بيريز وباراك يقترحان دولة على نصف الضفة ومفاوضات لعامين!

20-11-2009

بيريز وباراك يقترحان دولة على نصف الضفة ومفاوضات لعامين!

كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عما أسمته «الخطة الكبرى» للتسوية التي يحاول الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير دفاعه إيهود باراك تسويقها وتقوم على فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة. ويبدو أن هذه الفكرة، التي سبق أن عرضها وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز، والتي نالت تأييداً شعبياً إسرائيلياً، يجري تسويقها بنجاح مع الإدارة الأميركية.
وكان الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين قد كشف النقاب أمس ألاول عند تسلمه وسام شرف من الحكومة الفرنسية عن الخطة السياسية الصغرى لبنيامين نتنياهو. وحسب بيلين، سيعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الايام القريبة المقبلة عن تجميد البناء الاسرائيلي في المستوطنات على مدى عشرة أشهر، باستثناء القدس. وقال بيلين إن الأميركيين سيرحبون بالتجميد وسيشيرون الى انهم لا يوافقون على البناء في القدس، ولكنهم سيدعون الى الاستئناف الفوري للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال بيلين إن السلطة الفلسطينية لا يمكنها ان تقبل مثل هذه الخطوة التي هي بمثابة تسويغ دولي للبناء في شرقي القدس وستنهار بشكل نهائي.
أما الخطة الكبرى فمثيرة أكثر للاهتمام: بموجبها، تقام دولة فلسطينية مستقلة في حدود مؤقتة، على نحو نصف اراضي الضفة الغربية (أكثر قليلاً مما للفلسطينيين الآن). وبالتوازي، يتلقى الطرفان (اسرائيل والفلسطينيون) رسائل جانبية من الادارة الأميركية تتضمن ضمانات. كل طرف يتلقى الضمانات التي تهدّئه. الفلسطينيون سيتلقون ضمانات على انهاء المفاوضات في غضون فترة زمنية محددة (بين سنة ونصف وسنتين)، وضمانات بأنه سيكون في ايديهم في نهاية المفاوضات ارض مساوية في حجمها لما كان في ايديهم قبل حرب الايام الستة (حرب العام 1967). أما إسرائيل، في المقابل، فتتلقى رسالة جانبية تعترف بشكل رسمي بالطابع اليهودي للدولة وترفض بذلك حق العودة، وكذا الترتيبات الامنية اللازمة (التجريد وما شابه). المشاكل التي تقف امام هذه الخطة عديدة: الفلسطينيون لا يوافقون، والأميركيون لم يقتنعوا بأنها ممكنة.
وعند محاولة «معاريف» استجلاء رأي ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية كان الرد: تطرح افكار سياسية مختلفة، ولكن لم يتخذ قرار بعد. وقد أشارت «معاريف» إلى أن الأميركيين يتعرضون في الاشهر الاخيرة، وفي الايام الاخيرة بقوة اكبر، لضغط كبير للموافقة على هذه الخطة وجلب الفلسطينيين معهم ايضاً. ويمارس الضغط اساساً بيريز وباراك. مساعي الإقناع التي يقوم بها بيريز وباراك في الولايات المتحدة تتم، حسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، بعلم بنيامين نتنياهو، والسؤال هو مجرد علمه فقط، أم في واقع الامر مصادقته، أم أن ترتعد فرائصه في اللحظة الاخيرة فيعرقل القصة.
وأشارت «معاريف» إلى أن الوضع في «الهيئة السباعية» لدى نتنياهو مثير للفضول: من جهة يقف ايهود باراك ودان مريدور المؤيدان للخطة، من جهة اخرى بني بيغن، موشيه يعلون وافيغدور ليبرمان المعارضين. وعلى فرض ان نتنياهو سيؤيد الخطة، فان لسان الميزان سيكون الوزير ايلي يشاي. رئيس «شاس» قال في محافل مغلقة مؤخرا إن حزبه سيقف إلى يمين نتنياهو اذا قرر التوجه الى مفاوضات سياسية والى خطوة سياسية حقيقية. اما الان، فيتعين على كل هذه الخطط ان تنجح ايضا في اختبار الواقع العسير.
من جهتها، كشفت «هآرتس» النقاب عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز عرض على الأميركيين خطته بإعلان دولة فلسطينية على ما يقارب الأراضي التي احتلت في العام 1967. وقد تحادث في هذا الشأن مع كل من مستشاري الرئيس باراك أوباما دينيس روس ودانيال شابيرو، ومع نائب وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان، مبيّناً أنه لا ينبغي للفلسطينيين الخشية من الدولة بحدود مؤقتة طالما أنهم في النهاية سينالون حدوداً قريبة من حدود العام 1967.
وتقوم خطة موفاز على إعلان الدولة الفلسطينية بحدود مؤقتة في المرحلة الأولى على حوالى 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتوفر إسرائيل ضمانات بأن تكون الحدود النهائية قريبة من المساحة الكاملة للضفة والقطاع. ومع ذلك فإن إسرائيل لن تعود بالضرورة إلى حدود العام 1967 ولكنها ستسلم الفلسطينيين مساحة مساوية تقريباً للمساحة التي احتلتها ذلك العام.
ولخّص عكيفا ألدار في «هآرتس» أسباب غضب أوباما من إسرائيل جراء موقفها الاستيطاني في مستوطنة «جيلو» بثلاثة أسباب. وقال إن أولها يعود إلى الجهد الكبير الذي بذله لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبقاء في منصبه في المقاطعة في رام الله واعداً إياه بتجنيبه إحراجات جديدة. لذلك كان قرار توسيع الاستيطان في جيلو مسماراً آخر في نعش أبو مازن السياسي إلى جانب ضرب هيبة الرئيس الأميركي نفسه. والثاني أن الإدارة الأميركية انتبهت إلى أن الاستيطان في جيلو ليس مشروعاً خاصاً بل أنه مشروع حكومي للسيطرة على أراضي قرية الولجة الفلسطينية المجاورة. والثالث الأسلوب الذي أدار به نتنياهو الأزمة حيث وعد أوباما في لقائهما الأخير بحل الخلافات بطريقة «جنتلمانية» ولم يف بوعده.
وشدد ألدار على أن إدارة أوباما تبذل جهوداً لمراضاة الرئيس عباس عن طريق إبداء الاستعداد لتقديم رسائل تبين أن التسوية النهائية ستستند إلى خطوط حزيران 67 وأن الموقف الأميركي من القدس الشرقية لا يزال على حاله.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...