المواجهة البحرية بين واشنطن وطهران وسيناريو إغلاق مضيق هرمز

17-08-2008

المواجهة البحرية بين واشنطن وطهران وسيناريو إغلاق مضيق هرمز

الجمل: يعتبر مضيق هرمز الممر الجيوستراتيجي الأكثر خطورة بالنسبة لاستقرار الأمن العالمي وعلى وجه الخصوص الأمن السياسي الأمريكي والأوروبي الغربي، وذلك بسبب مرور إمدادات النفط الهائلة يومياً عبره إلى الأسواق العالمية.
* المهددات الأمنية لمضيق هرمز:
برغم كثرة وتعدد المهددات الأمنية الرئيسية والثانوية لأمن المضيق فإن التركيز حالياً ينصب على اعتبار إيران بمثابة مصدر والخطر الرئيسي الذي يهدد أمن الخليج ومضيق هرمز. الاهتمام بتأمين مضيق هرمز وصل إلى مستوى الكابوس في إدراك الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين وذلك بما ترتب عليه قيام الولايات المتحدة وحلفائها بعمليات الحشد والتعبئة العسكرية – الأمنية الفاعلة لتجمع ضمن العديد من الأساطيل العسكرية التي ما زال يجمع المراقبون بأنها الأكبر في العالم منذ انتهت الحرب العالمية.
تجري على مياه الخليج وفي مضيق هرمز واحدة من أكبر عمليات الحرب الباردة السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية وهي مواجهة تقوم على أساس اعتبارات وجود قوتين عسكريتين في المنطقة هما:
• القوة العسكرية البحرية الأمريكية.
• القوة العسكرية البحرية الإيرانية.
وبالتالي، فإن اندلاع الحرب الأمريكية – الإيرانية سيترتب عليه بالضرورة محاولة كل طرف كسر إرادة الآخر وسيسعى الأمريكيون إلى ضرب القوة البحرية الإيرانية ومنع إيران من إغلاق مضيق هرمز وبالمقابل سيسعى الإيرانيون إلى ضرب القوة البحرية الأمريكية والقيام بإغلاق مضيق هرمز إغلاقاً فعلياً.
* الخلفيات الجيوستراتيجية للمواجهة البحرية في الخليج:
يقوم كل طرف حالياً بعملية انتشار وإعادة انتشار تمركز قواته البرية والبحرية بشكل مستمر ومتجدد في منطقة الخليج:
• الجانب الإيراني: تقوم إيران حالياً بنشر حوالي 25 ألف عنصر بحري نظامي إضافةً إلى 30 ألف عنصر بحري تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج. وتنتشر القواعد البحرية الإيرانية على طول الساحل الإيراني الممتد رأسياً من شمال إلى جنوب الخليج العربي وتحديداً بدءاً من منطقة الأهواز المتاخمة لجنوب العراق، وحتى مضيق هرمز الموجود في أقصى جنوب الخليج العربي. وتجد القوات البحرية الإيرانية المساندة من القوات الجوية والبرية من خلال القواعد الموجودة في نفس الخط الساحلي. إضافةً لذلك فإن إيران تتمتع حالياً بمزايا استخدام العديد من الجزر الموجودة في الخليج كقواعد عسكرية بحرية متعددة الأغراض لجهة استخدامها في فرض السيطرة العسكرية والأمنية الإيرانية على مياه الخليج وتعزيز كفاءة وفعالية القوات الإيرانية في العمليات العسكرية المتوقعة في حالة اندلاع الحرب البحرية مع أمريكا.
• على الجانب الأمريكي: تقوم الولايات المتحدة مدعومة من حلفائها الغربيين والخليجيين بالعمليات الآتية:
- انتشار وإعادة انتشار القطع البحرية الأمريكية وعلى وجه الخصوص حاملات الطائرات ومجموعات الضربة المرافقة لها، وتوجد حالياً في الخليج خمسة من أكبر حاملات الطائرات الأمريكية مع مجموعات الضربة المرافقة والتي تتكون في المتوسط من حوالي 7 قطع بحرية على الأقل.
- انتشار وإعادة انتشار القطع البرية الأمريكية في المناطق العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية وتحديداً في مناطق جنوب العراق.
- نشر وسائط الدفاع الجوي والتجسس الإلكتروني في مناطق الخليج.
- نشر شبكة بطاريات الصواريخ في المناطق الخليجية وتتضمن نوعين من الشبكات:
* شبكات الدفاع الصاروخي الهادفة لاعتراض الهجمات الصاروخية الإيرانية.
* شبكات الهجوم الصاروخي الهادفة إلى استهداف المواقع الإيرانية المطلوب تدميرها.
- نشر المزيد من القوات الأمريكية في القواعد العسكرية الأمريكية في الجانب العربي من الخليج.
* المواجهة البحرية الأمريكية - الإيرانية وسيناريو إغلاق مضيق هرمز:
حتى الآن يسعى الجانب الإيراني في الدفع باتجاه تعزيز قدراته العسكرية لأكبر ما يمكن لجهة إغلاق مضيق هرمز في حالة اندلاع المواجهة بينما يسعى الجانب الأمريكي في الدفع باتجاه تعزيز قواته العسكرية أكبر ما يمكن لجهة حرمان إيران من القيام بإغلاق المضيق. وعند معايرة طرفي المواجهة المحتملة نلاحظ أن قدراً من عدم اليقين ما زال حاضراً في حسابات المواجهة العسكرية البحرية المحتملة:
• احتمال أن تصل مصداقية الجانب الإيراني في القيام بعملية إغلاق المضيق إلى نسبة 100% ما زال غير ممكناً
• احتمال أن تصل مصداقية الجانب الأمريكي في القيام بمنع إيران إلى نسبة 100% ما زال غير ممكناً.
المفارقة البارزة تتمثل في أن أمريكا تستعد لشن حرب هجومية ضد إيران ولكنها في الوقت نفسه تسعى لخوض مواجهة دفاعية في مضيق هرمز، وذلك في مواجهة إيران التي تستعد لشن حروب دفاعية ضد أمريكا وفي الوقت نفسه تسعى لخوض مواجهة هجومية ضد أمريكا في مضيق هرمز.
ما زال سيناريو الهجوم الإيراني ضد المضيق وسيناريو الدفاع الأمريكي عنه يواجه العديد من الحسابات العسكرية الشديدة التعقيد وذلك لجهة أن وسائط المواجهة البحرية ستكون أكثر تعقيداً خاصةُ وان القوات الأمريكية لم يسبق لها أن خاضت مواجهة دفاعية بحرية في الفترة الماضية ولا القوات الإيرانية.
تقول التسريبات العسكرية بأن وسائط الهجوم الإيراني البحري ضد مضيق هرمز ستتضمن الآتي:
• نشر الألغام البحرية المتطورة: ستزداد خطورة هذه الألغام بسبب ضحالة مياه الخليج إضافةً إلى تزايد وجود وانتشار الشعب المرجانية وعدم وجود التيارات البحرية.
• استخدام الصواريخ والمقذوفات الصغيرة المدى: وهناك المزيد من المعلومات القائلة بأن إيران قد استطاعت تعزيز قدراتها بأعداد كبيرة من الصواريخ والمقذوفات القصيرة المدى.
• استخدام الضفادع البشرية حيث تمتلك إيران قدراً كبيراً من هذه العناصر المدربة التي تنتشر على ضفتي الخليج.
• العمليات العسكرية خلف الخطوط: تقول التسريبات بأن إيران قد استطاعت نشر بعض وحدات الكوماندوز والقوات الخاصة وداخل البلدان الخليجية وبمجرد اندلاع المواجهة فإن هذه الوحدات ستفاجئ القوات الأمريكية والمنشآت العسكرية الأمريكية والغربية بالمزيد من العمليات العسكرية المدمرة.
بالمقابل تقول التسريبات بأن وسائط الدفاع الأمريكي عن مضيق هرمز ستركز على استخدام الآتي:
• استخدام تقنيات الأقمار الصناعية والرادارات المتطورة لمعرفة مصادر النيران الإيرانية وتدميرها بشكل استباقي.
• استخدام تقنيات الدفاع الصاروخي وتحديداً الأنظمة الدفاعية الصاروخية الليزرية وغير الليزرية لجهة منع الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها.
• استخدام الرادارات والمجسات البحرية المتطورة لمعرفة أماكن الألغام الإيرانية المزروعة وإبطالها إضافةً إلى منع الضفادع البشرية من النفاذ وزراعة الألغام في مضيق هرمز.
• استخدام القوات الخاصة الأمريكية عن طريق القيام بعمليات إبرار جوي وبحري واسعة النطاق لجهة احتلال الأراضي الإيرانية المطلة على المضيق.
عموماً، حتى الآن ما يزال صعباً التكهن بنتيجة المواجهة البحرية الإيرانية – الأمريكية على مياه الخليج وتأثيرها على الملاحة في مضيق هرمز ولكن ما هو مؤكد تماماً أن شركات الملاحة لن تقوم بإرسال السفن إلى الخليج في حالة اندلاع الحرب طالما أن شركات التأمين وإعادة التأمين لن توافق على تقديم خدمات التأمين إلا بأسعار مرتفعة سيكون من الصعب إن لم يكن مستحيلاً على الشركات النفطية دفعها دون أن تتعرض إلى مخاطر الخسارة في الأسواق العالمية

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...