اليمن: الحوثيون يتمددون إلى البحر الأحمر

15-10-2014

اليمن: الحوثيون يتمددون إلى البحر الأحمر

في تطور أمني لافت، وبعد يوم على تسمية خالد محفوظ بحاح رئيساً للحكومة اليمنية، التي يقع على عاتقها دراسة خطة التقسيم الإداري للبلاد تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني، وسّع الحوثيون، أمس، نطاق سيطرتهم، ليصلوا إلى مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، ومدينة ذمار جنوب صنعاء، في وقت جاء تصعيد «الحراك الجنوبي» للمطالبة بالانفصال، من خلال حشد الآلاف في مدينة عدن تزامناً مع ذكرى الثورة اليمنية ضد الاستعمار البريطاني، وتلويحه بـ«اعتصام مفتوح»، على غرار اعتصام الحوثيين في آب وأيلول الماضيين، ليعكس ارتفاع وتيرة الصراع على النفوذ في اليمن.
ويأتي تقدم الحوثيين في الحديدة وذمار في وقت يتهمهم معارضوهم بالسعي للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر، بما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، في إطار التقسيم الفدرالي، الذي توافقت عليه القوى السياسية في مخرجات الحوار الوطني، في وقت يؤكد أنصارهم أن التقدم يأتي في إطار «محاصرة منابع الفساد»، المتمثلة تحديداً بآل الأحمر، الذين يمثلون احد الاجنحة الثلاثة في «حزب الاصلاح» ذي التوجهات «الإخوانية»
وأكدت مصادر أمنية أمس، أن الحوثيين سيطروا على مدينة الحديدة، عاصمة محافظة الحديدة الغربية، المطلة على البحر الأحمر، «من دون أي مقاومة تذكر من السلطات المحلية، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية».مناصرون للحوثيين يشيعون أمس ضحايا الانفجار الذي نفّذه تنظيم "القاعدة" يوم الخميس الماضي ضد تجمع لهم في صنعاء (أ ف ب)
وأكدت المصادر أن الحوثيين «بدأوا منذ الاثنين (أمس الأول) الانتشار باللباس العسكري في الحديدة والمناطق المحيطة بها»، وباتوا أمس منتشرين في شوارعها الرئيسية.
وقال مصدر أمني أن مسلحي الحوثيين «يتمركزون في المرافق الحيوية في المدينة»، مؤكداً «سيطرة الحوثيين على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية، حيث قتل احد الحراس».
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان أن المسلحين الحوثيين «أقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة، وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا أمام النقاط الأمنية الرسمية، التي بقيت في مواقعها»، فيما أفادت مصادر محلية في المدينة أن المسلحين «اقتحموا يوم الإثنين (أمس الأول) منزلاً خاصاً مطلاً على البحر للواء علي محسن الأحمر».
وتقع مدينة الحديدة على مسافة 230 كيلومتراً إلى الغرب من صنعاء، ويقطنها أكثر من مليوني نسمة، وهي ثاني أكبر المدن بعد مدينة تعز في وسط البلاد.
ونقلت وكالة «فرنس برس» عن مسؤول عسكري قريب من حركة «أنصار الله»، الإطار السياسي للحوثيين، قوله إن «الحديدة مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم (الحوثيون) عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن».
وفي إطار اتهام الحوثيين بالسعي إلى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط، أكد مصدر قبلي لوكالة «فرانس برس» أمس وصول مسلحين حوثيين إلى مأرب «جواً من مطار صنعاء».
وبعد ساعات من سيطرتهم على الحديدة، أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بسيطرة الحوثيين جنوباً على محافظة ذمار، وعاصمتها التي تحمل اسمها.
ونقلت عن مسؤولين محليين في المدينة أن «العناصر الأمنية اليمنية اختفت من شوارع ذمار، وأخذ الحوثيون مكانها بسرعة».
ويعتقد المسؤولون أن «سيطرة الحوثيين على ذمار تمت بمساعدة القبائل الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح»، بحسب «اسوشييتدر برس».
وبسيطرتهم على ذمار والحديدة، يكون الحوثيون قد بسطوا نفوذهم على معظم الجزء الغربي من اليمن، من صعدة إلى عمران إلى صنعاء فالحديدة وذمار.
وفي جنوب اليمن، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» في ساحة العروض في عدن لإحياء الذكرى الحادية والخمسين لـ«ثورة 14 أكتوبر» ضد الاحتلال البريطاني، ولإطلاق اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال، واستعادة دولتهم السابقة التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
ووصل أنصار «الحراك الجنوبي» من محافظات لحج والضالع وشبوة وإبين وحضرموت إلى عدن، استجابة لدعوة أطلقتها قيادات فصائل في الحراك الجنوبي، حاملين شعارات مطالبة بالانفصال، رافعين علم الدولة الجنوبية السابقة.
من جهته، شدد رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم على ضرورة «فرض المطالب الجنوبية في هذا الوقت»، داعياً «الجنوبيين في المنفى للعودة إلى اليمن».
وقال باعوم، في بيان، إن «هذه الحشود المرابطة في ساحة الحرية منذ مساء أمس (الاول)، قد عقدت العزم على الحسم للنضال السلمي المتواصل منذ سنوات، لتفرض اليوم الفعل الثوري الثابت على الأرض، وللتأكيد على حق شعب الجنوب الشرعي الجدير اليوم باهتمام المجتمع الدولي بموجب جميع الأعراف والمواثيق الدولية».
من جهته، اعتبر نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض أن «كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على أنها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة، فلا بد لنا من المسارعة بالاستفادة من تلك المتغيرات، وأن نكون جميعا عند مستوى المسؤولية».
إلى ذلك، أعرب مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، خلال جلسة مشاورات طارئة ومغلقة عقدها لمناقشة التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية، عن «قلقه الشديد حيال التطورات الأخيرة في اليمن»، كما أدان «ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية، التي يقوم بها أو يتبناها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب «.
وأشارت سفيرة الأرجنتين في الأمم المتحدة، ماريا كريستينا بيرسيفال، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال الشهر الحالي، إلى أن «أعضاء المجلس الـ15 لم يتخذوا حتى الآن أي قرار لتحديد مفتعلي الاضطرابات في اليمن، وفرض عقوبات موجهة ضدهم»، ولكنها أضافت أن المجلس «موافق على اعتبار هذه الإمكانية أمراً ملحاً».
من جهته، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر خلال الجلسة أن «العملية الانتقالية في اليمن مهددة بالانهيار»، مضيفاً أن «الطريق الوحيد لإنقاذ العملية السياسية هو عبر التنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية، كون هذه الاتفاقية ترتكز كلياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
امنياً، قتل قائد كتيبة في الجيش اليمني وأصيب أربعة من مرافقيه في ضواحي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة الجنوبية، في هجوم «يحمل بصمات تنظيم القاعدة»، بحسب ما أفاد مصدر أمني.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...