دمشق ودراما انقلاب الأصدقاء القدامى

09-08-2011

دمشق ودراما انقلاب الأصدقاء القدامى

.. وباتت سوريا في قلب العاصفة!
وحيدةً، تُركت دمشق في قلب "المعركة" بعد أن تخلّى عنها الأقربون والأبعدون، ولم يتبقّ لها سوى لبنان "الشقيق" وإن بصورة جزئية تخرقها المعطيات عن تهريب أسلحة ودعم لوجستي لمعارضيها.
بالأمس، زارها وزير خارجية لبنان عدنان منصور داعماً للقيادة في مسيرته الاصلاحية وللشعب في التزامه الثوابت. لكنّ زيارة الوزير "الحليف" وتطمينات الرئيس السوري له بأنّ سوريا ماضية بطريق الاصلاح بخطى ثابتة لم تكن كافية لتغطي على "انقلاب" حلفاء الأمس.
فتركيا، مثلاً، لم تعد تتحمّل إذ إنّ "صبرها قد نفذ" على حدّ تعبير رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان، الذي أعلن أنه سيرسل وزير خارجيته إلى دمشق يوم الثلاثاء لنقل "رسائل حازمة"، لهجة لم ترق للقيادة السورية ودفعت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان لتطمين الموفد التركي أنه إذا كان سينقل رسائل حازمة، فهو سيسمع كلاماً "أكثر حزماً".
ومع ساعات الفجر الأولى، بدا أنّ "صبر" آخرين قد "نفذ" ايضاً، إذ خرج الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بخطاب وُصِف قبل بدئه بـ"التاريخي" وإذ به ينتهي بإعلان السعودية استدعاء سفيرها في دمشق "للتشاور"، في خطوة رسمت الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً لكونها تشكّل سابقة من نوعها إذ إنّ أميركا نفسها لم تبادر لمثلها حتى اللحظة.

صبر تركيا نفذ..
هكذا إذاً، حفلت الساعات القليلة الماضية بالمواقف التصعيدية ضدّ سوريا في ما بدا أنه "حملة منسّقة" بدءاً من تركيا، وصولاً إلى السعودية، مروراً بالجامعة العربية و، كالعادة، الادارة الأميركية.
ولم يفاجئ الموقف التركي "التصعيدي" المراقبين إذ بدا وكأنّ تركيا مهّدت له على امتداد المرحلة الماضية، قبل أن يخرج رئيس حكومة رجب طيب أردوغان ليقول أنّ "صبر تركيا قد بلغ لحظاته الأخيرة" ويعلن أنه سيوفد وزير خارجيته أحمد داود اوغلو إلى دمشق الثلاثاء لابلاغها موقفا حازما وليبني على نتائج زيارته الموقف التركي النهائي.
وإذا كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون سارعت لتلقف الخبر-البشرى ولتحمل داود أوغلو رسالة لسوريا تقضي بوجوب إعادة جنودها لثكناتها فوراً، فقد سبقتها المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان بالرد على اردوغان. وقالت شعبان "إذا كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قادما إلى سوريا لينقل رسالة حازمة فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة".

السعودية على الخط...
ويبقى الموقف السعودي هو الموقف المفاجئ في سياق المواقف الصادرة على امتداد الساعات الماضية، وهو الذي أتى في أعقاب موقف مشابه لمجلس التعاون الخليجي ردّ عليه مصدر سوري رسمي منتقداً "تجاهله" جرائم الجماعات المسلحة.
هكذا، خرج الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز بخطاب مفاجئ بعيد منتصف الليل وصفته وسائل الاعلام المحسوبة عليه بـ"التاريخي" حتى قبل أن يلقي تحية السلام. وقد اعتبر الملك السعودي في هذا الخطاب أنّ "تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا (...) ليست من الدين ولا من القيم والأخلاق"، موضحاً أنّ "إراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت لن تجد لها مدخلاً مطمئناً يستطيع فيه العرب والمسلمون والعالم أجمع أن يروا من خلاله بارقة أمل إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تودي إليه".
وإذ أكد الملك السعودي أن بلاده لا يمكن أن تقبل بما يحدث في سوريا ودعا القيادة السورية لتفعيل إصلاحات شاملة سريعة، أشار إلى أنّ مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله. وختم الملك السعودي كلمته بإعلان استدعاء السفير السعودي في دمشق "للتشاور" حول الأحداث الجارية هناك.
وبانتظار صدور موقف سوري رسمي متوقع إزاء الكلمة، تولت صحيفة "الوطن" السوري إعطاء الانطباع الأولي "السلبي" منها، إذ اعتبرتها "أقرب إلى رسالة تهديد أميركية منها إلى رسالة أخوية تجاهل فيها خادم الحرمين حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سوريا يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات".

 كلمة أخيرة...
هي سياسة المعايير المزدوجة التي لم يعد من الجائز السكوت عنها..
فسوريا قد لا تكون النموذج الأمثل للديمقراطية في المنطقة باعتراف الجميع، وقد تكون سوريا أحوج ما تكون إلى إصلاحات شاملة وسريعة، كما طلب الملك السعودي، تُشعِر المواطن السوري أنّ له الدور الأكبر في عملية صنع القرار في بلاده..
لكنّ السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه يبقى حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية أفضل حالاً، هي التي لا تزال نساؤها تخوض "ثورة" لا لشيء بل لقيادة السيارة كمرحلة أولى. وأكثر من ذلك، كيف يقدّم الملك السعودي "النصيحة" لدمشق، في وقت ساهمت بلاده في "إخماد" ثورة و"قمع" شعب في مكان آخر، يفترض أنه أقرب له من سوريا، البحرين..

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

التعليقات

إن قام حزب البعث بالخطوة الجريئة بإلغاء شعاره: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" والإعتراف بكمية الكذب التاريخي الذي بلف به الشعب السوري على مدى نصف قرن، بما يخص تاريخ هذه الأمة، فسأفكر جدياً بالإنتساب إليه لأنه يعود بهذه الخطوة ليكون الحزب التقدمي الوحيد على الساحة الرجعية الحالية.

ليش بتسمو يلي صاير بالبحرين ثورة وعنا بسوريا بتقولو مؤامرة وارهاب بسوريا هي هي المشكلة بس تعترف الدولة انو في ثورة وانتفاضة بسوريا ضد الفساد والرشوةواخيرا القمع والقتل يمكن يصير تسوية بالبلد بين الشعب الحر والنظام؟؟؟؟؟

الى ليش الحمار نقول عنه حمار والحصان بتناديلو حصار هالقد الفرق مابدها فزلكة لايوجد دبيحة في البحرين للشبيحة الوهابية ولا مجندون يدفنون في مكبات الزبالة واذا الشعب السوري الحر بيفكر متلك بلاه حرف الحاء وبدلو بالكاف !!!!!!!!!1 ويارب ماتكون سوري صدمت ما يكفي بهذه الازمة ولسه عندي امل اننا غير

ماشاء الله على ذكاءك؟؟ أسألك عن المسلحين ؟؟ لماذا وجودهم؟؟؟ اما انك تختبي وراء اصبعك وتريد ان تخفي المسلحين؟؟ او انك وانت بذلك منافق لاتعلم وجودهم وهذا مستحيل فنحن شاهدناهم وعانينا منهم فأنت اذا جاهل لايحق لك الحديث عن ثورة وفورة كفاك كذبا ونفاقا انت تختبئ وراء السلفيين وهم يختبؤون وراءك ويخرجون عندما تخرج وتتشدق بالحرية الكاذبة ... اذا كنت تعشق حرية الغرب دع ابنتك عارية ولا تلبسها شيئا

لا نشك بالجهود البحثية الكبير وجمع المعلومات والدراسات وإرسال عملائهم إلى بلادنا على أشكال مختلفة منها طلاب يتعلمون اللغة العربية ويوطدون علاقاتهم مع شرائح مختلفة من المجتمع السوري لجمع المعلومات وزياراتهم الاستقصائية إلى كل مناطق سوريا، رغم كل هذه الجهود لكن الغرب المتحضر و"العالم" لم يستطع حقا أن يفهم تركيبة المجتمع السوري وعوامل التماسك والتفكيك وتوازن القوى المختلفة وردود أفعال الناس على الفساد والى أي مدى يمكن أن تصل هذه الردود فيما لو ظهر خطر على البلاد؟ نعم لم يستطيعوا وأظنهم لن يستطيعوا. منذ سنين طويلة نقف ضد الفساد وضعف سيادة القانون والمحسوبية والرشوة وعد احترام الحريات العامة وغيرها لكن الوطنيين السوريين لا يمكن إلا أن يقفوا صفا متماسكا كالبنيان المرصوص مع كل مجموعات الشعب السوري الخيرة ومع السلطات لمواجهة كل خطر على بلادنا يأتي من خارج سوريا ونحن على قناعة أن لا أحد في العالم يحرص على سوريا والسوريين أكثر من السوريين ذاتهم. لا يمكن لأية مطالب اجتماعية سياسية أو اقتصادية في ظروف مثل ظروف سوريا حيث لم ينعدم هامش الحريات السياسية والاقتصادية والدينية يوما إلى درجة تنذر بالخطر المدمر وحيث الموارد جيدة نسبيا وليس آخرها بل أهمها اجتهاد الشعب السوري في البحث عن مصادر رزق إضافية. كل هذه العوامل رغم ما تتضمنه من ظلم اجتماعي تمنع من الوصول بسوريا إلى نقطة اللاعودة في السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي النسبي. كثير من هذه العوامل لم يستطيع المحللون الغربيون أن يفهموها وبناء عليه لم يستطيعوا أن يوظفوا ما جمعوا من معلومات استخبارية في سياق مؤامراتهم الدولية لإيجاد ونهب موارد جديدة تحل أزماتهم على حساب الشعوب. بالطبع ليس طمعا في موارد سوريا التي يرغبون لكن بإزاحة نظام طالما سبب لهم صداع ومتاعب وأعاق مشاريعهم في المنطقة وهو المستهدف من تدخلهم في الشأن السوري متذرعين بمظالم الشعب السوري الكثيرة والتي طال أمدها وأنا على ثقة أن جهودا كبير بذلها السيد رئيس الجمهورية مع آخرين للوصول إلى خواتيم جيدة في حل تلك المظالم المتراكمة. وبناء على ذلك عندما تيقن الغربيون وعملائهم في المنطقة أن تغييرا عميقا سيحصل في سوريا ويفوت عليهم الفرصة ويقوي النظام المكره من قبلهم ويزيد شعبيته حيث لا يريدونه إلا مكروها من شعبه نتيجة العوامل السابقة، سارعوا ودفعوا بتفجير الأزمة والتي لم يتحسب لها صناع القرار السوريين. كلنا ثقة أن جهود الشعب السوري ووطنية أبنائه ونكران ذاتهم وحبهم للتضحية في سبيل وطنهم وليس آخرا الجيش السوري، الجيش السوري، نعم أسمه جيش سوريا البطل من كل فئات الشعب السوري العظيم بكل أعراقهم المغرقة في القدم والمتوسطة القدم (تستغرب ما أقول أيها القارئ) وحديثها وبكل طوائفهم المتجذرة في التاريخ والأقل تجذرا، كل المجموعات السورية ستتآلف لحماية سوريا وصد أي عدوان وإجهاض المؤامرة وسننتصر على الأعداء.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...