الواسطة وشروط العمل المجحفة خياران لدخول السوريين إلى سوق العمل

13-11-2010

الواسطة وشروط العمل المجحفة خياران لدخول السوريين إلى سوق العمل

تتفاقم مشكلة البطالة التي يواجهها الشباب في سوريا بسبب قلة فرص العمل وسقف الكفاءات العالية للتوظيف في القطاع الخاص مقابل شروط عمل يعتبرها البعض مجحفة إلى حد يدفعهم للتوجه إلى القطاع العام.
ووفقاً للمكتب المركزي السوري للإحصاء فإن 81% من الجامعيين كان عليهم أن ينتظروا أربع سنوات بعد تخرجهم للحصول على أول وظيفة، فيما تنخفض هذه النسبة إلى 61% للشباب الذين أنهوا التعليم الثانوي المهني أو اتبعوا تدريبا مهنيا.
وقال الباحث الاقتصادي سمير سعيفان إن "الدولة تمتص نحو 30 أو 40% من 250 ألف متخرج، أما الباقون فيتجهون إلى القطاع الخاص الذي لا يتوسع ولا يمكنه خلق فرص عمل بشكل كاف".
وذكر التقرير الوطني الثالث للأهداف التنموية للألفية في سوريا الصادر عن هيئة تخطيط الدولة أن عدد السكان ارتفع في سوريا بنسبة 50% بين عامي 1991 و 2008، بينما انخفضت نسبة العاملين من إجمالي السكان في سن العمل من 46.6% إلى 44.8% في الفترة نفسها.
أما بالنسبة للعاملين الشباب في الفئة العمرية 15-24 عاما فبعد أن كانت نسبتهم 30.8% من إجمالي العاملين عام 2001 فإنها انخفضت إلى 20.4% في عام 2008، بحسب التقرير.
طوابير الحصول على وظيفة
وكشف أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق بلال عرابي أن استبيانا قام به قسم الاجتماع أظهر أن "الهم الأكبر لشريحة واسعة من الشباب هو الحصول على فرصة عمل تؤمن لهم مستقبلهم، لأنهم يعتقدون أن ذلك أضحى صعباً جداً"، مضيفاً "ما ان يجري الإعلان عن اي وظيفة حتى نجد طوابير طويلة من المتقدمين".
وأظهرت نتائج المسح الصحي الأسري 2009-2010 الذي أجراه المكتب المركزي للاحصاء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق الامم المتحدة للسكان على الأسر السورية "ان نسبة العاملين من بين الأفراد البالغين 15 سنة فأكثر هي 42.1%".
وأرجع سعيفان ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب الى "النمو السكاني وعدم الملاءمة بين المهارات التي يولدها التعليم ومظاهر التدريب والمؤهلات" التي يطلبها القطاع الخاص، مشيراً الى ان "الجامعات السورية لا تخرج مؤهلات بهذا المستوى".
الواسطة ضرورية
وتقول لمى التي تخرجت حديثا في قسم الاعلام "يكون لدينا الامل عند دخولنا الجامعة بأننا سنجد عملاً عند تخرجنا، ولكن أملنا يخيب عندما نكتشف أن مؤهلاتنا العلمية ليست كافية للحصول على عمل، ثم فإن معظمنا يفتقر إلى الواسطة التي أصبحت ضرورية لإيجاد أي عمل".
كما أوضح سعيفان أن الشباب خاصة العمالة غير المؤهلة يميلون إلى العمل في القطاع العام، "حيث الضمان الاجتماعي والاستقرار الوظيفي وتأمين التقاعد وجهد أقل في العمل نظراً لفائض العمالة".
وأضاف أن "رب العمل في القطاع الخاص يتحكم بالعامل في غياب تضافر وتنظيم عمالي حيث ينحصر عمل اتحاد العمال الذي يعاني من البيروقراطية بشكل كبير في قطاع الدولة".
وأشارت لمى التي تعمل في مجلة خاصة، إلى "أن القطاع الخاص لا يرحم فقد يطلبون منك العمل لمدة 12 ساعة مقابل أجر قليل ومعاملة سيئة".
وأضافت أنه "قد يكون للقطاع العام سلبياته أيضا، إلا أنه يؤمن استقراراً، بينما أغلب الشركات في القطاع الخاص لا تصرح عن موظفيها".
عمل من دون عقود
وتبلغ نسبة الذين يعملون بدون عقد 84% للذكور و42.7% للإناث بحسب مسح مركز الاحصاء المركزي في سوريا.
وقال عرابي إن "ما لفت نظري في نتائج الاستبيان أن الشباب يريدون من الدولة تأمين فرص عمل لهم فهم يبحثون عن الوظائف الحكومية التي يجدون فيها أماناً واستقراراً لا يؤمنه لهم القطاع الخاص".
وأشار إلى أن "هذا الاستبيان يعود إلى عام 2007، الا أن الوضع اليوم مازال على حاله".
وتضاؤل الخيارات المتاحة أمام الشباب الباحثين عن وظائف يؤثر على نظرتهم إلى المستقبل الذي يقول عرابي انه "لا يحمل صورة مشرقة وإيجابية بنظرهم".
وينعكس انحسار فرص العمل على هيكلية المجتمع السوري، حيث اشار الباحث السياسي حسان عباس إلى ارتفاع سن الشباب في سوريا.
وقال "لا استطيع ان أقارن مصطلح الشباب في 2000-2010 مع مصطلح الشباب في 1990"، موضحاً أن "من هم في العشرين اليوم لم يدخلوا بعد معترك الحياة على خلاف ما كنا عليه في التسعينات".

المصدر: أ ف ب

التعليقات

تطالعنا كل فترة وزارة من وزاراتنا المحترمة بإعلان مسابقة من اجل تعيين عدد من الخريجيين الجامعين لاحد الوظائف ومن ثم تضع اخر موعد لقبول الاوراق ومن ثم تأتي رحلة الانتظار التي تمتد لأشهر ليعلنوا عن امتحان كتابي وشفهي بعد اشهر اخرى و ثم بعد الامتحان تنتظر طويلا فلا تسمع ما حدث بالمسابقة المجيدة. حيث يتم وضع الاسماء الذي يريد الوزير ومعاونيه ووساطتهم وضعها ويبقى المتخرج المعتر بالانتظار الذي سيطول الى نهاية هذا العمر. مثلا قامت وزارة الاعلام من ستة اشهر بإعلان عن مسابقة مذيعين وقدم ما يزيد عن 5 الاف متقدم بعد انتهاء التقديم بشهر اعطوا موعد للفحص واعطوا اسماء 500 متقدم كمتأهل للمشاركة بالامتحان وبعد الامتحان تم اعلام بضع المتقدمين الذين لهم واسطة متوسطة بأنهم نجحوا بالامتحان الكتابي وعليهم انتظار امتحان الصوت والصورة وبعد شهرين وبعد مراجعة هؤلاء المتقدمين للهيئة تم إعلامهم بان المسابقة الغيت بأمر من السيد الوزير عليه السلام وكأن 5 الف متقدم هم بهائم لا عمل لهم سوى السمع والطاعة وكأن اوراق المسابقات لا تكلف جهدا ووقتا ومالا. وبعد الاستفسار والتمحيص وجدنا ان المسابقة وجدت لتثبيت بعض المذيعات صاحبات الوساطة من العيار الثقيل وبنات مسؤوليننا الاشاوس وان الطريقة الوحيدة حسب القانون بتثبيتهم هي بمسابقة وهمية. فالله در هكذا قوانين وهكذا حكومة وانتظروا الفرج.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...