الاتحاد الأوروبي يلغي اجتماعاً للشراكة مع إسرائيل

20-03-2010

الاتحاد الأوروبي يلغي اجتماعاً للشراكة مع إسرائيل

الإسرائيليون لا يريدون تحمّل أي مضاعفات سياسية لتوجهاتهم المتطرفة، وبعض الدول الاوروبية ليس في وسعها التصرف وكأن شيئا لا يحدث. والنتيجة ان يوم امس الاول الخميس، شهد بروز ملامح ازمة دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل، تجلت بإلغاء اجتماع مجلس الشراكة بينهما.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في بروكسل ، انه تم الخميس إلغاء اجتماع مجلس الشراكة الأوروبي الاسرائيلي الذي كان من المقرر عقده يوم الثلاثاء المقبل. وأوضح ان الإلغاء جاء نتيجة «إصرار الجانب الاسرائيلي على ان يكون رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ضمن الإعلان الذي كان سيصدر عقب الاجتماع المنتظر».
وقوبل هذا الإصرار الاسرائيلي، بعدم قبول أوروبي، ومعارضة شديدة من ايرلندا والسويد ولوكسمبورغ وبلجيكا، اذ أصرت هذه الدول على ربط اي بحث لموضوع رفع مستوى العلاقات مع اسرائيل، بتطور موقفها من العملية السلمية.
وقد حدث ذلك خلال الاجتماعات التحضيرية التي يعقدها الجانبان الاسرائيلي والأوروبي في بروكسل، تمهيدا لاجتماع مجلس الشراكة بينهما. وإثر عدم توصل الجانبين الى اتفاق، وإصرار كل منهما على موقفه، تقرر تأجيل اجتماع مجلس الشراكة الى اجل غير مسمى. وكان من المنتظر ان يترأس وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وفد بلاده مع الجانب الأوروبي، الذي كان سيترأسه وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وإلى جانبه وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون.
وكان اقتراح رفع مستوى العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الأوروبي، لقي معارضة شديدة من بعض الدول الاوروبية. وعلى إثرها، طُلب من الرئاسة الاسبانية سحب التداول بموضوع رفع مستوى العلاقات مع اسرائيل نتيجة الأوضاع المستجدة بعد قرار الاستيطان الاسرائيلي في القدس المحتلة.
ويؤكد إصرار الإسرائيليين على إعلان قرار رفع مستوى علاقاتهم مع اوروبا، مدى أهمية هذه المسألة بالنسبة اليهم. فهو، كما شرح مطلعون على حيثياته، يمنح اسرائيل موقعا متميزا في الاتحاد الأوروبي.، اذ انه سيؤسس لحوار سياسي منتظم بين الجانبين، يتجلى بعقد قمم سنوية، واجتماعات نصف سنوية لوزراء الخارجية، وسيجعل اسرائيل تؤدي دور دولة في الاتحاد، الامر الذي سيمكنها من التأثير المباشر على صياغة ورسم السياسات الاوروبية المتعلقة بالمنطقة العربية.
ورغم ان الدبلوماسية الاسبانية حريصة على ان يعقد اجتماع الشراكة خلال فترة رئاستها للاتحاد، لكن تأجيله الى اجل غير محدد يجعل من المتعذر إقامته في الفترة القريبة المقبلة.
وفي سياق متصل، لفتت مصادر أوروبية مطلعة، داخل الاتحاد الأوروبي، الى ان اجتماع أشتون مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أيام «لم يكن مرضيا أبدا»، خصوصا للجانب الأوروبي. وأوضحت المصادر ان نتنياهو «عارض بشدة أية انتقادات لسياسة حكومته، خصوصا حول قرار الاستيطان».

وسيم إبراهيم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...