الرئيس اليمني يصطدم بالحوثيين

08-10-2014

الرئيس اليمني يصطدم بالحوثيين

في أول اختبار يضع «اتفاق السلم والشراكة الوطنية» في اليمن، الذي وقعته الأطراف السياسية في البلاد بعد سيطرة الحوثيين منذ أكثر من أسبوعين على العاصمة صنعاء، على المحك، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، قراراً بتعيين مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة، لكن حركة «أنصار الله» التابعة للحوثيين سارعت إلى رفضه، محملة هادي مسؤولية «تبعات قراره الذي يعكس إرادة خارجية».
وكانت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» ذكرت أن تكليف بن مبارك جاء «إثر اجتماع لهادي مع مستشاريه»، ومن بينهم ممثل عن الحوثيين، تم خلاله الاتفاق على اسم رئيس الحكومة.
وقالت «سبأ» إن هادي «ترأس اجتماعاً في مكتبه ضم هيئة مستشاريه المكونة من القوى السياسية في الساحة الوطنية، جرى خلاله مناقشة آخر تطورات الأوضاع الراهنة على مختلف مستوياتها الأمنية والسياسية والاقتصادية».
وأضافت الوكالة أن الاجتماع «بحث موضوع ترشيح رئيس للوزراء وفقاً للشروط والحيثيات المطلوبة، حيث تم تحديد الشخصية التي انطبقت عليها الشروط المحددة لتولي هذا المنصب». كما أكد الرئيس اليمني خلال الاجتماع على ضرورة «المضي قدماً وفقا لمقتضيات وثيقة السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني الشامل في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» .
وبعد قرار تعيين بن مبارك، أصدر المكتب السياسي في حركة «أنصار الله» بياناً أكد فيه رفض الحركة لـ«هذا التعيين الذي لا يتوافق مع الإرادة الوطنية، كما أنه لا يلبي إرادة الشعب».
وأضاف البيان أن « هذا التعيين يعكس إرادة خارجية، وهو إنكار للسيادة الوطنية، وخرق لقواعد الاتفاق الذي يجب أن يسود على عملية الانتقال السياسي».
وأوضح عضو المكتب السياسي في الحركة عبد الملك العجري لوكالة «رويترز» أن تكليف بن مبارك جاء بـ«اقتراح من هادي بعدما فشلت لجنة من مستشاريه، وتمثل الأحزاب السياسية في البلاد، بتسمية رئيس للحكومة من بين خمسة أسماء مقترحة»، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني «يتحمل وحده مسؤولية قراره».
واعتبر ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لـ«انصار الله» على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أن «مؤيدي السفارات ظهروا بعد لقاء السفير الاميركي مع الرئيس هادي ليعلنوا انقلابهم على ارادة الشعب اليمني وإملاء بن مبارك تماشيا مع ارادة السفارات».
وأضاف الشامي، في اشارة الى الاحتجاجات التي قام بها الحوثيون ضد الحكومة السابقة، ان «قرار تعيين بن مبارك قوبل برفض شعبي، وان الشعب اليمني يعد العدة لاستئناف التصعيد الثوري واستكمال ثورته التي لن تنتهي على حد قوله إلا بتحقيق اهدافه».
وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية بعد أكثر من شهر قادوا خلاله حركة احتجاجية رفعت شعارات مطلبية، وتحولت إلى مواجهات بين الجماعة وحزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي والجيش. ورعت الأمم المتحدة اتفاقاً لوقف إطلاق النار وقعته الأحزاب السياسية اليمنية، ويقضي بتشكيل حكومة «كفاءات» توافق عليها الأطراف السياسية كافة. وكان رئيس الحكومة اليمنية السابق محمد سالم باسندوة قدم استقالته قبل ساعات من توقيع الاتفاق في 21 من الشهر الماضي.
وبن مبارك (46 عاماً من مواليد عدن) متخصص في إدارة الأعمال، وأكاديمي شغل مناصب استشارية عدة لشركات أجنبية عاملة في اليمن. وفي العام 2013، عينه هادي أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني، ثم تم تعيينه لاحقاً عضواً ومقرراً للجنة تحديد الأقاليم، التي حددت عدد وحدود الأقاليم التي سيتشكل منها اليمن الجديد.
وذكرت الوكالة اليمنية أن رئيس الحكومة المكلف قام أكثر من مرة بزيارة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإلى دول مجلس التعاون الخليجي كمبعوث خاص للرئيس اليمني .
وفي شهر حزيران الماضي، أصدر هادي قراراً بتسمية بن مبارك مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...