الحملة الامريكية ضد حماس تشمل الجمعيات الخيرية

21-08-2007

الحملة الامريكية ضد حماس تشمل الجمعيات الخيرية

قال مسؤولون فلسطينيون وسرائيليون وغربيون ان الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) توسعت لتشمل أيضا الجمعيات الخيرية الاسلامية التي ساعدت على دفعها الى السلطة.

ويهدف سلام فياض الذي عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للوزراء بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران الى الحد من نفوذ حماس وخدماتها الخيرية وبناء نظام بديل للخدمة الاجتماعية تسيطر عليه الحكومة بالاستعانة بأموال غربية وعربية.

وقال محمد الهباش وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة فياض ان للحكومة الحق في استهداف الجمعيات الخيرية الاسلامية التي تساعد حماس في معركتها مع السلطة. وشككت حماس التي حققت فوزا ساحقا في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 في شرعية حكومة فياض.

ومن المتوقع أن توافق حكومة فياض على لوائح جديدة لمكافحة غسيل الاموال التي قال مسؤول انها ستشمل حظرا على "أي شخص يجلب أموالا بشكل غير مشروع". وقال مسؤول اخر ان اللوائح التي صاغتها سلطة النقد الفلسطينية من الممكن تطبيقها على الاموال المخصصة لحماس وحلفائها واخرين.

وقال رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة فياض انهم لا يتنافسون مع حماس وان ما يحاولون القيام به هو اقامة شبكة للتأمينات الاجتماعية بحيث يتمكنون من الاستجابة للمتطلبات الاساسية للعائلات وربط هذه العائلات بالنظام الرسمي ولمنعها من البحث عن بدائل من شبكة حماس.

وذكر مسؤول اسرائيلي رفيع ان الحملة تهدف الى "التأثير على الرأي العام قبل الانتخابات الجديدة." وسعيا للحد من نفوذ حماس في غزة اقترح عباس اجراء انتخابات مبكرة ولكن فياض قال ان مثل هذه الخطوة ليست مجدية في الوقت الراهن.

وجمدت البنوك الفلسطينية الحسابات المصرفية لجمعية الصلاح وهي واحدة من اكبر الجمعيات الخيرية الاسلامية ومقرها في مخيم دير البلح للاجئين في غزة في وقت سابق هذا الشهر بعد أن اعتبرتها الحكومة الامريكية "مصدر دعم رئيسي لحماس".

وقال أبو أحمد وهو مسؤول من جمعية الصلاح ورفض نشر اسمه بالكامل خشية اضافته الى القائمة السوداء الامريكية ان البنوك أبدت أسفها وقالت انه ـيس أمامها خيار اخر.

وقالت الجمعية الاسلامية الخيرية وهي جمعية أخرى كبيرة في غزة انها سحبت أغلب حساباتها المصرفية بعد أن تلقت تحذيرات من أنها ستكون التالية في هذا الاجراء.

وقال موسى أبو حسين الامين العام للجمعية الاسلامية انه يجد صعوبة في جلب الاموال من الخارج ولكن لديه ما يكفي من الاموال لتوصيلها للمتلقين في الوقت الراهن.

وذكر ماثيو ليفيت المسؤول السابق في وزارة الخزانة الامريكية وهو الان في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان هذه الحملة على الجمعيات الخيرية الاسلامية من الممكن أن يكون لها تأثير كبير.

وأضاف ليفيت "لدى حماس طرق عديدة في جمع الاموال وغسلها ولكن أيا منها ليس فعالا مثل البنية الاساسية للخدمات الاجتماعية. نظام حماس الخيري هو سر نجاحها."

وجرى بحث فكرة اقامة شبكة بديلة لنظام حماس من الخدمات الاجتماعية وهو ما يشير اليه مسؤولون أمريكيون بقولهم "دعامة خيرية" خلال الفترة التي سبقت انتخابات 2006 التي فازت بها حماس.

وفي حين أن العقوبات الاقتصادية كانت محور الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد حماس منذ توليها السلطة فان جمعية الصلاح كانت الجمعية الاولى من "الجمعيات المرتبطة بحماس" التي تضاف الى القائمة السوداء الامريكية منذ أغسطس اب عام 2003 .

ورفض مسؤولون أمريكيون تحديد ما الذي أدى الى القرار الذي اتخذ في السابع من أغسطس اب باستهداف جمعية الصلاح. وقال مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيون غربيون ان الولايات المتحدة تصرفت بالتنسيق الوثيق مع حكومة فياض. وقال مسؤولون اسرائيليون انهم كانوا يسعون لاتخاذ اجراء ضد جمعية الصلاح منذ أكثر من أربع سنوات دون جدوى.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع "كان هناك قرار من حكومة فياض للتوصل الى سبل للحد من الدعم المالي لنظام الجمعيات الخيرية الاسلامية في غزة والضفة الغربية."

وتدير جمعية الصلاح التي تأسست عام 1978 مدرستين وأربعة مراكز طبية وتقدم الدعم كل شهر لاسر أكثر من عشرة الاف طفل فلسطيني فقدوا اباءهم. وقال أبو أحمد ان هذه البرامج تشمل كافة الفقراء الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم.

ومضى أبو أحمد يقول ان كل هذا سيتوقف الان وانه لا يدري ماذا سيقول لهم.

وقال أبو أحمد ان الولايات المتحدة على علم بأنشطة جمعية الصلاح منذ سنوات ولكنها اختارت اتخاذ اجراء في هذا الوقت لمساعدة حكومة رام الله وانه قرار سياسي.

وأضاف أنه يخشى أن يكون اغلاق الحسابات المصرفية مدمرا للصلاح لان نحو 80 في المئة من ميزانيتها السنوية التي تقدر بنحو خمسة ملايين دولار تأتي من متبرعين في الخارج عن طريق النظام المصرفي. كما أن الصلاح تدفع أموالا للمتلقين عن طريق الشيكات.

وقالت صباح أبو محمد (42 عاما) التي ظلت أسرتها تتلقى دعما لمدة 13 عاما "أنا مدينة بحياتي للصلاح. هذا كل ما نحصل عليه." وأبدت شكها في قدرة فياض على ايجاد البديل قائلة "حتى الان لم أتلق أي شيء من الحكومة."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...