حكاية سورية من "جديدة عرطوز"

21-05-2013

حكاية سورية من "جديدة عرطوز"

أن تدخل ذاك المكان دون تصريح من المتقاتلين امر قد يكلفك حياتك ..فما بالك وأنت تمسك كاميرا ..كانت هذه بدايه القصه مع صديقي الصغير.

هناك في ريف دمشق .. بلدة جديدة عرطوز ( الضهرة ) ..بيوت هي شقى العمر استخدمت للقتال تضررت فسرقت ..فاحترقت .. لم يخطر ببال الشاب وحيد أن يترك منزله وحيداً دون فيتحول المنزل كتله من لهب بعد تصفيته من كل مقومات الاثاث

في هذه المنطقة .. مثل كل المناطق في سوريا .. تعيش تبعات الاحداث .. مصائب على رؤوس مدنيين لم تعني لهم السياسه يوماً أكثر من نشرة أخبار قبل بدء المسلسل العربي .

في منتصف شهر نيسان من العام الجاري بدأ تواجد مسلحي المعارضة يزداد في المنطقه .. كنا نراهم ليلاً يحملون بنادقهم ويتنقلون بين عده بيوت .. يقول وحيد

ويتابع " عندها لاحظنا عصبة الكتائب الاسلاميه المتشدده تربط على جباه المقاتلين حليقي الشارب وحينها أدركنا أن جبهة النصره اصبحت بيننا "

ويكمل " اقتصر الامر في البدايه على اشتباكات متقطعه قرب حواجز الجيش في مدخل البلده .. ليتطور الامر ويدخل المسلحون الى عده بيوت اختاروها .. نصبوا مدافع هاون في عده حارات وتمركز قناصوهم على أسطح الابنيه "

عناصر جبهة النصرة صنعوا عبوات يدويه تشبه الالغام الارضية الى حد ما .. وضعوها على الطرقات تحسبا لدخول الجيش السوري وربما لتفجيرها عند دخوله ..

وبلهجة حزينة يقول " أصبح عناصر الحروالنصرة ومابينهما من مقاتلين يدخلون إلى المنازل ..يستخدموها للاختباء و الصعود للسطح و نصب القناصات و صادف هذا في منزلنا .. ما ادى إلى إصابته بعده قذائف أطلقها الجيش السوري "

مرت الايام سريعه .. و أصبحوا يطلقون القذائف في كل مكان و على حاجز الجيش الأخير في البلدة .. وعندما اشتدت الاشتباكات نزحنا من بيوتنا لنعود ونجدها ..بقايا منازل .. يختم وحيد

احد المتواجدين اثناء المعارك قال لتلفزيون الخبر " المقاتلون اتخذوا من منازلنا حصوناً لهم فتحوا الطلاقيات ( حفر بالجدران ) واصبحوا يتنقلون بين المنازل دون الحاجه للنزول الى الشارع بعضهم سرقنا والبعض الاخر قال سنعوضكم عندما ننتصر ونسقط النظام .. الجيش السوري لم يتردد بقصف اي منزل تخرج منه طلقه وتهدمت بيوت جراء القصف " .

مع وصول التعزيزات العسكرية إلى مداخل البلده كانت الحياه المدنية شبه معدومه في البلده وبدت كأنها حرب عالميه ثالثه او رابعه ستقوم هنا هكذا وصفها الرجل الستيني ..

دخل الجيش السوري تسانده وحدات من قوات الدفاع الوطني المدربين على قتال الشوارع وجرت الاشتباكات وجهاً لوجه والرصاصه تقابلها رصاصه والحربه بالحربه ساعات ليست بالطويله وكانت البلده بيد الجيش السوري وأضحى مقاتلو المعارضة بين قتيل وجريح او هارب

وحيد عاد الى منزله فوجده كباقي أحياء البلده دون ماء أو كهرباء ولا اتصالات ..

بيوت الحي ومحاله أعمده وسقف ومابينهما اثار حريق واثاث وبضائع سرقت مع ماتحمله من ذكريات وجنى العمر ... هذا ما جرى هناك .

ثائر العجلاني - تلفزيون الخبر

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...