زعماء الجماعات المتشددة في سوريا «يغرّدون» أيضاً

19-09-2013

زعماء الجماعات المتشددة في سوريا «يغرّدون» أيضاً

يُفضل كثير من قادة المجموعات الإسلامية المتشددة في سوريا التغريد عبر تويتر، مثلهم في ذلك مثل «مشاهير» السياسة والفن والمجتمع، والمشايخ.
ويحفل الفضاء التويتري بعشرات الصفحات الخاصة بأولئك «القادة»، علاوة على صفحات توصف بأنها حسابات رسمية للمجموعات التي يتزعمونها. تغريدات تأخذ على عاتقها القيام بكل شيء: نقل البيانات، تقديم التحليلات العسكرية والسياسية من منظور جهادي، التعليق على المستجدات، الإعلان عن بدء الغزوات، وانتقاد الآخرين.. كل الآخرين. وتتشارك معظم تلك الصفحات قاسماً مشتركاً واحداً، هو تبني الخطاب الطائفي، المدرج تحت «عباءة الشريعة» الفضفاضة. (عن الإنترنت)
يُعتبر الشيخ زهران علوش قائد «لواء الإسلام» واحداً من أنشط المغردين في هذا السياق، إذ تحظى صفحته بحوالي 25 ألف متابع، وتُعرف الصفحة عن نفسها بأنها: «الحساب الرسمي لقائد لواء الإسلام، الشيخ زهران علوش.. هنا يدوّن بعض الملاحظ الشرعية ويربطها بواقع الجهاد السوري». وتختلف طبيعة استجابة متابعي الشيخ تبعاً لطبيعة التغريدة. فعلى سبيل المثال يغرد علوش بتاريخ 14 أيلول: «الألوف من مجاهدي لواء الإسلام يتأهبون لمعركة جديدة... ادعوا ﻹلإخوانكم بالتوفيق والسداد». فيسارع متابعوه إلى القيام بواجب «الريتويت» مشفوعاً بالدعاء. وحين يغرد بعدها: «نهيب بإخواننا من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي أن يترفعوا عن الخطاب البذيء»، تتحول الصفحة إلى ساحة لتبادل الشتائم والاتهامات.
لا يغيب الخطاب الطائفي عن صفحة علوش. فنراه يغرد بتاريخ 3 أيلول رابطاً لشريط مصور، مرفقاً بعبارة: «بعض منجزات النصيرية في بلاد الشام». ولا يُقصّر «الشيخ» في انتقاد الجميع، فمثلاً يغرد بتاريخ 28 آب: «لا تقدم أغلب المجالس العسكرية إلا خدمات (قيادة فاشلة ومشبوهة) للقوات الموجودة على الارض وتتهيأ لقيادة الأمة بنكهة النظام السابق». وفي اليوم نفسه يغرد منتقداً الأمم المتحدة: «لكلّ من يرجو خيراً من الامم المتحدة أقول: (لا يُجتنى من الشوك العنب كما لا ينزل الفجار منزلة الابرار)». أما بتاريخ 16 آب فيقول علوش «الكلمة الفصل» في العلمانية: «لا لقاء بين العلمانية والإسلام، لانه (لا لقاء بين الحق والباطل) فهما نقيضان لا يوجد أحدهما إلا بنقض الآخر وإزالته، وكل ما ليس حقاً فهو من الضلال».
يتفاعل علوش مع متابعيه، فيجيب عن أسئلتهم، ولا يتردد حين يجد ضرورة بطلب «التواصل على الخاص». كما يخاطب بعض «مشايخ الخليج» لأغراض مختلفة، حيناً من دون ذكر أسماء، وأحياناً بتحديد أسماء بعينها، فنجده مرة يغرد: «نحتاج السلاح والمال والرجال وخاصة أصحاب الاختصاصات العسكرية»، وأخرى طالباً: «الدعم بدعاة يأتون إلى سوريا لنشر ثقافة الجهاد وحض الشباب على التطوع»، وثالثةً يشكر بالاسم من أرسل الأموال إليه. وفي تاريخ 11 أيلول يجد علوش في التغريد وسيلة لتقديم العزاء لحلفائه في «حركة أحرار الشام» متوعداً خصومهم من «دولة العراق والشام الإسلامية»: «نعزي إخواننا الاحرار بمقتل الاخ أبو عبيدة على يد البغاة الخونة ونعتبر هذه الجريمة فاتحة سوء للبغاة الغلاة يفصحون بها عن غدرهم وفساد منهجهم». وتأتي التغريدة الأخيرة تجاوباً مع تغريدة لحليف علوش، أبو عبدالله الحموي وهو «رئيس حركة أحرار الشام» يقول فيها: «رحم الله أبا عبيدة قتله البغاة الذين اختزلوا الدين بثوب قصير وشعر نابت في الوجه. هنيئا لكم طريقا عبّدتموه إلى سقر».
تحظى صفحة الحموي بدورها بقرابة 30 ألف متابع، ويتعدى خطابه الشأن السوري إلى الشأن المصري، وإلى المجتمع الدولي، فيغرد مثلاً بتاريخ 21 آب: «عندما تهون الدماء في نظر بشار وسيسي فتصبح الضحايا مجّرد أرقام أو خبر في وسائل الإعلام، أذكر عبارة لاحد المتظاهرين: «قلق المجتمع الدولي وصرمايتي سوا». وإخلاصاً منه للخطاب الطائفي يغرد بتاريخ 14 آب: « كنت أحسب النصيرية بدعاً من الخلق بيد أني وجدت لهم إخواناً فراعنة وأبناء عم من الأعراب. اللهم كما جمعتهم على حرب أوليائك فلا تفرق بينهم يوم القيامة».
كما نجد الخطاب الطائفي حاضراً عند «رئيس جبهة تحرير سوريا أبو عيسى الشيخ» ذي العشرة آلاف متابع، حيث ينشر مقطعاً مصوراً بتاريخ 3 أيلول مرفقاً بعبارة «صد هجوم الجيش المجوسي على جبل...». ويغرد بتاريخ 31 آب: «فها هي الشام قد تكالبت عليها الامم بمجوسها وقرامطتها ومشركيها فأين أبناء عقيدتنا نطلبهم بأموالهم وأنفسهم». كما يقوم بدوره في توجيه الانتقادات بتاريخ 16 أيلول: «اجتماعات ومؤتمرات بل (مؤامرات) من أجل الإطاحة بالنظام. ووضع البديل ومن البديل الجربا ومن على شاكلته (نحورنا دون ذلك) أفيقوا أمة الاسلام». على المنهج ذاته تسير صفحات كثيرة، منها صفحة حركة أحرار الشام بحوالي 65 ألف متابع، ولواء الإسلام بحوالي 20 ألف متابع، ولواء التوحيد بحوالي 25 ألف متابع... إلخ، ويستمرّ التغريد.. ربما بات علينا إيجاد تسمية جديدة لصوت العصافير! 

صهيب عنجريني: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...