الوضع في سوريا: صفقة ام تكتيك؟

22-07-2011

الوضع في سوريا: صفقة ام تكتيك؟

في وقت تحدثت فيه بعض المعلومات عن صفقة فرنسية – سورية في ما يتعلق باطلاق الاستونيين السبعة، لاحظ المراقبون غياب الموقف الفرنسي الذي غالبا ما كان يتدرج صعودا مع اشتداد وطأة اعمال العنف في الداخل السوري، كما لفت هؤلاء الى ان مواقف الخارجية الفرنسية تمحورت هذا الاسبوع حول الحصار الذي فرضته دمشق على سفيرها لدى دمشق، فضلا عن شبه غياب لاخبار يوم الجمعة التي غالبا ما تكون حافلة بالاحداث والتحركات عن وكالات الانباء الفرنسية، والاستعاضة عنها ببيانات مرصد الحقوق السوري وبعض شهود العيان من دون ايلاء الاهمية المعتادة.
غير ان زوار العاصمة السورية يشيرون الى ان الاوضاع الميدانية تبدو مظلمة للغاية في ظل عمليات امنية واسعة النطاق ينفذها الجيش السوري في مدينة حمص وسائر القرى المحيطة بها، فالنظام ووفق المعلومات انتقل بكل ثقله الامني الى تلك المدينة التي تكاد احداثها ان تتحول الى مواجهات طائفية تنذر بانكشاف الوضع داخل سوريا. كذلك تؤكد المعلومات ان انتقال النظام السوري امنيا الى تلك المحافظة جاء بناء على خطة موضوعة سلفا وهي تأتي في سياق تقسيم البلاد الى مربعات امنية يتم معالجة كل واحد منها على حدة، وذلك بعد ان تمكن هذا النظام من امتصاص النقمة الدولية والاقليمية من خلال فرض امر واقع من جهة، واتصالات دبلوماسية سرية من جهة ثانية ادت بمجملها الى واقع معروف وهو ان المواقف الدولية بدأت تقتصر على الاقوال والاستنكارات دون الافعال او حتى ردود الفعل.
القادمون من العاصمة السورية يتحدثون عن اجواء ضاغطة تعيشها المعارضة السورية، وذلك بعد ان تمكن النظام من محاصرتها امنيا وسياسيا. فعلى الصعيد الامني شكل الضغط العسكري المستمر اضافة الى القبضة الامنية الحديدية التي يعتمدها الجيش السوري بشكل قاطع نوعا من الاحباط لدى تلك المعارضة التي تعتمد ميدانيا على الاخوان المسلمين بحسب التعبير، ناهيك عن ان المواقف الدولية لاسيما الاميركية منها صدمت تلك المعارضة من خلال الاكتفاء بالدعم الكلامي الذي لم يتعد تسجيل الموقف، ولم يصل الى حدود الدعم الذي يتلقاه الثوار في ليبيا او اليمن ما يؤشر الى واحد من احتمالين اما ان الغرب يمتطي الثورة السورية لتقليم اظافر النظام واخضاعه دون الوصول الى مرحلة التخلي عنه، واما انه ابرم صفقة مع سوريا بمشاركة تركيا وايران وسائر الدول المحيطة، وذلك انطلاقا من مصالح الولايات المتحدة الاميركية التي تتركز الان على ملفات خارجية تعنيها اكثر بكثير على غرار الانسحاب من العراق ومن افغانستان حيث يكمن بيت القصيد الاميركي.
في هذا السياق يؤكد متصلون بواشنطن ان الادارة الاميركية تعتبر ان الثورات التي تعم المنطقة ليست سوى جسر عبور لحفظ المصالح الاميركية الخارجية، وذلك بمعزل عن المصالح الاوروبية التي بدأت تتضرر اقتصاديا بشكل كامل في ظل استيعاب واشنطن لمعظم الدول النفطية والتحكم بمساراتها السياسية والاقتصادية على غرار العراق الذي يذهب نفطه لصالح الشركات الاميركية من دون الاخذ بالاعتبار الاحتياجات الاوروبية. وبالتالي فان هذا الواقع من شأنه ان يضع الامور على محك المصالح.
وانطلاقا من هذا التفسير يعرب هؤلاء عن اعتقادهم بان الثورة السورية قد تنتهي مع حصول واشنطن على ضمانات بخصوص انسحاب آمن من العراق مع ضمانة لاستمرار وضع اليد الاميركية على النفط ومنابعة وممراته.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

التعليقات

المضحك أن تدعى هذه الأزمة التي تمر بها سوريا بأنها "ثورة". الثورة تكون عادة لها ملامح ولها قائد ولها عقيدة أما ما يحدث في سوريا هو إلى حد ما يدعى "فورة " بالفاء . وهي فورة تجار المخدرات والمحكومين السابقين ومجموعات الحويترية* وعبدة المشايخ أين هو قائد هذه الفورة ؟ هل هو العرعور مثلاً أم هيثم مناع ؟ طبعاً لا هذا ولا ذاك لأن العرعور هو قائد سيرك التهريج أما المناع فهو أصغر من أن يكون قائد فرقة موسيقية متجولة . ماهي عقيدة هذه الفورة ؟ طبعاً عقيدة الفوار هي التخريب والترهيب والقتل وذبح الطوائف الآخرى أي الدم والدمار ، فواعجبي من هذه الفورة !!! في نهاية الأمر صار من الواضح للجميع أن الأزمة السورية في نهايتها وأن كل الجهود التي بُذلت لتحويل سوريا إلى مدن متناحرة ذهبت مع الريح وأن خسارة جيران سوريا كبيرة أما خسارة الغرب فهي أكبر ومثالهم ساركوزي . أما الرابح مما حدث فهو سوريا وحدها التي نجحت سياستها كما هي دائماً في امتصاص الأزمة وإعادة هيكلة الداخل السوري .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...