تمويل المشاريع الصغيرة

19-07-2006

تمويل المشاريع الصغيرة

لسنوات طويلة ظلت المشروعات أياً كان شكلها وحجمها في عطش للتمويل.. فثمة طاقات كثيرة معطلة على شكل إمكانات كامنة. وما أكثر الأفكار والمشاريع التي ظلت أسيرة الأوراق والأدراج .. لهذا السبب الكل استبشر خيراً بدخول المصارف الخاصة لتقوم بالدور المطلوب وسد الفراغ القديم منذ 40 عاما وكانت بداية طيبة لتعويض النقص الكبير في الاقتصاد السوري المتعطش للتمويل.
وبما أن هناك تعويلاً استراتيجياً على دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في التنمية فإن أكثر ما يعرقل هذا الدور هو التمويل الذي ظل لزمن ليس بالقصير مزروعاً في الأدمغة وعلى أرض الواقع على أنه ليس موجوداً بالأصل وهذه هي المشكلة.لنعطي الموضوع أهمية ننقل للقارىء خبراً مفاده أن رجل الأعمال الشهير الأمريكي بيل غيتس «مالك شركة مايكروسوفت » العالمية بدأ بمشروع صغير وهذا دليل على أن هذا النوع من الأعمال الصغيرة والمتوسطة هي النواة الحقيقية لمستقبل الصناعة الكبرى.
الشق الآخر والذي يقدم مزيداً من الأهمية هو أن هكذا مشاريع تناسب المرأة والتي يقول عنها الباحث سمير سعيفان المدير العام  للمركز العربي للتنمية انها صناعية بالفطرة فهي تصنع الطعام اليومي وتحضر المونة وتحيك الثياب..
كما أن طبيعة المشروع الصغير الفردية تناسب الشخصية السورية الفردية بتاريخها العريق الذي يمتد لسبعة آلاف عام.
حسب المعايير
هنا يؤكد السيد سعيفان أن المشروع الصغير في سورية هو كل مشروع فيه أقل من 10 عمال / مشتغلين وتكاد تكون غالبية المشاريع الصناعية في سورية هي مشاريع متوسطة أو صغيرة بحسب معايير الدول المتقدمة  فقوة العمل الصناعية السورية نحو 662 ألف مشتغل منهم 52 إناثاً  أو نحو 8٪ أما قوة العمل السورية فهي نحو 5459 ألفاً منهم 4821 مشتغلاً و638 ألف عاطل عن العمل  أي نحو 11.7٪ من قوة  العمل ويقدر البعض أن البطالة تبلغ نحو 20٪ علماً أن هذه الأرقام والنسب طرأ عليها بعض التعديل مؤخراً ونحن ننقلها حسب الاحصاءات الرسمية لعام 2004.
محددة ومحدودة
إذا كان التمويل مشكلة عامة في سورية فإن المصادر كانت محددة ومحدودة بآن معاً قبل دخول فرص المصارف الخاصة فمصادر التمويل في سورية كانت أربعة وهي المصرف الصناعي ولديه 17 فرعاً في سورية كلها ومصرف التسليف الشعبي وله 59 فرعاً فقط في سورية بالإضافة إلى  هيئة مكافحة البطالة وهي المشروع الرئيسي في تمويل المشروعات الصغيرة وقرض بنك  الاستثمار الأوروبي ، أما الفرص الأخرى فتختزل بعبارة «تمويل دبر رأسك».
الأشكال الغائبة للتمويل هو التأجيري وغياب بعض مؤسسات التمويل وتقييد قيام جمعيات تمويل مع ضرورة القول ان المصارف الخاصة التي أصبحت واقعاً يعلق عليها كثير من الآمال..
هنا يقول السيد سعيفان: انه لا بد من التحفيز من خلال تطوير عمل هيئة مكافحة البطالة وتقديم قروض بفوائد ميسرة وفترات استرداد مريحة وتوجيه المشتريات الحكومية نحو منتجات الحاضنات وكذلك اعفاءات ضريبية ترتبط بفرص العمل وكتلة الأجور والرواتب.
التمويل المخنوق
قلنا، ان سورية أرض عطشى للتمويل جراء الاختناق لسنوات طويلة ، أما الإمكانات الكامنة في القطاع الصناعي يذكرها سعيفان منها: الصناعات الميكانيكية وهي مميزة على مستوى الشرق الأوسط - تصنيع أجزاء السيارات - حفارات آبار مياه - دراسات آلية - لوحات كهربائية - تصنيع خطوط تعبئة وتغليف- مخارط متطورة تصنع الكثير من قطع الغيار.
أما الصناعات الغذائية فسورية لديها فائض من الكثير من السلع الزراعية القابلة للتصنيع عصائر الفواكه وحفظ الخضار والكونسروة والمربيات والحلويات والبرازق إضافة للصناعات القائمة على الحبوب والقطن والصوف والجلود وشعر الابل والماعز وجميعها يمكن أن تقوم عليها مشروعات صغيرة، ودول الخليج والسعـــــــــــودية مـــــازالت تستــــــــــــورد هــــــــــذه المنتجات مــــن أوروبا ودول أمريكا اللاتينية.
صناعة أخرى ملبوسات نسائية رجالية ولادية شبابية- صناعة طباعة- صناعة نشر - كتب- صناعة مسلسلات فنية وثقافية ووثائقية وبرامج تلفزيونية.
غير منشورة
في دراسة غير منشورة حول حالة صناعة الملبوسات تتضمن أن سورية تنتج نحو 1 مليون طن قطن محبوب يعطي نحو 300 ألف طن قطن محلوج يصدر منها نحو 160 ألف طن خام دون تصنيع عائداتها نحو 480 مليون دولار ويذهب 140 ألف طن لمصانع الغزل لإنتاج نحو 117 ألف طن غزول.
يصدر نحو 67 ألف طن ويبقى 50 ألف طن من الغزول مكدسة فإذا حلجنا كامل القطن فإن الإيراد سيرتفع من 480 إلى 624 مليون دولار أي بفارق ولو تم غزل كامل القطن السوري ليعطي  نحو 255 ألف طن غزول ونسجه وخياطته كثياب فإنه سيحقق قيمة مضافة لا تقل عن 25 مليار دولار بحسب الحد الأدنى لأسعار البيع للمستهلك الأوروبي.

علي بلال قاسم
المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...