الألمان يكتشفون أسرار السيوف الدمشقية التي هزمت الصليبين

19-11-2006

الألمان يكتشفون أسرار السيوف الدمشقية التي هزمت الصليبين

أكد أحدث بحث علمي نشرته مجلة «نيتشر» في عددها الاخير، أن صنّاع السيوف الماهرون في سوريا سبقوا الغرب في تصميم سيوف دمشقية متينة وحادة النصل في القرن العاشر، والتي يرجع اليها الفضل في ايقاف هجمات الصليبيين وردهم على أعقابهم، بتراكيب من الأنابيب الكربونية المتناهية في الصغر.

نشر البحث -وفقا للشرق الاوسط- فريق برئاسة بيتر باوفلير الباحث في علوم المواد في جامعة درزدن التقنية في ألمانيا، لأن تلك الأنابيب الكربونية النانوية كانت موجودة في تصاميم تلك السيوف الدمشقية «الضالعة» وهي سيوف رشيقة وحيدة الحدّ، معقوفة قليلا من الأعلى تستخدم في المبارزة، ولذلك فان الأنابيب الكاربونية النانوية (نانومتر يساوي واحد من المليار من المتر) ليست اكتشاف علمي حديث لعلماء الغرب كما يتوهم البعض.

وقد صنعت هذه السيوف المعقوفة التي يعود تاريخها الى عام 900 للميلاد، من نوع من الفولاذ يطلق عليه اسم "ووتز" وهو فولاذ يصنع في الهند بطريقة خاصة، وتحمل أنصالها سمات من نمط محدد مترابط، ينتج عن عملية تسخين الفولاذ، وتحويله الى فولاذ صلب وطرقه، وقد اختفت أسرار صنع هذا التصميم الفريد في القرن الثامن عشر.

ودرس الباحث الالماني صورا للسيوف الدمشقية التقطها المجهر الالكتروني، وعثر فريقه على تراكيب لأنابيب بأحجام نانوية داخل فولاذ الـ«ووتز»، تشابه الأنابيب الكربونية النانوية التي يوظفها المصممون في التقنيات الحديثة لصنع منتجات متينة تتصف بخفة وزنها.

واكتشف فريق باوفلير هذه الأنابيب النانوية، بعد وضع قطعة من سيف دمشقي في حوض يحتوي على حامض الهيدروكلوريك، وذلك بهدف إزالة تراكيب نانوية أخرى هي «خيوط نانوية» من خام إسمنتي طبيعي وجدت في السيوف.

ويتكون فولاذ «ووتز» من مركبات تشمل خام الحديد الهندي الذي يحتوي على شوائب لبعض المعادن المتحولة، ويعتقد الباحثون ان هذه المعادن هي التي تؤدي الى تشكيل الخيوط النانوية الاسمنتية، الا انهم لا يعرفون الكيفية التي تتشكل بها، وهم يتصورون ان «الأنابيب النانوية» قد تساعد في حل أسرارها!
ويعتقد باوفلير ان الشوائب في الخام الهندي تحولت الى أشكال بلورية عند التسخين في درجات حرارة عالية، الأمر الذي ساعد على تشكيل الأنابيب النانوية من الكربون الناتج عن احتراق قطع الخشب واوراق الشجر التي تستخدم كوقود لصنع فولاذ الـ«ووتز».

وجوبهت فرضية الباحث الالماني باعتراضات العلماء، اذ صرح جون فيرهويفن الخبير في الفولاذ في جامعة أيوا للدولة في ايميس، بأن المادة الاسمنتية يمكن ان تظهر على شكل قضبان ولهذا فان الأنابيب النانوية ربما ليست موجودة اطلاقا.
ونشرت المجلة نتائج ابحاث الفريق الالماني الذي ضم 6 باحثين في عددها أمس تحت عنوان: «الأنابيب الكربونية النانوية في السيوف الدمشقية القديمة».

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...