إسرائيل تكثف الحملة على سوريا وحزب الله

08-08-2008

إسرائيل تكثف الحملة على سوريا وحزب الله

وجهت إسرائيل، في ختام مداولات المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي عقد حول لبنان أمس الاول، تهديدا شديد اللهجة لسوريا و»حزب الله« بأنها ستضع حدا لعمليات تهريب الأسلحة، بعد تردد أنباء عن اعتزام »حزب الله« التزود بمضادات للطيران. واتخذ المجلس قرارا بعدم السماح لحزب الله بامتلاك منظومات دفاع جوي متطورة أو صواريخ أرض أرض بعيدة المدى، ومنع إدخالها إلى الأراضي اللبنانية.
ورسم قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر، صورة مقلقة جدا للخطر من هذا القاطع من الحدود. وأبلغ مصدر أمني رفيع المستوى الوزراء أن »هناك محورا فاعلا لتهريب الصواريخ من سوريا لحزب الله، يعاظم من قوة التنظيم الإرهابي الإيراني في لبنان«.
وقدم قادة الأذرع الأمنية تقارير للوزراء، بيــنت أن »حــزب اللـه« يستعد للحرب المقبلة وأنه يقيم مدنا تحت الأرض في جنوب لبنان ويصدر تعليمات عملانية جديدة لنشطائه. وقيل أيضا إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يشهد على تحسن منظومة الدفاع الجوي ضد إسرائيل.
وتم إبلاغ الوزراء بأن »حزب الله« بات، جراء دروس حرب لبنان الثانية، أشد حرصا على عدم الظهور في الميدان. ففي ظل وجود ١١ ألف جندي من القوات الدولية (اليونيفيل)، ينتشر »حزب الله« بطريقتين: إعداد وتدريب عناصره في إيران، والثانية تجهيز الميدان للقتال.
وفي إطار تجهيز الميدان، طور »حزب الله« ما كان يعرف بـ»المحميات الطبيعية« التي استتر فيها مقاتلوه أثناء الحرب، وأطلق من داخل أوكار تحت الأرض فيها الكاتيوشا طوال فترة الحرب. ومن بين ٤١ »محمية« كهذه يعرفها الجيش الإسرائيلي، لم يبادر للتقدم سوى نحو أربع منها خشية تكبد خسائر في صفوف أفراده.
كما غيّر »حزب الله« التعليمات القتالية لأفراده، بحيث يكونون جاهزين فعلا للقتال ضد إسرائيل. وفي هذا الإطار، ثمة تقارير تفيد بأن نصر الله أصدر تعليمات للقيادات الميدانية بعدم انتظار مصادقة من جهات أرفع مستوى، لمهاجمة الجيش الإسرائيلي حال دخوله الأراضي اللبنانية برا أو بحرا أو جوا.
ورداً على ذلك، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إن »تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان يتطلب رداً فوريا. فعلى سوريا أن تفهم أنه لا يمكننا التسليم بذلك«.
وذكرت صحيفتا »معاريف« و»إسرائيل اليوم« أن الدولة العبرية وجهت رسائل تحذيرية لسوريا في هذا الشأن، عبر الولايات المتحدة وجهات أوروبية.
وتحدث وزير الدفاع إيهود باراك في الاجتماع عن القرار ،١٧٠١ مكررا أن هذا القرار »لم يعمل، لا يعمل وعلى ما يبدو لن يعمل. فحزب الله يواصل تعظيم قوته بمساعدة مستمرة من السوريين«. وشدد باراك وليفني في المداولات على أن إسرائيل »لن تسلم باستمرار تهريب الأسلحة«.
وكتب المراسل السياسي لموقع »يديعوت احرونوت« روني سوفير أن الهدوء القائم على الحدود مع لبنان، هو هدوء ما قبل العاصفة. وأشار إلى أن تقارير الاستخبارات التي عرضت على الحكومة، تظهر أن »حزب الله« يستعد للمعركة المقبلة تسليحا وعتادا، وأن الجديد في الأمر هو سعيه لامتلاك منظومات مضادة للطائرات. وأوضح أنه مع ذلك، لم تتخذ في الاجتماع الأمني الوزاري أي قرارات، سوى تكثيف الجهد لدفع سوريا لوقف إمدادات الأسلحة لحزب الله. وثمة محاولة لفحص تنفيذ أكثر دقة للقرار ١٧٠١ من قبل »اليونيفيل«.
وذكرت »هآرتس« أنه تم إطلاع الوزراء على مواصلة سوريا تهريب أسلحة متطورة لحزب الله، الذي ينوي مواجهة إسرائيل والتصدي للطلعات الجوية فوق الأراضي اللبنانية. وتم إبلاغ الوزراء بأن سوريا قد تسلم »حزب الله« صواريخ أرض أرض من طراز »سكود«، التي يمكنها أن تغطي كل مساحة إسرائيل.
وأوضحت »هآرتس« أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أكدت خلال المداولات، أن الردع قوي ضد كل من سوريا و»حزب الله« وأنهما يخشيان رد الفعل على أي استفزاز من جانبهما.
ومن المنتظر ان تتكثف، في الأسابيع المقبلة، الحملة الإسرائيلية دوليا من أجل وقف عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان.
وتعتبر إسرائيل أن »حزب الله« رمم قدراته جنوبي الليطاني، تحت أنظار »اليونيفيل«، كما أنه يعمل في القرى حيث رمم منظومة خنادقه وهو يعيد بناء منظومة جمع المعلومات على طول الحدود مع إسرائيل.
وكان باراك قد أبلغ صحيفة »كوريري دي لا سيرا« الإيطالية أن إسرائيل دفعت في حرب لبنان الثانية ثمن قلة خبرة قادتها. وأشار إلى أنه »قبل عامين، رأينا الثمن الذي دُفع جراء قلة الخبرة في القيادة، ولدينا ما يكفي من المنطق السليم لتجنب ذلك في المستقبل«.
وقال إن إسرائيل »بحاجة إلى الوحدة، فالتحديات هائلة في المجالين الأمني والدبلوماسي. وفي انتظارنا فرص ومخاطر« مضيفا أنه »ذات يوم سيعيش الحمل مع الأسد، ولكن حتى ذلك الحين ستتبدل الحملان ونحن نفضل أن نكون أسودا«. وتابع أنه »في حال إشهار قفاز التحدي في وجهنا، فإننا نعد الجيش للقتال حتى تحقيق النصر الواضح«.
واعتبر باراك أن لـ»أصحاب الخوذات الزرق«، في إشارة الى »اليونيفيل«، »تأثيرا استقراريا بشكل ما وهم يظهرون حسن نوايا الدول المشاركة لمساعدة دولة تعاني. ومع ذلك فإن القرار ١٧٠١ لا يعمل وهو ينتهك بشكل دائم على أيدي حزب الله وسوريا وإيران. ومنذ نهاية الحرب، ضاعفت الحركة الشيعية ثلاث مرات عدد الصواريخ بحوزتها. أما الجنود والقادة على الأرض، فيحاولون ما استطاعوا، لكن نشطاء حزب الله يتنقلون بلباس مدني ويحفرون الخنادق بين المنازل. لذلك ينبغي »لليونيفيل« أن تكون أشد حزما، وأن تعتمد على المعلومات التي تمتلكها بالتأكيد«.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...