حدائق دمشق: 170 حديقة مفتوحة و600 مغلقة

08-12-2010

حدائق دمشق: 170 حديقة مفتوحة و600 مغلقة

تعمل مديرية الحدائق على تقسيم مدينة دمشق إلى تسعة قطاعات، في كل قطاع تختار سنوياً من حديقتين إلى 3 حدائق، وتعمل على تأهيلها.. ففي دمشق يوجد 170 حديقة مفتوحة، و600 حديقة مغلقة، تقوم مديرية الحدائق بتحسينها وتطويرها حسب موقع الحديقة وأهميتها، يقول بشار بسطاطي  حول آلية عمل المديرية: «في كل عام تضع المديرية خطة مبرجة مادياً وزمنياً لعدد وموعد الحدائق المستهدفة، ففي هذا العام تم تأهيل 8 حدائق، ضمن برنامج سنوي التزمنا به تماماً، أي أن الحدائق التي ستتركز عليها الجهود تحدد في كل عام».

* حدائق نموذجية ومتطورة
ويتجسد عمل المديرية حسب «بسطاطي»- في ما يخص الحدائق القديمة المنشأة منذ أكثر من 20 عاماً- بعدة جوانب تتمثل في إزالة الأسوار المسببة للتشويه البصري، بحيث تصبح الحدائق مشاهدة من جميع أطرافها ومتماشية مع تطور الحدائق في الدول المجاورة، وتأهيل ممرات المشاة، وشبكات الري الحديث، بشكل يتماشى مع ترشيد استهلاك المياه، كذلك تعمل المديرية على إعادة زراعة النباتات والزهور، وتزويد الحدائق بمقاعد، وسلال مهملات ومناهل مياه جديدة، كذلك تشمل عمليات التأهيل دورات المياه، والإنارة .
وإعادة تأهيل الحدائق القديمة تتزامن مع استحداث حدائق جديدة تكون مستوفية الشروط النموذجية للحدائق في العالم..
من جهته المهندس المعماري باسم الطويل الذي شارك في وضع دفتر الشروط لإعادة تأهيل حديقة تشرين، وحديقة كيوان، أكد أن الحدائق في مدينة دمشق تشهد نقلة نوعية، حيث يتم تأهيل المساحات الخضراء في المدينة بأسلوب جمالي وفني، يمزج بين الأسلوب الآسيوي الشرقي للمنطقة، وبين نموذج الحدائق اليابانية، التي تشتهر برؤيتها الخاصة.. فالحدائق حسب «الطويل» تعالج بطريقة جمالية، سواء من ناحية الإنارة أم التزيين، أم إزالة أسوار الحدائق، ما أعطى أفقاً جمالياً للطرقات.
وأضاف المهندس «الطويل»: لابد من زيادة المساحات الخضراء في مدينة دمشق التي بدأ الإسمنت يخنقها مؤخراً، بحيث تكون المساحات الخضراء متناسبة مع الكثافة السكانية، فكل بناء سكني يجب أن يخدم بحديقة مناسبة لمساحته ولكثافة السكان فيه... كذلك يجب الأخذ في الاعتبار أهمية توزيع ألعاب الأطفال بالشكل المناسب، وترك مسافات أمان بينها.

* المواطن شريك
الجهات الحكومية تحاول جاهدة إعادة المناطق الخضراء، لكن هل سيقدّر المواطن هدية المحافظة الجديدة؟، يجيب مديرالحدائق: «نأسف لوصول أيدي المخربين إلى بعض الحدائق المزينة، فالمديرية تستعين بشعبة حراسة يتوزع العاملون فيها على كافة حدائق المدينة، وبعمال ليليين مسؤولين عن نظافتها. إلا أن «بسطاطي» اعترف بوجود نقص في الحراسة لبعض الحدائق.
وهنا يؤكد المهندس «الطويل» أن تأهيل الحدائق مكلف للغاية، لذلك يجب أن يتحمل المواطن مسؤولية الحفاظ عليها وحمايتها.
وما تمت ملاحظته مؤخراً، تزيين معظم الحدائق بأعمال نحتية لفنانين جدد، إلا أن بعض هذه الأعمال -من الأسف- تعرض للتخريب، سواء بالكتابة عليها، أم بتكسير أجزاء منها؛ الفنان يامن يوسف الذي وضعت إحدى منحوتاته في أحد مداخل دمشق الجنوبي، ألقى اللوم فيما تعرضت له بعض المنحوتات من تشويه على المواطنين، مبيناً أن إقدام بعضهم على تشويه الأعمال الفنية يعود إلى نقص الوعي الفني والثقافي الذي يدفعهم لحمايتها واعتبارها عملاً فنياً مهماً... ويضيف يوسف نافياً عن المحافظة تقصيرها في حماية الأعمال النحتية، مشيراً إلى صعوبة وضع سور يحمي المنحوتات، مستشهداً على ذلك بتمثال صلاح الدين الأيوبي، الذي بالرغم من ارتفاعه وإحاطته بسور لم يسلم من بعض العابثين الذين يتسلقون إليه ويحاولون تخريبه..
فالوعي في رأي يوسف وحده القادر على حماية الأعمال النحتية وليس الأدوات والوسائل المادية.
أما مدير الحدائق، فبيّن أن المكتب التنفيذي في المحافظة هو المسؤول عن الأعمال النحتية بالتنسيق مع مديرية مكتب المحافظة ومع مديرية الصيانة، مشيراً إلى أنها توضع بمعرفة هذه الجهات، التي تختار الموقع، ومديرية الحدائق تتولى التهيئه، ويتولى حراس الحديقة حمايتها..
 
 الدكتورة صباح السقا اختصاصية العلاج النفسي، أكدت أن زيادة وتحسين المساحات الخضراء باتت حاجة في مدينة دمشق، لأن تحسين شكل المدينة وزيادة عدد حدائقها ينعكس إيجاباً على إنتاجية الموطن، وبالتالي على تطور المجتمع بشكل عام...
فالأزهار الملونة والمساحات الخضراء تعتبر إحدى وسائل العلاج عند بعض الشعوب، كما تبيّن الدكتورة «السقا» أن اللون الأخضر يمنح المواطنين مزيداً من الحيوية والنشاط، والشعور بالانتعاش، مايزيد من طاقتهم الإنتاجية، ومن قدرتهم على العطاء والعمل..
كذلك أشادت المعالجة النفسية بخطوة إزالة أسوار الحدائق، لأن إزالتها أعطى الطرقات أفقاً جمالياً، حيث أصبح اللون الأخضر مشاهداً من كل الجهات؛ ما يريح البصر من التلوث الإسمنتي الذي زحف إلى المدينة من كل جهاتها، مخلفاً تلوثاً بصرياً وطابعاً بعض السمات الكئيبة على المدينة..

 

آلاء عامر

المصدر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...