الفروج يتراجع واللحوم الحمراء غش وفحش

04-10-2009

الفروج يتراجع واللحوم الحمراء غش وفحش

الاستقرار والوفرة تميز الأسواق خاصة بالنسبة للمواد الغذائية والحبوب والمواد المكونة للخلطة العلفية يقابلها في أسواق العقارات ركود وجمود في معظم المناطق باستثناء بعض الأحياء في مدينة دمشق التي لم تتأثر فيها الأسعار بالأزمة.

مديرية التجارة الداخلية في دمشق خصصت الرقم الهاتفي /9453/ للاستفسار عن أسعار الخضار والفواكه والبيض والفروج ويتم تحديث الأسعار يومياًُ وفق متغيرات السوق. وتعد هذه الخطوة هامة وايجابية إذ إنها يمكن أن تعطي مؤشراً عن الأسعار وليس الأسعار الحقيقية. ‏

لكن الأسعار التي تتلفظ بها إحدى الموظفات عبر الرقم الهاتفي أحياناً يكون بعضها غير واقعي وغير مطابق لحال السوق إضافة للسرعة في الأداء وعدم وضوح صوت الموظفة كما أن الرقم الهاتفي على الأغلب يكون في حالة انشغال.. لكن في كل الأحوال فإن هذه الخطوة هامة ومطلوبة ونتمنى تعميمها بعد فترة لتشمل المناطق ضمن المحافظة الواحدة وفي الوقت نفسه فإن هذا الجهد يفترض أن يتكامل مع جهد آخر موازٍ تقوم به جمعية حماية المستهلك التي يسجل لها الغياب الكامل عن الأسواق باستثناء الدعوة اليتيمة لمقاطعة استهلاك اللحوم الحمراء.. وقد يكون للجمعية أسباب موضوعية مثل قلة الكوادر والتجهيزات..أسعار بعض المواد لكن اقتصار وجودها على الاسم فقط ليس في صالح أحد.. ‏

الثبات يميز أسواق اللحوم الحمراء لجهة الأسعار ولجهة الغش أيضاً، فأسعار الكغ الحي لخروف العواس /225/ ليرة في سوق نجها.. أما بالنسبة لأسعار اللحم المجروم والمفروم فتتراوح بين /800/ ليرة إلى /950/ ليرة في أسواق دمشق.. أما الغش فقد بات ظاهرة دائمة في ظل وجود لحم الجاموس الهندي المستورد والذي يوفر فارق سعر كبير يثير شهية وجشع ضعاف النفوس من القصابين، فعمليات الغش تتم من خلال فرم لحم البقر ولحم الجاموس الهندي مع اللحم البلدي وتقديمه للزبائن على أنه لحم بلدي أما المطاعم كما يقول بعض المتابعين فإن معظمها في مدينة دمشق وريفها تقدم في الحقيقة لحم البقر ولحم الجاموس الهندي على أنه لحم بلدي.. ‏

‏كما بدأت الخضار والفواكه الشتوية بالتواجد في الأسواق بوفرة كبيرة إلى جانب الخضار والفواكه الصيفية فالزهرة والملفوف والسبانخ والبراصيا والتفاح والبرتقال.. الخ كلها موجودة إلى جانب الخضار و الفواكه الصيفية والأسعار تعد معقولة.. ‏

أما مادة البطاطا فتعد الوحيدة التي هي في حالة استثنائية فأسعارها مرتفعة جداً خاصة لمثل هذه الفترة من العام الذي يفترض أن يكون موسماً لتسويق العروة الصيفية، فأسعار الكغ المبردة يصل إلى /30/ ليرة والطازجة إلى /40/ ليرة وفي بقاليات الأحياء يصل السعر إلى /45/ ليرة.. أما الأسباب فهي جملة تكهنات.. فهناك من يقول بقلة المساحات المزروعة بالعروة الصيفية بسبب قلة المياه اللازمة للري وآخر يذهب إلى أن الأسبوع القادم قد يشهد هبوطاً كبيراً بأسعار البطاطا بعد مباشرة تسويق العروة الصيفية وثالث يذهب إلى وجود حركة تصدير واسعة للمادة ورابع يؤكد أن التجار يستلمون المحصول مباشرة من الفلاحين ليخزونه في البرادات بعد أن حققت عملية التخزين والتبريد هوامش ربح كبيرة لهم.. ‏

إضافة إلى الاستهلاك الكبير من المادة من قبل معامل الشبس والمرتديلا ومطاعم ومحلات شي الفروج.. ‏

‏ -‏ الجديد أيضاً في مسألة أسعار الاسمنت ليس انعدام السوق السوداء نهائياً بل بيع الاسمنت الحر الأسود المستورد وبالسعر الرسمي نفسه البالغ /6250/ ليرة للطن ويعد ذلك مؤشراً بالغ الدلالة على تدني معدلات حركة البناء والتشييد والصعوبات الكبيرة التي تواجهها كل المهن المرتبطة بها وأيضاً على وضع تجارة العقارات إن كانت بالنسبة للأراضي المعدة للبناء أو الأراضي الزراعية أو بتجارة المساكن الجاهزة أو على الهيكل، فكل المساكن المعروضة للبيع فقدت حوالي 10-20% من قيمتها السابقة باستثناء بعض المناطق: المالكي- تنظيم غرب كفر سوسة- مشروع دمر- مزة اتوستراد.. فقد حافظت هذه المناطق على أسعارها لكن حركة التداول متدنية وقد لجأ بعض تجار البناء إلى البيع بالتقسيط خاصة في الضواحي القريبة من العاصمة. ‏

‏ هذا ولا تزال أسعار المشافي الخاصة تمثل كارثة لمن اضطر إلى دخولها في عمل إسعافي –ولادة قيصرية- زائدة- مرارة.. الخ أو حتى بحالة غير إسعافية فالمنطق والعقل والقانون والرحمة كلها مفردات لا وجود لها في فواتير المشافي الخاصة.. والغش والتزوير في الفواتير ظاهرة وسرقة المريض أمر عادي فيتم إضافة أدوية وعلاجات وخدمات وسيرومات على الفاتورة ‏

وكلها لم تقدم للمريض... لذلك فإن إعادة النظر في كيفية احتساب قيمة الخدمات الصحية يفترض أن يحظى باهتمام وزارة الصحة وهنا يمكن أن نشير ونذكر بما قاله السيد وزير الصحة الدكتور رضا سعيد في لقائه مع تشرين الاقتصادي قبل عدة أشهر أنه يعتزم إصدار تسعيرة جديدة للمشافي الخاصة ولأجر الطبيب في العيادة تتماشى مع الواقع حتى يتم توفير سبل تطبيقها والعمل بها... أخيراً صرف الدولار يوم أمس في السوق السورية 45.75 وصرف اليورو 66.60 وبيع غرام الذهب 1285 ليرة.

محمد الرفاعي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...