الجعفري: مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته في مواجهة الإرهاب في سورية

15-11-2012

الجعفري: مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته في مواجهة الإرهاب في سورية

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة ان وتيرة الأعمال الإرهابية في سورية تزايدت في الآونة الاخيرة سواء من ناحية الكم أو النوع واستمرت المجموعات الإرهابية المتطرفة في أعمالها الاجرامية باستخدام أساليب دموية من قبيل تنفيذ الهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة إضافة إلى زرع العبوات المتفجرة لضرب الأهداف والمرافق الحيوية واستهداف البنى التحتية في عدة مناطق وذلك بهدف نشر الذعر في صفوف المواطنين واحداث تدمير شامل لبنية الدولة والمجتمع وقتل وجرح عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء في المناطق المكتظة بالسكان وقد تجلى ذلك من خلال التفجيرات الارهابية العديدة التي شهدتها عدة مناطق في سورية.
وأضاف الجعفري في بيان له خلال الجلسة العلنية التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس والتي خصصت للاستماع لاحاطات رؤساء اللجان الفرعية التابعة لمجلس الأمن والمعنية بمكافحة الإرهاب ان معظم الأعمال الإرهابية المنفذة في سورية حملت بصمات الفكر السلفي الوهابي الجهادي المعروف اختصارا بتنظيم القاعدة وفكره من قتل وتقطيع للجثث والتمثيل بها وقتل لعائلات بأكملها انطلاقا من اجتهادات دينية متطرفة وفتاوى طائفية ومذهبية دموية صادرة عن محرضين مقيمين في بعض الدول الخليجية وهو الأمر الذي حرصنا منذ بداية الأحداث على التأكيد عليه من ناحية وجود مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة ترتكب أفظع الجرائم في سورية.
وأوضح الجعفري أن الكثير من الجهات السياسية المتورطة في الأزمة في سورية ووسائل الإعلام التي تدور في فلكها سارعت إلى خلق ستار تشكيكي مقصود بصحة تلك المعلومات وها نحن اليوم نشهد كنتيجة مباشرة لهذا التلاعب السياسي والاعلامي تبنيا علنيا لتنظيمات مرتبطة بالقاعدة لعمليات ارهابية نفذت في انحاء سورية استجابة لدعوات صادرة عن قيادات في تنظيم القاعدة مثل الظواهري وغيره من تجار الدين المقيمين في بعض الدول الخليجية تنادي بالذهاب الى سورية من أجل الجهاد فيها عبر الإرهاب.
وأكد الجعفري انه بات واضحا للجميع من هي الدول والأطراف التي تقف خلف المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتبنى أفكارا تكفيرية وسلفية ووهابية مثل تنظيم القاعدة والكيانات والجماعات الجهادية المرتبطة به كما أصبح خبر اعلان هذه المجموعات الإرهابية عن قيامها بقتل المدنيين الأبرياء وتخريب البنى التحتية خبرا اعتياديا بعد كل عملية إرهابية أو تفجير لا بل اننا شهدنا ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في قيام دول أعضاء في هذا المجلس الموقر بالاعتراض على اصدار مجلس الأمن لبيانات صحفية تدين الأعمال الإرهابية التفجيرية التي ضربت سورية لأربع مرات بتاريخ 15 آب و10 أيلول و22 تشرين الأول و26 تشرين الأول من العام الجاري.
وقال الجعفري.. إنه لمن دواعي الاستغراب التغاضي عن القيام بأعمال إرهابية تعارض صراحة ما نصت عليه اتفاقيات دولية لمكافحة الإرهاب تم اقرارها باجماع الدول الأعضاء حيث نشهد مؤخرا تطورا مقلقا للغاية يتمثل بقيام مجموعات ارهابية تنشط في سورية بالتهديد بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الطائرات المدنية وبتوجيه تهديدات إلى أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق لمغادرة سورية خلال فترة 72 ساعة والا فسيتم قتلهم هذا علاوة على التغاضي عن التحريض المستمر على ارتكاب الأعمال الإرهابية واستهداف البنى التحتية والأماكن المكتظة بالسكان المدنيين.
وتابع الجعفري.. الا يدعو للتساؤل أيضا مصادفة فرار مئات السجناء المرتبطين بتنظيم القاعدة من السجون في كل من ليبيا واليمن والعراق ولبنان وأفغانستان خلال فترة الأزمة في سورية.. وهل من المصادفة أيضا أن كل هؤلاء الإرهابيين التكفيريين الجهاديين قد وجدوا طريقهم إلى سورية بكل سهولة من أجل الجهاد فيها.
وأضاف الجعفري.. لنضع العامل السوري جانبا على سبيل الافتراض ولنتصور على سبيل المثال أن الأمم المتحدة تعالج أزمة دائرة في دولة ما حيث تقوم هذه الدولة بمواجهة ارهابيين على أراضيها اتين من أصقاع الأرض بدوافع متطرفة بهدف نشر العنف والإرهاب والتطرف وتدمير هذه الدولة العضو في منظمتكم والمتمسكة بالآليات التي أقرتها هذه المنظمة لمكافحة الإرهاب لا بل أن هذه الدولة العضو تقوم بتزويد المجلس بكل المعلومات التي لا تدع مجالا للشك بأن ارهابا منظما يتم تنفيذه فوق أراضيها.
وتابع الجعفري.. وفي المقابل هناك دول أعضاء أيضا في هذه المنظمة تدعي ليل نهار حرصها على تنفيذ آليات الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الانسان لا بل يقوم بعضها بالتبرع لانشاء مركز لمكافحة الإرهاب بمباركة الأمم المتحدة ويصرح كبار مسؤوليها بأنهم يدعمون الإرهاب ويرسلون الأسلحة والمال إلى الإرهابيين إلى هذه الدولة المستهدفة.. فما الذي يمكن لهذا المجلس فعله في تلك الحال.. هل يكون الحل بتجاهل هذه المعلومات والاستمرار فقط بمشاهدة ما يجري على أرض هذه الدولة إضافة إلى متابعة الاجتماعات الواحد تلو الاخر لمن يدعون صداقة شعب هذه الدولة وحرصهم على حياة هذا الشعب.. اجتماعات تهدف إلى اذكاء أوار الإرهاب والعنف في تلك الدولة.. أم ان الحل يكمن في قيام اللجان المختصة التابعة لمجلس الأمن بدارسة جدية للإرهاب الذي يضرب هذا البلد من أجل تحديد هوية المحرضين والمهيجين والممولين والمبررين لهذا الإرهاب واتخاذ الاجراءات العاجلة لوقفه ومساءلة من يقف وراءه من دول ومجموعات.
وقال الجعفري.. إن الدولة العضو الاحجية التي نتحدث عنها والتي تسعى بعض الدول النافذة في هذا المجلس وخارجه إلى تجاهل الإرهاب الذي يضرب شعبها هي سورية واما الجناة فهويتهم أضحت معروفة للجميع.
وأكد الجعفري ان مجلس الأمن مطالب أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته في مواجهة الإرهاب في سورية أعمالا للقرارات التي صدرت عنه نفسه واننا من هذا المنبر ندعو المجلس الموقر لاتخاذ الاجراءات اللازمة وبشكل فوري من أجل وقف جميع الأعمال الإرهابية التي تحدث في سورية وممارسة أقصى درجات الضغط على الدول التي تسهل وتمول وتحرض المجموعات التي تقوم بهذا الإرهاب للالتزام بقرارات مجلس الأمن سواء تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو المتعلقة بسورية.
وشدد الجعفري على ان الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها المجموعات الارهابية المسلحة في سورية كلفتنا دماء غالية من شعبنا وسوف نسائل في مستقبل الأيام كل من شارك في هذه الأعمال وحرض على ارتكابها ومولها وسهل تنفيذها.

وفي الاجتماع الذي عقد في الجمعية العامة لمناقشة تقرير مجلس حقوق الإنسان بنيويورك أمس أعرب الجعفري عن قلقه إزاء المساعي التي تبذل لجعل مجلس حقوق الإنسان قطاعا خاصا يعمل وفق أجندات سياسية ضيقة تخدم أجندات بعض الدول النافذة وتتناقض مع روح إنشاء المجلس وولايته.
وقال الجعفري إن "القرارات الخاصة بسورية والتي ذكرها التقرير مبنية على معلومات أحادية المصدر وصيغت باستخدام لهجة مضللة ولغة حاقدة غير مسبوقة في قرارات مجلس حقوق الإنسان ضد سورية دولة وشعبا".
وأضاف "إن تلك القرارات تتضمن إدانة طرف واحد وهو الحكومة السورية كما أنها لم تطالب ولو بفقرة واحدة منها بوقف العنف ونزع سلاح المجموعات الإرهابية المسلحة وبالجلوس إلى طاولة الحوار الوطني لحل الأزمة وفقا لأسس الحل السلمي للأزمة المبني على خطة النقاط الست وبيان جنيف ومهمة الإبراهيمي بل أكثر من ذلك فقد تجاهل القائمون على تلك القرارات والذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان الإشارة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في سورية من جراء التدابير الاقتصادية احادية الجانب التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عربية على الشعب السوري".
ودعا الجعفري رئيسة مجلس حقوق الإنسان إلى التدخل بثقلها المعنوي المهم لمطالبة الدول المتورطة في إيواء وتسليح ودعم وتمويل المجموعات المسلحة بوقف ما تقوم به بحق الشعب السوري مشددا على تحمل هذه الدول مسؤولية ترويع المواطنين السوريين وتحريضهم على مغادرة منازلهم وتحويلهم إلى لاجئين وزعزعة استقرار البلاد.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...