تظاهرات «الجمعة» في سورية

02-04-2011

تظاهرات «الجمعة» في سورية

شهدت مدن سورية أمس عددا من التظاهرات المتفرقة للمطالبة بإطلاق الحريات ما أسفر بحسب شهود وناشطين حقوقيين عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، قالت السلطات السورية إنهم سقطوا برصاص مجموعات مسلحة عملت على ترويع الناس وإثارة الفتنة، بينما أكد الناشطون أنهم سقطوا برصاص قوات الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما، وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة، وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن». وأضاف إن «الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روّعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي».
ونقل البيان عن «عدد من أبناء مدينة دوما تأكيدهم أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وقامت بترويع الناس وإطلاق النار عشوائيا في أماكن التجمعات». ونقل البيان عن أحد سكان المنطقة حسن الباشا أن «عددا من المسلحين اعتلوا أسطح الأبنية وأطلقوا النار على المواطنين في الشوارع، وأن ابن عمه قتل برصاص هؤلاء بينما كان يغلق محله ويستعد للذهاب إلى بيته، كما أصيب عدد آخر من المواطنين».
ونقل عن أحد أبناء المدينة قوله إنه «رأى بعينه مسلحين يطلقون النار باتجاه قوات الشرطة والأمن أثناء نزولها من السيارات الخاصة بها، علما أن القوى الأمنية لم تستخدم السلاح، وكان من الواضح أنها تريد استيعاب الوضع والحفاظ على الهدوء»، مضيفا أن «بعض هؤلاء اعتدوا على رجال الأمن بالسكاكين».
وذكر البيان أن «الأجهزة الأمنية المختصة استطاعت بالتعاون مع الأهالي في دوما وحي الباردة في محافظة ريف دمشق، إلقاء القبض على مجموعتين مسلحتين حاولتا الاعتداء على الأهالي وممتلكاتهم وبث الرعب والفوضى بين المواطنين».
وأشار البيان إلى أن «مجموعة مسلحة قامت بإطلاق النار على تجمع للمواطنين في منطقة البياضة في مدينة حمص ما أدى إلى مقتل فتاة. كما تعرض أحد الجنود المكلفين حراسة أحد التشكيلات العسكرية في درعا إلى إطلاق نار من قبل بعض الشبان المسلحين الذين حاولوا الاستيلاء على سلاحه فأصيب المجند في صدره إصابة بالغة، وجرى تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة أحد المهاجمين وجرح آخرين».
ونفى مدير عام الجمارك في سوريا مصطفى البقاعي ما تناقلته بعض الفضائيات حول إغلاق عدد من المعابر الحدودية. وأكد أن «الحركة في جميع المعابر الحدودية بين سوريا ودول الجوار تسير بشكل طبيعي ومنتظم سواء بالنسبة للمسافرين أو حركة الشحن».

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن التظاهرات الجديدة جاءت بعد دعوة ناشطين سوريين للمرة الثالثة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها اسم «جمعة الشهداء».
وقال شاهد من دوما إن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد المدينة بعد الصلاة بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل إطلاق النار، مضيفا أن «معظم السكان قاموا بالاحتماء في البيوت وأن قوات الأمن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع».
وأشار الشاهد الى أن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة، إلا أنه أورد أسماء ستة. وأضاف «سقط أيضا عشرات الجرحى وقامت قوى الأمن باعتقال العشرات كذلك». لكن «رويترز» و«اسوشييتد برس» نقلتا عن شهود قولهم إن 3 أشخاص قتلوا في دوما.
وفي الصنمين في محافظة درعا جنوب سوريا، أكد ناشط في حقوق الإنسان لـ«فرانس برس» أن شابا يدعى ضياء الشمري في العشرينات من العمر قتل بنيران قوى الأمن على مدخل المدينة. وقال إن متظاهرين اثنين من بلدة جاسم قتلا أيضا إلا انه لم يتسن التحقق من هذه المعلومة كون هوية القتلى لم تعرف بعد.
وفي مدينة درعا، تظاهر الآلاف أمام القصر العدلي مطالبين بإطلاق الحريات و«الوحدة الوطنية»، فيما قال ناشط سياسي يدعى أبو حازم لقناة «العربية» إنه لم تقع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
وقال رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان رديف مصطفى إن «المئات تظاهروا في القامشلي، وكذلك في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق) مطالبين بإطلاق الحريات». وأشار إلى أنها «المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات» في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 15 آذار الماضي، لافتا إلى «عدم مشاركة الأحزاب الكردية فيها».
وقال مصطفى ان «تظاهرة في الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق) قام بها نحو مئتي شخص»، فرقتهم قوى الأمن «من دون حدوث اعتقالات».
وفي حي الصليبة في اللاذقية شمال غرب سوريا، تظاهر نحو 200 شخص من دون ان تتدخل قوات الأمن لتفريقهم، بحسب ما أعلن ناشط لوكالة فرانس برس. كما جرت تظاهرات في مدن بانياس، حمص، داريا وانخل بحسب ناشطين حقوقيين وأفلام نشرت على موقع «يوتيوب» على الانترنت.
وكانت «سانا» ذكرت أن «عددا من المصلين خرجوا في بعض جوامع مدينتي درعا واللاذقية مرددين هتافات تحية للشهيد وتدعو لتسريع إجراءات الإصلاح». وأشارت إلى عدم حدوث «احتكاكات» بين هؤلاء المصلين وقوى الأمن.
وذكرت أن «ساحات عدد من الجوامع شهدت في بعض المحافظات عقب صلاة الجمعة تجمعات للمصلين الذين رددوا هتافات تدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ووأد الفتنة».
وأكدت مجموعة من المحتجين أنها أغلقت على نفسها باب جامع في منطقة كفرسوسة في دمشق، خشية اعتداء رجال الأمن عليهم. وقال احد المعتصمين «حاول البعض التظاهر بعد الانتهاء من الصلاة وهم يهتفون سلمية سلمية، إلا أن بعض رجال الأمن اعتدوا عليهم فعادوا أدراجهم إلى الجامع وأقفلوا الباب للاحتماء».
إلا أن مراسلي «فرانس برس» الذين جابوا المنطقة لم يتمكنوا من التأكد من هذه المعلومات، بل لاحظوا انتشار عدد من مؤيدي الأسد وهم يحملون أعلاما سوريا.
وفي واشنطن، أدان البيت الأبيض الإجراءات العنيفة التي اتخذتها سوريا ضد المحتجين، وحثت الأسد على اتخاذ خطوات ملموسة بصورة فورية تجاه الإصلاح. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جيم كارني، في بيان، إن «الحكومة السورية لديها فرصة مهمة لتتجاوب مع الطموحات المشروعة للشعب السوري». وأضاف «العنف ليس الرد على شكاوى الشعب السوري».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن السلطات السورية أفرجت عن أميركيين اثنين اعتقلا في دمشق مؤخرا. ورحب بالإفراج عنهما، بالرغم من انه أشار إلى أن السلطات الأميركية لم تتمكن من الاتصال بهما بعد.
وأفرجت السلطات السورية عن مراسل «رويترز» الأردني سليمان الخالدي بعد احتجازه ثلاثة أيام في دمشق، ولكن الوكالة لم تتمكن من الاتصال بالمصور خالد الحريري، وهو سوري ومقر عمله دمشق منذ اختفائه في العاصمة قبل أربعة أيام.
من جهة ثانية، دعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، في بيان، الأسد إلى الاستجابة لمطالب شعبه «بالديموقراطية والحرية والعدالة وانتخابات حرة نزيهة معبرة عن الإرادة الشعبية الشاملة وحقيقية تؤدي إلى استقرار المجتمع السوري وتقدمه وقوته».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...