحافظ على عذريتها رغم ان 30€ من البنات لا ينزفن ليلة الزواج رغم انهن لم يلتقين برجل جنسيا قبل ذلك وهو ما يدفع بعض الازواج الى طلاق زوجاتهم او قيام الآباء بقتل بناتهم نتيجة لذلك رغم ان البنات مظلومات وشريفات, وفجأة ليلة الزفاف تتحول البنت الى مخلوق جنسي لا هدف له سوى ممارسة الجنس, وينتج من ذلك شخصيات مشوهة. والمرأة العربية تربى على الخضوع الكامل فإذا كان الزوج محترماً ويعطيها الحرية لا تفهم هذا السلوك وتحاول السيطرة عليه والغاء شخصيته كنتيجة للقهر التربوي الذي عانت هي منه من قبل والدها. والحالة الثانية للمرأة هي استمرار حالة الخضوع الكامل اذا كان الرجل جبارا مثل ابيها. والرجل نفسه يعيش على الخضوع للاب والام لكن عند الزواج يحاول ان يسيطر على زوجته ويقهرها كنوع من التعويض للقهر الذي عاشه في اسرتة الاولى وتصبح العلاقة بين الرجل والمرأة اما راكبا او مركوبا اما قاتلا او مقتولا لذلك طالبت بأنْسَنَة الجنس والحب لان الخداع اصبح موجودا باسم الحب كما حدث مع لينا الحناوي وورقة الزواج اصبحت اهم من شرف وصدق الحب. والحب في بلادنا غير حقيقي ولا يمكن ان يكون هناك حب بين اعلى وادنى وهناك نظرية خطرة جدا يروج لها الاخوان وهي ضرورة عودة المرأة للبيت لتربية الاطفال وبذلك نقضي على البطالة وعندما اقول ان كلمة الشرف اهم من ورقة الزواج يقولون لي ان نوال السعداوي ضد الزواج وعندما ارفض تعدد الزوجات يقولون انني مع تعدد الازواج, وانا ضد دفع المهر للمرأة لأن الزوج فيما بعد سيعتبرها ملكية خاصة ولذلك أقول ان زواج المسيار افضل من الزواج الرسمي.

 

أيمن عبد الملاك

المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...