«القــاعــدة» يــزداد نفــوذاً في سوريــا والـغــرب يـحــاول احـتــواء «الـنصــرة»

21-12-2012

«القــاعــدة» يــزداد نفــوذاً في سوريــا والـغــرب يـحــاول احـتــواء «الـنصــرة»

صعود «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» في سوريا، التي صنفتها واشنطن منظمة إرهابية الأسبوع الماضي، يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية مع الغرب وربما مع اسرائيل. وأعلنت الجبهة مسؤوليتها عن تفجيرات كبرى ودامية في دمشق وحلب، وانضم مسلّحوها إلى وحدات أخرى من المعارضة في هجمات على قوات النظام.طفل أمام مبنى مدمر في زملكا قرب دمشق أمس الأول (رويترز)
وقال أعضاء من الجبهة إن «النصرة» تهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية، ما جعل ناقوس الخطر يدق لدى الطوائف الاخرى والسنة غير المتشددين، الذين يخشون أن تسعى الجبهة إلى تطبيق نظام حكم يشبه نظام حركة «طالبان». ودفعت المخاوف من القمع الديني الأكراد إلى تحصين منطقتهم في حلب، وكانت وراء اشتباكات عنيفة بين الأكراد و«النصرة» في بلدة رأس العين الحدودية في تشرين الثاني الماضي.
وذكرت مصادر من المعارضة أن كثيرا من السوريين الذين قاموا بتسهيل انتقال «جهاديين» من سوريا إلى العراق، في ذروة المعركة ضد قوات الاحتلال الأميركي هناك، يقاتلون الآن مع «النصرة»، بينما يعمل «الجهاديون» في العراق على ترتيب نقل الأفراد وتكنولوجيا تصنيع العبوات إلى سوريا. وبثت مقاطع مصورة على الإنترنت يظهر فيها أشخاص يرتبطون بالجبهة وهم يطلقون النار على الجنود، ويقطعون رؤوسهم في بعض الاحيان.
وعلق نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا فاروق طيفور حول تنامي قوة «جبهة النصرة» ي أنه «من السابق لأوانه تصنيف مسلّحي المعارضة»، ودافع بالقول أن البعض «انضموا إلى النصرة للدفاع عن منازلهم من دون أن يتبنوا أفكارها».
ولم تتضح هوية قادة «النصرة». ويقول البعض إن زعيمها شخص يدعى محمد الجولاني إلا أن هويته غير معلومة، بينما ذكرت مصادر أن الجبهة أشبه بمنتدى ليس بين وحداته تنسيق يذكر. ولفت قيادي إسلامي الى أنها «ليست جماعة متجانسة، فطبيعة النصرة في دمشق أقل تشددا منها في إدلب، حيث تملك قاعدة شعبية حقيقية ويشكّل السوريون معظم أعضائها على عكس حلب ودمشق»، مضيفا أن «الكثير من المعارضين يقولون إنهم انضموا إلى النصرة لأنها تمتلك أسلحة، استولت على معظمها من الهجمات وإنهم سيعودون إلى ديارهم بعد الانتفاضة».
لكن الكثير من نشطاء المعارضة المنتمين إلى تيار الوسط، يخشون أن ترفع «النصرة» السلاح في وجه أي نظام مستقبلي خارج التيار الإسلامي. وقال معارض، على صلة بالجماعات «الجهادية»، «السؤال الرئيسي هو كيف يمكن احتواء النصرة في سوريا بعد (الرئيس بشار) الأسد؟»، مشيراً الى أن «النصرة نوع من الجماعات التي يمكن أن تصف أكثر رجال الدين ورعاً بأنه ملحد وتقتله داخل أحد المساجد لمجرد أنه لم يتفق معها في الرأي».
ويُقدّر عدد أعضاء «النصرة» بالآلاف ويتمتعون بقوة خاصة في منطقتي حلب وإدلب الشماليتين، حيث انضموا إلى جماعات إسلامية مثل «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» أو نفذوا عمليات مشتركة معها. وفي دمشق وحولها يقل عدد أعضاء الجبهة وفي بعض الأماكن يبعدون مسافة 20 كيلومترا فقط عن الجولان السوري المحتل.
                                                                                                                    المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...