زعيم شيعة المغرب يرى أن بلاده شيعية بالثقافة والهوية

09-08-2007

زعيم شيعة المغرب يرى أن بلاده شيعية بالثقافة والهوية

نفى المفكر الشيعي المغربي، ادريس هاني، الاتهامات التي ترميه بنشر التشيع في المغرب، قائلا إن المغرب "بلد شيعي من حيث ثقافته وهويته لأن تاريخه يدل على ذلك، رغم أنه يبدو الآن بلدا سنيا بالمعنى المصطلح عليه". وأكد أن ذلك ليس من سياسته الفكرية حاليا لكونه يعيش في بلد "سني"، ويحترم قناعات واختيارات الناس فضلا عن الدول، ويرى أن الشيعة لا يطلبون من الآخر سوى الاعتراف والقبول بهم كآخر مختلف.

واعتبر زعيم الشيعة المغاربة ـ كما يلقبه البعض ـ  أن المسألة التي تثار كثيرا حوله بكونه رجل إيران بالمغرب ليست سوى "صورة نمطية يراد لها أن تتشكل اليوم بأقل تكلفة في الاقناع".

ويضيف "إيران بلد أحترم اختياراته ومواقفه ولا أنظر إليه نظرة أسطورية كما يفعل آخرون، و لعل هذا هو سبب الاتهام". وأردف موضحا أنه بهذا المعنى سيكون رجل كوبا في المغرب أو رجل فينزويلا في المغرب طالما ينصف مواقف هؤلاء. وهذا ما أسماه أسطرة الأمم والدول والهذيان فيما يدعى بـ"الإيرانوفوبيا".
 ولم يخف هاني قناعاته بأن المغرب بلد شيعي من حيث ثقافته وهويته لأن تاريخه يدل على ذلك، رغم أنه بلد سني بالمعنى المصطلح.

وهذه النظرة الواسعة لمفهومي التسنن والتشيع عند هاني هي ما تجعله يقول إن الهوية الدينية للعالم الإسلامي اليوم لم تعد تستجيب لسلطة المذهب الواحد، فهي هوية مركبة ومفتوحة يمكن لمس آثار التسنن والتشيع معا في ثقافتها.

ويركز المفكر الشيعي على مثال بارز يؤشر به على أن المغرب بلد شيعي ثقافة وهوية، ويقصد بذلك بعض التعبيرات الاحتفالية العاشورائية، من حيث إبداء الحزن، لكن مع وجود غموض كثير في هذه الطقوس ومع خلط لثقافة محلية جعلت من هذه المراسيم، وفق هاني، أشبه ما تكون بطقوس ذات سمة محلية محضة.

وطالب بأن يتحرر المسلمون من النظر إلى أنفسهم كمذاهب وطوائف "إن كانوا يريدون الخروج من جحيم تاريخ لم يقرؤوه جيدا لذا لم ينصفهم جيدا"، فالتشيع -على حد قول هاني- لم ينشأ ليكون مذهبا أو طائفة ، بل إنه حركة احتجاج من داخل الأمة، لهذا يضيف الرجل بأنه وجب قراءة التشيع في التسنن والعكس صحيح، وبهذا المعنى ليس التشيع انقلابا على السنة بل هو جملة تدخلات تصحيحية وتوجيهية. على هذا الأساس أيضا يصبح معرفة التسنن والتشيع معا طريقا إلى القبض على صورة أمثل للإسلام.
 وحول تاريخ التشيع بالمغرب، أكد المفكر الشيعي المغربي في الحوار ذاته أنه من الممكن أن تتم قراءة التاريخ كما نشاء، ولكن لا أهمية لهذا التاريخ إذا لم يخدم الحاضر والمستقبل في رهانات جديدة وآفاق أكبر. ثم يتساءل المتحدث "هل إذا كانت دولة الأدارسة بالمغرب مثلا دولة شيعية وهي كذلك، على حد قوله، هل هذا يعني أن ندعو إلى إقامتها بهذه المغالطة التاريخية كما يحاول البعض اليوم الحديث عن دعوة لاستعادة الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا".
ووصف ادريس هاني عملية التقريب بين المذاهب التي يقوم بها بعض المفكرين والمشايخ في العالم الإسلامي بأنها " عملية شاقة، وسفينة تسعى لخوض بحر من العناد والتحديات التي تفرضها قرون من العصبية التي جعلت المذهب غاية الإسلام وليس العكس".

وقال "الوحدة والتقريب ليست ضيافة ثلاثة أيام يجامل فيها السنة الشيعة والعكس، بل هي موقف تاريخي لم يتأهل له العقل العربي والإسلامي كما ينبغي".

المصدر: العربية نت


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...