الأحمد يرد على ملص

21-02-2007

الأحمد يرد على ملص

نشرت جريدة الثورة في عددها رقم 13236 الصادر بتاريخ 14/2/2007 تصريحا بعنوان: (ملص: سنقيم دعوى على محمد الأحمد بجرم التزوير والافتراء) مقدما من قبل السيد المحامي زهير تعلوبة وكيل المخرج السينمائي السيد محمد ملص,أحب أن أشير هنا إلى أننا في المؤسسة العامة للسينما لا نكن أية مشاعر سلبية أو مواقف شخصية تجاه محمد ملص أو أي سينمائي سوري آخر ممن يضمهم الوسط الفني, والى انه لا علاقة لنا بالمشكلة القانونية الناشئة بين الكاتب خالد خليفة والمخرج محمد ملص ولكن وردنا كتاب رسمي من السيد خليفة يطلب فيه أن نتدخل لإعادة جائزته لأفضل سيناريو التي حصل عليها فيلم (باب المقام) في مهرجان فالنسيا السينمائي, إذ تم إغفال اسم السيد خالد خليفة ككاتب للسيناريو وتم وضع اسم شخص آخر بدلا عنه, وقد توجه السيد خالد خليفة إلينا بهذا الكتاب أولاً لأن المؤسسة العامة للسينما هي المؤسسة الحكومية الوحيدة المعنية بالشأن السينمائي وثانيا لأن السيناريو المذكور مسجل لديها مع العديد من الوثائق وثالثا لأن المؤسسة بحكم صلاتها بالمؤسسات والمهرجانات الدولية قادرة على القيام بالاتصالات اللازمة
نحب أن نوضح بأن الاخوة الصحفيين يزوروننا يومياً, إما بحثاً عن خبر جديد أو معلومات معينة وإما تدقيقاً لمعطيات أو إحصائيات سينمائية محددة ونحن عادة لا نبخل عليهم بأية معلومة لدينا, إذ إننا نطبق توجيهات الحكومة بخصوص توفير كافة المعلومات التي تطلبها الصحافة ولسنا معنيين هنا إذا ما استخدمت هذه المعلومة أو تلك في نزاع قضائي ما.‏
من هذا المنطلق قدمت للثورة المعلومات التي أعرفها فيما يتعلق بفيلم (باب المقام) وأنا لم أستند فيما قلته إلى السماع كما يزعم السيد تعلوبة المحامي وإنما إلى الوثائق المتوفرة لدى مؤسسة السينما, وأهمها الطلب المقدم من قبل السيدة انتصار صفية زوجة السيد ملص الحالية والمديرة العامة لشركة (دنيا فيلم) المنتجة لفيلم (باب المقام) والمرفق بسيناريو الفيلم من أجل إحالته على لجنة قراءة النصوص وهو يقول بالحرف: يرجى التفضل بإحالة السيناريو المرفق والذي يحمل عنوان (شغف) (عنوان مؤقت) والذي كتبه المخرج محمد ملص والروائي خالد خليفة إلى لجنة رقابة سيناريوهات أفلام القطاع الخاص.‏
أما الجملة التي اقتطعها السيد تعلوبة من محضر لجنة القراءة درست اللجنة السيناريو الأدبي بعنوان (شغف) المقدم من المخرج محمد ملص وبعد المداولة والمناقشة توصلت اللجنة إلى ما يلي, فهي لا تعني أن السيد ملص هو الكاتب وإنما تعني بالضبط أن السيد ملص هو من تقدم به إلى اللجنة وشتان بين المعنيين.‏
إضافة إلى هذا ثمة وثيقة أخرى أهم وهي الفيلم نفسه, بنسخته العربية التي شاهدها مئات المشاهدين في سورية والتي يرد في تيتراتها بوضوح أن خالد خليفة كاتب للسيناريو.‏
سأقول أكثر من ذلك, سمعت بمشروع الفيلم أول مرة من محمد ملص في جلسة خاصة, قال لي وقتها إنه بصدد إخراج فيلم عن نص لكاتب شاب اسمه خالد خليفة وأنه سعيد بهذه التجربة لأنها ستتيح له لأول مرة ترك مسألة التأليف لشخص آخر والتفرغ بالكامل للإخراج, وبالفعل عندما عرض علي السيناريو للمرة الأولى لم يكن يحمل سوى اسم خالد خليفة, ولكن عندما تم التقدم به بشكل رسمي كان يحمل الاسمين: خليفة وملص.‏
المشكلة أن الخلاف لا يدور حول نسبة مشاركة السيد خالد خليفة في السيناريو وإنما حول وجود هذه المشاركة أساساً والسيد تعلوبة المحامي ينفي هذه المشاركة نفياً قاطعاً في تصريحه بجريدة الثورة في العدد الصادر بتاريخ 7/4/2007 وأنا صراحة لا أدري كيف توصل إلى مثل هذا النفي القاطع رغم وجود الوثائق الرسمية لدى مؤسسة السينما, والمشكلة أيضا أن هذه ليست المشادة الأولى التي يخوضها ملص فيما يتعلق بملكية نص, فقد خاض مشادة مشابهة مع سمير ذكرى في فيلم (أحلام المدينة) ومع حسن سامي يوسف مستشاره الدرامي في فيلم (الليل) عندما حذف اسمه من تيترات الفيلم ومع أسامة محمد في فيلم (الليل) أيضا إذ إنه عندما أصدر هذا السيناريو في كتاب حذف اسم أسامة محمد كمشارك في كتابة السيناريو.‏
على كل, الاحتكام إلى القانون شيء حضاري ومتمدن ولكن القانون لا يحل كل المشكلات وخاصة تلك التي تتعلق بالضمير المهني والإنساني والوطني لكل شخص فينا, مثلا ما المحكمة القضائية التي يمكن أن نلجأ إليها لمحاكمة تصريحات محمد ملص التي يدعي فيها أن فيلم (باب المقام) نفسه ليس ممنوعاً من العرض في سورية فحسب,وإنما هو في الأساس منع من تصويره فيها, ولذلك فقد لجأ إلى فرنسا التي رحبت به وأعطته التسهيلات اللازمة لتصوير فيلمه على أراضيها, لقد أدلى بهذا التصريح في الندوة التي عقدت بعد عرض الفيلم في مهرجان مراكش السينمائي ونقلته جريدتا (بيان اليوم) و(القدس العربي) في عدديهما الصادرين بتاريخ 16/11/2005 ونقلته أيضا قناة الجزيرة كأن لم يكن هناك آلاف الشهود والوثائق على أن ما نراه على الشاشة هو حلب بشوارعها وأزقتها وناسها! أليس هذا تزويراً للحقيقة ليس بحق شخص ما مفرد, وإنما بحق دولة وشعب وحكومة مجتمعين?! على كل لقد أصدرت المؤسسة وقتها تكذيباً رسمياً لتصريحات ملص وتناقلته وسائل الإعلام.‏
لو أن صاحبنا استوعب الدرس جيداً, لما وجد نفسه الآن في الزمان والمكان والقضية الخطأ!‏


المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...