الدولار يواصل تراجعه والنفط يواصل ارتفاعه

29-09-2007

الدولار يواصل تراجعه والنفط يواصل ارتفاعه

واصل الدولار الأمريكي تراجعه أمام العملات الرئيسية الجمعة، وفي مقدمتها اليورو، فانحدر إلى مستويات قياسية جديدة لم يبلغها في تاريخه قط، مدفوعاً بشائعات قوية حول نية المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض الفوائد مجدداً في فترة قريبة.

وأقفل الدولار الجمعة عند مستوى 1.4197 لليورو، متراجعاً بذلك عن المستويات التي بلغها الخميس، والتي اعتبرت أيضاً قياسية، عند حاجز 1.4189.

وكان الدولار قد بدأ مسيرة تراجعه منذ أن اتخذ المصرف الاحتياطي الفيدرالي قراره بخفض الفوائد بنسبة نصف نقطة في 18 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث اعتبرت بعض الأوساط الاقتصادية أن نسبة الخفض جاءت أكبر من المتوقع.

غير أن عدة تقارير جديدة أكدت أن الخفض الأخير للفائدة لم يحقق النتائج المرجوة على الصعيد الاقتصادي، إذ تواصل القطاعات المالية والإنتاجية في البلاد التخبط في ذيول الأزمة التي بدأت قبل أسابيع في قطاعات الرهن العقاري وأسواق المال.

وقال جيمس هغس، المحلل المالي لدى CMC، إن استمرار التقارير السلبية حول مسار الاقتصاد الأمريكي قد تدفع المصرف الاحتياطي إلى أخذ قرار بإجراء تخفيضات متتالي للفوائد خلال الفترة الممتدة حتى مطلع العام الجاري.

من جهة أخرى، لفت بعض الخبراء أن الاستمرار في خفض الفوائد قد يكون له تأثير سلبي على المستوى البعيد، إذ أن المستثمرين قد يقومون بتحويل أموالهم إلى خارج الولايات المتحدة للاستفادة من معدلات الفائدة المرتفعة في دول أخرى.

وقد بدأت تظهر في الأفق تأثيرات الأزمة على مستوى التضخم العالمي، إذ أعلنت منظمة مختصة بالإحصاء تابعة للاتحاد الأوروبي أن التضخم سيرتفع خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري في دول الاتحاد إلى 2.1 في المائة، مقارنة بشهر أغسطس/آب الذي سجل 1.7 في المائة.

وفي أسعار سائر العملات العالمية، تراجع الدولار أمام الجنيه الإسترليني من 2.0270 إلى 2.0295، كما تراجع أمام الين الياباني من 115.59 إلى 115.31.

هذا وقد قفز سعر برميل النفط فوق حاجز 83 دولاراً في التعاملات الآسيوية ببورصة نيويورك الإلكترونية الجمعة، وسط تواتر أنباء عن تراجع في إنتاج منشأة نفطية أمريكية في ولاية أوكلاهوما، وازدياد التوتر على خلفية القلق من مواجهة عسكرية محتملة بين إيران والغرب بسبب ملف طهران النووي.

واستقر برميل النفط الخفيف، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عند مستوى 83.24 دولاراً بزيادة 36 سنتاً للبرميل الواحد، وذلك بعدما قفزت عقود "نايمكس" الآجلة 2.58 دولاراً إلى مستوى 82.88 دولاراً الخميس.

أما برميل خام برمنت في بورصة لندن، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فقد كسب 42 سنتاً، واستقر عند مستوى 80.45 دولاراً، بينما استقر برميل خام النفط العُماني في بورصة دبي للطاقة عند 76.49 دولاراً.

وشمل التعديل السعري مجمل المشتقات النفطية، فارتفع سعر غالون وقود التدفئة 0.25 سنتاً إلى 2.2546 دولاراً، بينما تراجع ثمن غالون البنزين 0.36 سنتاً إلى 2.0903 دولاراً، كما تراجع سعر الغاز الطبيعي إلى 6.910 دولارات لكل ألف قدم مكعب.

وكان التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران والغرب، قد فاقم قلق المتعاملين في أسواق النفط العالمية، حيث ازداد القلق حيال مصير الكميات التي تضخها المنطقة في الأسواق في حال حدوث أي أزمة.

فالولايات المتحدة تحاول حالياً حشد تأييد دولي داخل مجلس الأمن من أجل فرض المزيد من العقوبات على طهران.

فيما اعتبر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن ملف بلاده النووي، "مقفل،" متعهداً بالتصدي لأي عقوبات جديدة، وفقاً لأسوشيتد برس.

كما لعبت عوامل أخرى دوراً في هذا الصعود القياسي الجديد للنفط، إذ أظهر بيان الاحتياطي الأمريكي الأسبوعي من النفط تراجعاً في إنتاج إحدى منشآت النفط في أوكلاهوما، بينما حذرت تقارير مصالح الأرصاد الجوية من اقتراب أعاصير نحو منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط.

وذلك إلى جانب تراجع قيمة الدولار الذي جعل النفط يبدو رخيصاً للزبائن بسائر العملات العالمية مما يدفعهم إلى مواصلة الشراء.

وينتظر الخبراء المزيد من المعلومات حول مصير الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة القروض العقارية الثانوية وتراجع أسواق المال، إذ أن اتساع رقعة الأزمة إلى الدرجة التي تسمح لها بالتأثير على قوة نمو الاقتصاد الأمريكي.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...