خبراء مصريون يحذرون من تعاون عربي مع واشنطن ضد إيران

07-01-2008

خبراء مصريون يحذرون من تعاون عربي مع واشنطن ضد إيران

حذر محللون ودبلوماسيون مصريون من نتائج زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة، مؤكدين أنه يستهدف منها السعي إلى بناء تحالف وتعاون بين واشنطن ودول المنطقة لمواجهة ما تصفه واشنطن بالخطر الإيراني، مستبعدين في الوقت نفسه أن تسفر زيارة الرئيس الأمريكي عن نتائج ملموسة نحو السلام في المنطقة.

وقال السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق،  إن زيارة بوش للمنطقة تأتي لأسباب ثلاثة رئيسية، منها استمرار  التأكيد على تقليد قديم اتبعه رؤساء سابقون للولايات المتحدة من قبل، حيث يسعى بوش إلى أن يسجل أمام الرأي العام الأمريكي أن اهتمامه بقضية السلام في الشرق الأوسط مازال مستمرا ولا يقل عن سابقيه من الرؤساء، متوقعا أن يطرح بوش في لقائه بالمسؤولين في مصر و”إسرائيل” الجدل الذي ثار بينهما في الآونة الأخيرة على خلفية المعابر والأنفاق والحجاج الفلسطينيين والتلاسن العلني بينهما على كل المستويات، فضلا عن أن بوش يسعى من خلال زيارته لدعم الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية ولتأكيد أن الخط الأساسي لحزبه هو إزاحة الأشواك من طريق الحليف “الإسرائيلي” بما يتطلب ممارسة ضغوط على مصر.

ويرى الأشعل ضرورة أن يتناول الرئيس المصري حسني مبارك في حديثه مع بوش  في أول لقاء بينهما منذ 5 سنوات بعد أن أعاقت “إسرائيل” زيارة مبارك السنوية لواشنطن  أسس العلاقات المصرية الأمريكية، لافتا إلى أن هناك خللا كبيرا في مثلث العلاقات “أمريكا  مصر  “إسرائيل” بحيث اعتمدت تلك العلاقات على مدى إرضاء مصر ل “اسرائيل”، وهو ما وصفه الأشعل بغير المنطقي.

وأضاف الأشعل أن الهدفين الأولين للزيارة قد تحققا قبل بدئها، وحذر من خطورة تغيير موقف مصر إزاء الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين، وطالب بألا تنساق مصر خلف الانحياز للرؤية الأمريكية في هذا الشأن حتى لا تفشل الزيارة، مشيرا إلى أن موقف مصر من القضية العراقية قد تغير، وهو ما ظهر في مطالبة القاهرة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق والحفاظ على وحدة أراضيه، إلى جانب أن هناك تقاربا ملحوظا بين مصر وإيران، بالإضافة إلى أن مصر تقف بين حركة حماس وفتح في موقف متساوٍ وتسعى لإجراء مصالحة بينهما.

من جهته أبدى الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الدكتور جمال عبد الجواد تفاؤلا بزيارة بوش للمنطقة. وقال ل “الخليج” إن زيارة الرئيس الأمريكي تعكس اهتماما كبيرا من جانب الإدارة الأمريكية بالمنطقة عما سبق بعد أحداث سبتمبر/ايلول الشهيرة، حيث تغير الاهتمام بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، وهو ما بدا واضحا في زيارات قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة في محاولة لإعادة الاستقرار من خلال جعل القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها، حسبما يؤكد عبد الجواد الذي يرى أيضا أن الإدارة الأمريكية قد أحدثت تغييرا في سياستها في المنطقة بعد أن تخلت عن سياسة تغيير “الحكام”.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي سيمارس ضغوطا أكثر من “لينة” على “إسرائيل” للمساعدة في دفع مسار التسوية “الإسرائيلية” الفلسطينية، وسيؤكد أن “أنابولس” ليست نهاية مسار التسوية بل بداية جادة نحو تحقيق السلام في المنطقة وسيسعى لإحداث توافق مع دول المنطقة بشأن القضايا الفلسطينية واللبنانية والعراقية.

ورأى المحلل السياسي عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع التقدمي المعارض أن الزيارة تأتي في إطار الترويج لمشروع السلام الأمريكي الذي أقره مؤتمر “أنابولس” بأن يكون 2008 هو العام الذي ستشهد فيه قضية الصراع العربي “الإسرائيلي” دولتين “فلسطين و”إسرائيل”، بالإضافة إلى رغبة بوش في حشد دول المنطقة، التي تتلقى مساعدات أمريكية  إلى الحلف المعادي لإيران أو جعلها قوة احتياطية في حال اتخاذ الإدارة الأمريكية أي إجراء ضد إيران. ويحذر شكر من خطورة انصياع مصر لمطالب أمريكا بشأن التحالف الموجه ضد إيران.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...