إسرائيل تتجاهل التهدئة: 11 شهيداً في غزة

26-08-2011

إسرائيل تتجاهل التهدئة: 11 شهيداً في غزة

أمعنت إسرائيل، أمس، في تصعيد الوضع الميداني في قطاع غزة، رافضة الانفتاح الذي أبدته المقاومة الفلسطينية تجاه إعادة تثبيت التهدئة، وضاربة بعرض الحائط الوساطتين اللتين قامت بهما كل من مصر والأمم المتحدة لمنع تفجير الموقف، إذ واصلت قواتها عمليات القصف الجوي والمدفعي على القطاع، حاصدة 11 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 30 جريحاً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، ومستهدفة بشكل خاص حركة الجهاد الإسلامي التي استشهد أربعة من المقاومين المنتمين إليها.
فقد استشهد المقاومان سليم العرابيد وعلاء حمدان، وهما ينتميان إلى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت دراجة نارية بالقرب من محطة الحزندار في شمالي مدينة غزة.
واستشهد كذلك المواطن عدنان الجخبير (22 عاماً) في قصف مدفعي استهدف نادي السلام في بيت لاهيا في شمالي القطاع، فيما استشهد المواطن سلامة المصري وأصيب 20 آخرون، بينهم سبعة أطفال وأربع نساء، في غارة جوية استهدفت أيضاً نادياً رياضياً في بيت لاهيا، وقد وصفت حالة الجرحى بما بين الخطرة والمتوسطة.
وانتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني جثامين ثلاثة شهداء سقطوا في منطقة الأنفاق في مدينة رفح، وهم عماد أبو حرب (32 عاماً)، ورجاء محمود السباخي (19 عاماً)، ومحمد طافش (19 عاماً)، وجميعهم من عمال الأنفاق. وقد استشهد الثلاثة بعدما انهار عليهم النفق الذي كانوا يعملون فيه جراء قصف مدفعي. وكانت طائرات الاحتلال شنت غارة جوية على النفق ما أدى إلى استشهاد أحد العمال، وإصابة خمسة بجروح، فيما اعتبر ثلاثة في عداد المفقودين.
وكان مقاوم من سرايا القدس استشهد ليل أول من أمس في غارة على حي الشيخ رضوان في وسط قطاع غزة.
وحتى مساء أمس، كانت حصيلة التصعيد الإسرائيلي قد بلغت 11 شهيداً، هم إسماعيل الأسمر (34 عاما)، وإسماعيل أموم (65 عاما)، وعطية مقاط، وسلامة المصري (17 عاما)، وعلاء عدنان الجخبير (22 عاما)، وعماد أبو حرب، وجمال أبو حرب، ومحمود السباخي، ومحمد طافش، وسليم العرابيد، وعلاء أبو الخير.
ورداً على هذه الاعتداءات، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية 20 صاروخاً وقذيفة هاون على المستعمرات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.
لكن حركة الجهاد الإسلامي، وعلى لسان المتحدث باسمها داود شهاب، أكدت أنها مستعدة للالتزام بالتهدئة في حال التزمت إسرائيل بها. وأوضح شهاب أنه «اذا أوقفت إسرائيل عملياتها ستوقف المقاومة الفلسطينية من جانبها إطلاق الصواريخ... هذه هي المعادلة».
وقال غازي حمد، نائب وزير الخارجية في حكومة حماس، ان «الوضع حاليا مفتوح ولا يوجد ضمان ان يكون تحت السيطرة». وأكد ان»الحفاظ على التهدئة من مصلحة ومسؤولية حكومة حماس»، مضيفا ان اتصالات تجري مع مصر والامم المتحدة لتحقيق اتفاق للعودة للهدوء.
ودعا منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري «جميع الاطراف الى اتخاذ اجراءات فورية لمنع المزيد من التصعيد». وقال سيري «حرصا على حماية ارواح المدنيين ونجاح التهدئة هناك حاجة الى وقف تام لاطلاق الصواريخ من غزة وأقصى درجات ضبط النفس من اسرائيل».
وعلى الجانب الاسرائيلي أكد ماتان فيلنائي وزير الامن الداخلي لإذاعة الجيش الاسرائيلي «سنواصل ضرب الذين يضربوننا. ومنظمة الجهاد الإسلامي التي تستسهل استخدام السلاح بدأت تدفع الثمن». وأضاف «لقد أصبنا من يستحقون وسنواصل القيام بذلك طالما استمر الإرهاب ضد اسرائيل».
وقال الوزير الإسرائيلي ان حماس «مسؤولة عما يجري في قطاع غزة» مشيرا في الوقت ذاته إلى ان حماس «تبدي حذرا لأن من مصلحتها ان تمر هذه الموجة» من العنف.
من جهته، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان ميردور للاذاعة العامة الاسرائيلية ان اسرائيل مستعدة لاحترام هدنة ضمنية مضيفا «نحن لن نهدد الهدوء ان لم يفعل الطرف الآخر ذلك، الا أننا لن ننتظر اطلاق النار علينا وموت الناس للتصرف وآمل ان تفهم هذه الرسالة».

في هذا الوقت، قال مصدر امني اسرائيلي ان مجموعات مسلحة مختلفة تعد هجمات على الحدود بين مصر وإسرائيل. وأوضح المصدر «لدينا معلومات تحذر في شكل جدي من هجمات أخرى يتم التخطيط لها لإحداث تدهور في العلاقات بين إسرائيل ومصر».
يأتي ذلك، في وقت عرضت إسرائيل تحقيقا مشتركا مع مصر في استشهاد خمسة من رجال الأمن المصريين على الحدود. ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مستشاره للأمن القومي ياكوف اميدرور قوله «اسرائيل مستعدة لإجراء تحقيق مشترك مع المصريين في الحادث الصعب».
ومن المتوقع أن تشهد القاهرة والعديد من المدن المصرية، اليوم، تظاهرات حاشدة للمطالبة بطرد السفير رداً على استشهاد الجنود الخمسة

من جهة ثانية، يستعد آلاف الفلسطينيين للتوافد، اليوم، في يوم الجمعة الأخير من رمضان، نحو الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس تمهيداً لدخول المدينة المحتلة عنوة، وذلك بهدف التأكيد على أنها مدينة فلسطينية، ويحق للفلسطينيين دخولها وقتما وكيفما أرادوا.
وتستعد عشرات الفعاليات التي تتبنى نهج المقاومة الشعبية في فلسطين للزحف نحو المدينة من جهاتها الأربع، فيما رفعت إسرائيل حال التأهب، وأرسلت قوات معززة إلى الحواجز المحيطة بالمدينة، وعلى امتداد الجدار الذي يخنقها.
وفي نيويورك، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إلي ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.
وأشار باسكو، في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى «إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن قد طال انتظاره، وفي سياق إقليمي سريع التغير، يعد التقدم الجاد نحو تحقيق هذا الهدف أمرا ملحا لأن ذلك تأخر كثيرا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...