سوريا تخطت مرحلة الخطر وأوضاعها لم تلامس المحظور

20-06-2011

سوريا تخطت مرحلة الخطر وأوضاعها لم تلامس المحظور

ما زالت الدبلوماسية الأوروبية تعتبر أنّ الأوضاع في سوريا لم تلامس بعد الخطوط الحمراء،  ولم تصل بعد إلى مرحلة الخطر على الرغم من استمرار الأحداث الدامية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ويعتبر مصدر دبلوماسي أوروبي أنّ تحذير بريطانيا لرعاياها في سوريا لمغادرتها فورا  يهدف إلى الضغط المعنوي والسياسي على النظام السوري أكثر مما يعبر عن واقع حال، نظراً لكون الأوضاع في دمشق تسير بشكل طبيعي، ولم يحصل ما يعكرها حتى خلال أيام الجمع التي تشهد تظاهرات في أطرافها أو في بعض أحيائها. كما أن المواصلات بين المحافظات والمدن الأخرى والعاصمة، وبين المطارات والعالم الخارجي، لم تتأثر إلا بشكل محدود جدا، حتى في أيام التظاهرات، بفعل بعض الفوضى في المواصلات أو بفعل العمليات العسكرية التي قامت بها السلطة في أماكن مثل إدلب وبانياس وغيرهما. كما أن أيا من الرعايا الأجانب لم يتعرض لأيّ مضايقات أهلية. وقد اقتصر ذلك على حالات محدودة تتصل بصحفيين عرب وأجانب جرى اعتقالهم لبضعة أيام قبل ترحيلهم إلى بلادهم.
وما يعزز هذا الاعتقاد بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي هو نجاح النظام السوري في تسجيل عدد من النقاط المرجحة في خلال الأيام القليلة الماضية على غرار ثبات موقف روسيا في دعم سوريا حليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط وفي رفض وإجهاض أي تدخل دولي وأيّ قرار يصدر عن مجلس الأمن ضد سوريا، مع الإشارة إلى أنّ هذا الموقف يشكل  العائق الأساسي والرسمي أمام نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، فضلا عن أنّ هذا الملف سيكون واحدا من أبرز الملفات التي سيناقشها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته إلى باريس، وسيكون الاجتماع مهما في تبيان من سيقنع الآخر بموقفه وأي وجهة نظر ستغلب.
ويلفت المصدر إلى أنه، في وقت تتراجع فيه وتيرة تظاهرات المعارضة التي يعاني وضعها داخل سوريا من الضعف وعدم التنظيم، شهدت دمشق خلال الأسبوع المنصرم تظاهرة ضخمة مؤيدة للنظام وبدا أنّ الشارع السوري يتقاسمه تياران وجمهوران وأنّ النظام ما زال يحظى بتأييد شعبي خصوصا في اكبر مدينتين: العاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، فضلا عن بلوغ الحملة الأمنية  العسكرية نهاياتها في مناطق حدودية شمالية وشرقية على وقع "توجهات إصلاحية" من المتوقع أن يظهر مداها في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد ظهر اليوم.
وهكذا فإن النظام يسير في سياسة الاحتواء المزدوج وعبر التوفيق بين الحل الأمني والحل السياسي للازمة، ناهيك عن انطلاق الحوار  بين سوريا وتركيا التي سيتحدد على ضوء موقفها مسار ووجهة الموقف الأميركي، مع الإشارة إلى أن التوتر السياسي بين البلدين قد تراجع بعد أن تعاملت الحكومة التركية بمرونة مع نظام الأسد ولم تغلق نافذة الحلول والتسويات في وجهه وهي تتصرف من خلفية أن هناك مصلحة مشتركة في إخماد الأزمة والحفاظ على استقرار الوضع عبر "خريطة طريق" وضعتها أنقرة وسلمتها للموفد السوري الخاص.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...