الانقسام اليمني يترسخ وصالح يدعو للحوار

14-05-2011

الانقسام اليمني يترسخ وصالح يدعو للحوار

ترسّخ الانقسام السياسي الحادّ بين اليمنيين مع مرور يوم جمعة جديد سادته المواجهة العنيفة بين المتظاهرين المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح والقوات الامنية. وفيما دعت المعارضة اليمنية امس الى «أسبوع الحسم» لإخراج صالح من السلطة نهائيا، ردّ الرئيس بخطاب مزدوج فيه تهديد بمواجهة «التحدي بالتحدي» ودعوة الى الحوار مع «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) لحل الازمة.سيف يمني كتب عليه «لا ولن يرحل» خلال تظاهرة مؤيدة لصالح في صنعاء امس (رويترز)
وفي وقت عادت المواجهة بين الطرفين اليمنيين الى المربع الاول، والى ما قبل المبادرة الخليجية، وُصفت الاخيرة على لسان قادة المعارضة بالـ«ميتة» في وقت يتوقع وصول الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء اليوم وفقا لمصادر معارضة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اتفاق الحل السياسي.
وفيما احتشد مئات الآلاف من المعارضين لصالح والمؤيدين له في صنعاء، قال صالح أمام عشرات الآلاف من مناصريه «سيكون شعبنا مضطراً في كل القرى والأحياء والى جانب المؤسسة العسكرية البطلة ألا يبقوا مكتوفي الايدي، سوف يردون الرد الشافي». وأضاف متوجهاً الى «اللقاء المشترك» بالقول «تعتدون على المؤسسات وتقتلون النفس المحرمة وتعتدون على مبنى الاذاعة.. هذه عناصر التخريب التي تريد أن تتربع على السلطة لتذبح شعبنا اليمني وتقطع الالسنة والرؤوس».
ووصف صالح عناصر «المشترك» بـ«قطاعي الطرق»، وتوجه لهم بالقول «كفاكم اللعب بالنار... سوف يضطر شعبنا لأن يحمي مؤسساته وسنواجه التحدي بالتحدي».
وبالرغم من وصفه أحزاب المعارضة بأنها «أحزاب تخريبية غير وطنية»، قال الرئيس «ندعوكم مرة اخرى الى الحوار البناء وتحت أي مظلة وفي أي مكان»، مشددا مرة جديدة على ان «من يريد السلطة فليتجه الى صناديق الاقتراع».
وفي أعقاب ذلك، أكد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان ان المبادرة الخليجية لحل الازمة «باتت في حكم الميتة» متوقعا تصعيد «الثورة السلمية» حتى إسقاط النظام ومحاكمة صالح. وأكد قحطان ان خطاب الرئيس اليمني هو «إعلان حرب» لكن المعارضة متمسكة بسلمية تحركاتها. وقال «أصدرت قطر بالامس شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها»، في إشارة الى انسحاب قطر من المبادرة الخليجية.
وتنص المبادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخلي صالح عن السلطة بعد شهر من ذلك.
وعن الخطوات المقبلة للمعارضة والشباب المحتجين، قال قحطان إنه سيكون هناك «تصعيد للثورة الشعبية السلمية لتصبح عصيانا مدنيا شاملا يؤدي الى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس»، نافيا التباعد في المرحلة الاخيرة مع الشباب المعتصمين.
ورحب الشباب المحتجون بموقف قطر واعتبروه «موقفا داعما للثورة اليمنية»، ودعوا دول الخليج الى موقف مشابه. وأكد الشباب ان المبادرة «مؤامرة وليست مبادرة»، فيما سجل في ساحات الاعتصام تصعيد من قبل المحتجين في شعاراتهم ضد دول الخليج واتهموها بأنها من خلال مبادرتها التي ما زال الرئيس يرفض توقيعها «أعطت فرصة لصالح لكسب الوقت وبث الشرذمة بين المتظاهرين».
وكانت قطر قد أعلنت امس الاول انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون بسبب «المماطلة بالتوقيع على الاتفاق»، حسب ما نقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر في وزارة الخارجية.
من جهته، رحب الحزب الحاكم بانسحاب قطر واتهمها بـ«التآمر» في الاحداث التي يشهدها اليمن، حسبما أفادت وكالة الانباء اليمنية.
وتجمّع المعارضون للرئيس اليمني والموالون له بكثافة في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية وسط توتر شديد وانتشار أمني غير مسبوق. وسارت تظاهرات ضخمة معارضة لصالح في تعز والضالع في الجنوب وصعدة وعمرات في الشمال.
وتزايد القلق الدولي تجاه عدم الاستقرار في اليمن، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ من أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة وننضم إلى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون في التنديد بقوة بهذه الأعمال المثيرة للقلق».
وفي اب، قتل ثلاثة متظاهرين معارضين كما أصيب 30 بجروح برصاص الحرس الجمهوري، حسبما أفاد مصدر معارض وشهود عيان، فيما قتل خمسة جنود في محافظة مأرب، شرق صنعاء، في كمين استهدف آلية عسكرية يشتبه بأن عناصر من تنظيم «القاعدة» خلفه حسبما أفاد مصدر أمني.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...