التقرير الاستخباري الإسرائيلي حول المحادثات غير المباشرة مع سورية (2)

21-08-2008

التقرير الاستخباري الإسرائيلي حول المحادثات غير المباشرة مع سورية (2)

الجمل: نشر الموقع الإلكتروني لمعهد جافي الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية والتابع لجامعة تل أبيب التخمين الذي أعده الخبير الإسرائيلي شلومو بروم حول المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة الجارية برعاية أمريكية وقد حمل التخمين عنوان «هل توجد حقيقة نافذة للفرصة؟»
* توصيف التخمين:
يقع التخمين في أربعة صفحات ويتضمن التقسيم الآتي:
• المقدمة.
• المصالح الإسرائيلية.
• التأثير على التهديدات.
• التأثير على العملية السياسية.
• التكلفة المحلية.
• المصالح السورية.
• الاستنتاج.
* استعراض محتوى التخمين:
ويمكن تلخيص أبرز ما أورده الخبير الإسرائيلي على النحو الآتي:
• المقدمة: تركز أنقرة على التوسط في الجوانب المتعلقة بـ:
- البنود التي يمكن أن تساعد غي تجديد المفاوضات.
- الأطر الشكلية للمحادثات.
ويشير الخبير الإسرائيلي إلى أن:
- سوريا تطالب إسرائيل بضرورة التأكيد على الالتزام بـ"وديعة رابين" التي تؤكد على استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان في التوصل إلى الاتفاق.
- إسرائيل تطالب سوريا بالالتزام مسبقاً بإنهاء علاقاتها وروابطها مع إيران وحزب الله والحركات الفلسطينية.
ويضيف الخبير شلومو بروم قائلاً بأن سوريا تطالب بمفاوضات معلنة بينما تطالب إسرائيل بضرورة أن تكون المفاوضات سرية، كما يحدد الخبير الإسرائيلي أهدفاً تخمينية تتمثل في:
- تحليل مدى توافر فرص تجدد المفاوضات الشاملة المكثفة الفاعلة.
- تحليل مدى توافر فرص إمكانية إحراز التقدم باتجاه الوصول إلى اتفاق.
ويؤكد بروم بأن تخمينه سيقوم على منهجية اختبار وتفحص المصالح السورية والإسرائيلية ومدى إمكانية أن يكون ذلك معتمداً في أسلوب التعامل مع المفاوضات.
• المصالح الإسرائيلية:
ويحددها الخبير الإسرائيلي في ثلاثة:
- إلى أي مدى سيؤدي الاتفاق مع سوريا إلى تقليل أو زيادة المخاطر والتهديدات التي تواجه إسرائيل وكيف سيؤثر الاتفاق على قدرة إسرائيل في التعامل مع هذه المخاطر والتهديدات.
- كيفية تأثير اتفاق السلام مع سوريا على نجاح أو فشل عملية السلام والتسوية مع الأطراف والبلدان العربية الأخرى.
- ما هي التكلفة الداخلية التي ستترتب على اتفاق السلام مع سوريا.
• التكلفة المحلية:
أشار الخبير شلومو بروم إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يؤيد محادثات ومفاوضات السلام مع سوريا ولكنه يرفض انسحاب إسرائيل من الجولان. وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية ستجد نفسها في مأزق كبير لجهة أنها إذا حاولت توقيع السلام مع سوريا فإنها ستكون مطالبة بإقناع الإسرائيليين بقبول الانسحاب وتحمل تكاليف ترحيل 20 ألف مستوطن يهودي.
• المصالح السورية:
ويرى الخبير بأن سوريا:
- مهتمة بالتوصل إلى تجديد المفاوضات أكثر من اهتمامها بالتوصل إلى الاتفاق الفعلي.
- تجديد المفاوضات سيترتب عليه تخفيض الضغوط المفروضة على سوريا بواسطة أمريكا وبعض البلدان الغربية.
- التوصل إلى اتفاق سلام يعيد الجولان لسوريا وسيترتب عليه تعزيز قوة سوريا في المنطقة وفي العالم.
- اتفاقية السلام تفتح أمام سوريا فرصة الحصول على الدعم الاقتصادي الغربي.
- اتفاقية السلام ستفسح أمام السوريين فرصة القيام بدور فاعل جديد في الساحة اللبنانية.
• التأثير على المخاطر والمهددات:
في الماضي كان هدف اتفاق السلام مع سوريا هو إقصاءها من تحالفات المواجهة ضد إسرائيل مقابل أن يخسر الإسرائيليون مرتفعات الجولان. التطورات اللاحقة أدت إلى العديد من التغييرات والتي يتمثل أبرزها في الآتي:
- ظهور محور التحالف الذي يضم سوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس.
- تغيرت طبيعة الخطر السوري الذي يهدد إسرائيل وبدلاً من مخاوف الإسرائيليين من احتمالات قيام السوريين بشن هجوم مباغت يستردون به الجولان فإن الإسرائيليين أصبحوا يخافون الآن من احتمالات قيام السوريين بضرب العمق الحيوي الإسرائيلي الداخلي.
وعلى خلفية هذه التطورات أصبحت المشكلة التي تواجه الإسرائيليين تتمثل في الآتي:
- إبعاد السوريين عن محور التحالف الذي يضم إيران وحزب الله وحركة حماس إضافةً إلى التدقيق فيما سيترتب على إبعاد سوريا من هذا المحور، وهل سيزداد الخطر المهدد لإسرائيل أم سيقل.
- الكيفية التي يمكن عن طريقها إبعاد سوريا بالفعل عن هذا المحور.
• التأثير على عملية السلام:
يرى بعض الإسرائيليين بأن فتح مسار المفاوضات مع سوريا في القوت الحالي سيؤدي إلى التأثير سلباً على مسار المفاوضات الإسرائيلية مع الفلسطينيين وذلك لأن الطرف الفلسطيني سينظر إلى المفاوضات الإسرائيلية – السورية باعتبارها فرصة للمناورة والقيام بالمزيد من عمليات الالتفاف على المفاوضين الإسرائيليين.
ولكن هناك بعض الإسرائيليين الذين يرون بأن المفاوضات مع الفلسطينيين قد وصلت إلى نقطة الانغلاق وبالتالي فإن قيام إسرائيل بفتح المفاوضات مع سوريا سيؤدي إلى دفع الفلسطينيين إلى تقديم المزيد من التنازلات لصالح إسرائيل.
بالنسبة للتطبيع مع البلدان العربية يرى بعض الإسرائيليين بأن السلام مع سوريا مهم لجهة التطبيع بينما ترى أطراف إسرائيلية أخرى بأن التطبيع مع العرب أهم لإسرائيل من السلام مع سوريا إضافةً إلى أن السلام مع سوريا قد لا يكون كافياً لجعل إسرائيل تحصل على التطبيع مع العرب طالما أن المشكلة ما زالت قائمة مع الفلسطينيين.
• الاستنتاج:
يخلص تخمين الخبير الإسرائيلي شلومو بروم إلى النقاط الآتية:
• توجد مصالح كبرى تدفع الطرفين السوري والإسرائيلي إلى الدخول في المحادثات والمفاوضات.
• لا يوجد مؤشر يؤكد بأن تجديد المفاوضات سيؤدي إلى التوصل إلى اتفاق سلام لعدة أسباب أبرزها:
- الموقف الأمريكي السلبي إزاء سوريا.
- عدم رغبة أمريكا بالمشاركة في رعاية المفاوضات وتقديم الضمانات والتعهدات المطلوبة على غرار ما فعلته سابقاً إزاء اتفاقية السلام مع مصر واتفاقية السلام مع الأردن.
- وجود الحكومة اللبنانية المعارضة لسوريا يغري أمريكا أكثر فأكثر بعدم التحمس لدعم المفاوضات ويغري إسرائيل بالعناد في مواجهة سوريا.
• لا توجد حكومة إسرائيلية تتمتع بالدعم والسند الشعبي الإسرائيلي بما يمنحها القدرة على الدخول في اتفاق سلام مع سوريا على الأقل في الوقت الحالي.
• احتمالات تجديد المفاوضات هو أمر يتكون فرصته أكبر فقط بعد أن تتغير الإدارة الأمريكية الحالية وتأتي الإدارة الجديدة القادمة بدلاً عنها.
• تستطيع إسرائيل في الوقت الحالي أن تواصل في الحوار مع سوريا لجهة معرفة إدراك الكثير من الجوانب التي ما تزال تبدو معقدة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...