صفارات بغداد

18-10-2006

صفارات بغداد

الاحتفاء برواية الجزائري ياسمينة خضرة “صفارات بغداد”، جعلنا بالأمس نتجاوز بعض المناطق المظلمة في مسيرة هذا الكاتب الإشكالي، أو نمرّ عليها على عجل. وإذا كان صاحب “بم تحلم الذئاب” قد حقق حضوراً يستحقّه في المكتبات الفرنسية، وبرع في مجال الأدب البوليسي تحديداً، فلا بد من التوقف عند محطات ومواقف مثيرة للنقاش، ميّزت أداءه أخلاقياً وثقافياً.
ياسمينة خضرة هو إذاً الاسم المستعار الذي دشّن به محمد مولسهول «حياته الجديدة»، حياة كرّسها للكتابة والأدب من باريس، بعد 36 سنة أمضاها ضابطاً في الجيش الجزائري. أما ماضيه، فلم يقم يوماً بمراجعته، في ضوء التاريخ الحديث للجزائر التي عاشت وتعيش مخاضاً صعباً على طريق الديموقراطية. بل إن خضرة/مولسهول دافع باستمرار عن المؤسسة العسكرية، معتبراً أنها السد المنيع في وجه الفاشية الصاعدة (الإسلاميين). ومن هذا الموقع شارك في النقاشات حول ممارسات الجيش، ودوره، ومسؤوليته عن مجازر واغتيالات خلال السنوات السوداء في الجزائر. ومع روايته «الاعتداء»، نجد أنفسنا ــ للمرّة الأولى ــ أمام كاتب عربي يتناول القضية الفلسطينية بحيادية وبرود، واضعاً نفسه خارج الصراع العربي ــ الاسرائيلي، متفرجاً أو مراقباً. ويبدو مقتنعاً تمام الاقتناع بأن تل أبيب يمكن أن تكون واحة طمأنينة واستقرار لعائلة فلسطينية «مندمجة» في بيئتها ومجتمعها، لولا ذلك «الاعتداء الإرهابي الغريب» الذي سيقلب المعادلة. ولا مفرّ من أن ننظر بشيء من القلق الى الطريقة التي ستُنقل بها هذه الرواية إلى الشاشة في هوليوود قريباً!

بيار أبي صعب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...