الربيعي يكشف عن 3 محاولات أمريكية فاشلة لقتل مقتدى الصدر

21-05-2007

الربيعي يكشف عن 3 محاولات أمريكية فاشلة لقتل مقتدى الصدر

الجمل:      تم الكشف صباح اليوم في الصحف البريطانية، عن المحاولات الأمريكية لاغتيال الزعيم الشيعي العراقي موسى الصدر. ومن أبرز ما ورد في الصحافة البريطانية، نجد تقرير صحيفة الأندبندنت الذي اعده مراسل الصحيفة في بغداد باتريك كوكبورن، والذي حمل عنوان (حصرا: مخطط الولايات المتحدة السري لاغتيال الصدر).
التفاصيل التي أوردها التحقيق كانت استناداً إلى معلومات أدلى بها الدكتور موفق الربيعي (مستشار الأمن القومي العراقي) لمراسل الصحيفة.
• التفاصيل:
وجهت سلطات الاحتلال الأمريكي الدعوة لمقتدى الصدر لعقد اجتماع، وتمت الموافقة على أن يكون الاجتماع فيم نزل والد مقتدى الصدر، الشيخ محمد صادق الصدر الكائن في مدينة النجف.. وكان موفق الربيعي نفسه من المدعوين للاجتماع، وبعد دخولهم إلى المنزل، يقول موفق الربيعي بأنه شاهد جنود المارينز وبدأت عملية قصف وإطلاق نار باتجاه المنزل لفترة من الزمن، وقد صادف أن مقتدى الصدر لم يكن قد وصل بعد إلى مكان الاجتماع.
يقول موقف الربيعي بأن هناك محاولتان أخريان هدفتا لاغتيال مقتدى الصدر:
- محاولة في نهاية آذار 2004م، عندما أغلقت سلطات الاحتلال الأمريكي صحيفته واعتقلت أحد كبار مساعديه، ثم أصدرت مذكرة اعتقال بحق مقتدى الصدر، وعندما لم يجدوه، قال الجنرال الأمريكي بأن (بدائله الوحيدة الممكنة هي إما قتل الصدر، أو القبض عليه)، وتلا ذلك أن تحركت الكثير من العناصر الأمريكية بهدف إعطاء الأولوية لتنفيذ بديل القتل حصراً في حق الصدر.
- محاولة آب 2004م، وذلك عندما تحالف رئيس الوزراء السابق إياد علاوي مع سلطات الاحتلال الأمريكي، وعمدا إلى تفجير أزمة النجف، وكان الهدف الحقيقي غير المعلن ليس السيطرة على المدينة والأمن، وإنما التخلص خلال مجرى الأحداث من مقتضى الصدر وكبار مساعديه إلى الأبد. ولكنهم في النهاية تفادوا عملية اقتحام النجف الأخضر حيث مرقد الإمام علي (كرّم الله وجهه).. وذلك خوفاً من طاقة العنف التي يمكن أن تتولد بواسطة الشيعة في سائر أنحاء العالم وبالذات جنوب العراق، وجنوب لبنان، وشرق السعودية والبحرين وقطر، وهو أمر يمكن أن يخلق أضراراً بالغة بالمصالح الأمريكية.
ويقول موفق الربيعي بأنه بعد حدوث عملية إطلاق النار والهجوم بالمتفجرات، عاد إلى بغداد وأخطر المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يمثلون السلطات العليا للاحتلال الأمريكي في العراق، وهم:
- جون نيغروبونتي: السفير الأمريكي السابق في العراق.
- الجنرال جورج كيسي: قائد القوات الأمريكية في العراق.
ويقول موفق الربيعي بأنهم أنكروا معرفتهم المسبقة بحادثة الكمين الذي تم إعداده لاغتيال مقتدى الصدر، وبعد ذلك ما لفت نظر موفق الربيعي هو عدم قيام المسؤولين الأمريكيين –على غير العادة- بتقديم أي تفسير عن الموضوع.
برغم ارتباط مستشار الأمن القومي الدكتور موفق الربيعي الوثيق بسلطات الاحتلال الأمريكي، فإن ما هو معروف عن المذهبية الأمريكية العسكرية والأمنية، يشير بوضوح إلى أن أمريكا تتعامل مع الصراع –أي صراع- كحالة كلية شاملة، وتعمل على إدارة الصراع عن طريق عمليات التفكيك وإعادة التركيب ثم التفكيك وإعادة التركيب، وهكذا دواليك.. إلى حين تحقيق الهدف النهائي، وهو في الحالة العراقية يتمثل في فرض السيطرة الكاملة غير المحدودة على العراق، كل العراق.
يقول موفق الربيعي بأنه يشك تماماً في أن الأمريكيين كانوا يستهدفون شخصه، وذلك بسبب وجود مرافق أمريكي مستمر يتحرك معه أينما ذهب، وهذا المرافق هو المستشار الأمني الأمريكي لموفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي.. وشك موفق الربيعي مصدره أن الأمريكيين لا يمكن أن يكونوا غير مدركين لاحتمالات أن يتم قتل المستشار الأمريكي الذي كان موجوداً معه في مكان الاجتماع.
لقد برز نفوذ مقتدى الصدر وتأثيره على التطورات السياسية والعسكرية في العراق، مباشرة بعد غزو القوات الأمريكية للعراق الذي تم في مطلع عام 2003م، وأصبح لاعباً أساسياً في المسرح العراقي، ونشير إلى أن الكثير من مراكز الدراسات والصحف والمجلات الأمريكية بدأت تهتم كثيراً بمقتدى الصدر.
وقد أشارت مجلة النيوزويك الأمريكية بأن مقتدى الصدر هو الرجل الذي يستطيع تحديد بقاء أمريكا أو خروجها من العراق، كذلك أشارت شبكة إم.إس.إن.بي.سي إلى أن مقتدى الصدر هو الذي سوف يحدد مصادر العراق على السواء، خلال فترة الاحتلال، وأيضاً فيما بعد فترة الاحتلال.
الجنرال الأمريكي اليهودي بول بريمر (يعمل حالياً بعد تقاعده في مراكز الدراسات التابعة لجماعة المحافظين الجدد) كان أول من أشار إلى خطورة مقتدى الصدر على مستقبل العراق، خاصة إذا خرجت القوات الأمريكية، لأن الكلمة سوف تكون بيده.
الصراع حول شخصية مقتدى الصدر ليس صراعاً أمريكيا- شيعياً بل هو صراع مركب:
- أمريكي- شيعي: يهدف الأمريكيون إلى إبراز القيادات الشيعية الضعيفة والقضاء على القيادات الشيعية القوية، وذلك تجنباً لحدوث نموذج قيادة حسن نصر الله لحزب الله اللبناني، في جنوب العراق.
- سني- شيعي: وهو صراع طائفي مذهبي، حول اقتسام السلطة والثروة بين السنة والشيعة في العراق، إضافة إلى أنه صراع قديم له تداعياته المحلية والإقليمية.
- شيعي- شيعي: وهو صراع ظل يأخذ طابعاً كامناً لفترة طويلة بين القيادات الشيعية، خاصة بين السياسيين ورجال الدين الشيعة، وبين رجال الدين الشيعة بعضهم البعض، فالسياسيون يريدون حصر مقتدى الصدر في حدود الدور الديني، وهو يطمح إلى القيام بدور ديني سياسي.
إن احتمالات التخلص من شخصية مقتدى الصدر واردة، وذلك بسبب كثرة الخلافات والعداوات بين الأطراف العراقية، وبالذات الخلافات الشيعية- الشيعية).. وعلى ما يبدو فإن عودة إياد علاوي إلى سدة الحكم في العراق، لا يعتمد نجاحها على الإطاحة بالمالكي، وذلك لأن إقصاء المالكي لن يحتاج إلى أكثر من ورقة يكتبها السفير الأمريكي، وإنما يعتمد على تمهيد السبيل أمام علاوي بالقضاء على العائق الأساسي الذي يتمثل في مقتدى الصدر وجماعته، خاصة وأن علاوي لن يجرؤ على العودة مطمئناً إلى كرسي السلطة إذا كان الصدر موجوداً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...