سوريا ترفض المشروع القطري والدوحة تفاقم في تعقيد المسألة

18-01-2012

سوريا ترفض المشروع القطري والدوحة تفاقم في تعقيد المسألة

في وقت دخل فيه العالمان العربي والاسلامي في مدار تمرير الوقت المستقطع بانتظار نتائج التحولات العاصفة بالمنطقة، تشهد الساحة السورية مزيدا من التسارع في وتيرة الحراكين السياسي والامني، وذلك في ظلّ وجود تناقض كبير وواضح بين ما حقيقة ما يجري وكلّ ما يشاع أو يحاول الغرب الترويج له من اقتراب الحسم ودنو اجل النظام.
الجديد السوري الامني هو انفجار قنبلة صوتية في حي الميدان في العاصمة دمشق وفق ما ذكر الاعلام السوري الرسمي، في مؤشر إلى استمرار الحرب الامنية والاستخباراتية بين قوات حفظ النظام من جهة ومعارضيه من جهة ثانية. اما السياسي فبرز من خلال رفض الخارجية السورية للدعوة القطرية بارسال قوات ردع عربية لوقف النزيف السوري، باعتباره تدخلا في الشأن السوري يفسح في المجال أمام تدخلات أجنبية مباشرة تتعارض مع السيادة بحسب تعبير مصدر في الخارجية السورية.
وانطلاقا من الرفض السوري القاطع للمشروع القطري، يعرب مصدر دبلوماسي عربي عن اعتقاده بأنّ الرد القطري سيأتي قريبا من خلال عرقلة التمديد لمراقبي جامعة الدول العربية العاملين في سوريا، وبالتالي إعادة المبادرة العربية إلى ما كانت عليه في بداية كانون الاول الماضي، حيث كان التناتش على أشدّه بين تطبيق المبادرة ودعوة الامم المتحدة للمساعدة بخبراتها التقنية، وتاليا العمل المباشر على تعميم تدخل عسكري أجنبي بحجة حماية المدنيين السوريين.
غير أنّ الدبلوماسي عينه يخشى من ارتدادات مثل هذه الخطوة، أي التفكير بسحب المراقبين، باعتبارها مادة دسمة تسمح لقوات الامن السورية بشن حملات أمنية جديدة تتمكن من خلالها من الضغط على المسلحين وإلزامهم بتقديم تنازلات مباشرة تعيد الحديث عن حوار مع معارضة الداخل بعد إبعاد معارضي الخارج وعزلهم عن الملف السوري، ويؤدي في النهاية إلى تشكيل حكومة تضم معارضين، وهذا ما يرجح الدبلوماسي العربي حصوله في غضون الاشهر القليلة المقبلة، خصوصا أنّ الداعمين لمعارضة الخارج باتوا على يقين بأنّ الامور تسير بخطى متسارعة لمصلحة نظام الاسد الذي يدرك استحالة التدخل العسكري الاجنبي في ظل قراءات دقيقة تدركها جامعة الدول العربية، كما تعرفها قطر حق المعرفة وهي تقود إلى الاعتقاد الراسخ بأنّ أياً من الدول الاوروبية او حتى الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في سوريا حتى لو طلبت منها جامعة الدول العربية ذلك. فالدول الاوروبية مجتمعة غارقة في أزماتها الاقتصادية المتلاحقة والداهمة، وهي بمجملها أزمات مصيرية تهدد تلك الدول وتدفعها إلى رفض أي دعوة أو خطوة للتدخل العسكري، بما يعني أنها، أي الدول الاوروبية، تعمل بادواتها القليلة الفاعلية قياسا على ميزان القوى الذي ما زال يتمتع به النظام.
ويلفت الدبلوماسي المذكور إلى أنّ وضع واشنطن لا يختلف كثيرا عن ذلك الاوروبي. فالازمة الاقتصادية المتصاعدة تدفع بالادارة إلى العمل الجاد على سحب قواتها من افغانستان على الرغم من الاهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها تلك الدولة التي تشكل بشكل او بآخر بوابة اسيا الوسطى وبحر قزوين الغني بالنفط الذي يفوق جودة النفط العربي. وتاليا فان فرضية توسيع رقعة انتشارها العسكري خارج الحدود الاميركية يبدو مستحيلا او ضربا من الجنون بحسب التعبير.
ويخلص الدبلوماسي إلى الاعراب عن خشيته من قيام النظام السوري بتوجيه ضربة قاضية او موجعة للغاية للمعارضة المسلحة، مستفيدا من الوقت المستقطع الذي بات يلعب لمصلحته بحسب القراءات والتحاليل التي يمكن الركون اليها لدقتها، وكل ذلك في ظل ارتباك عربي قد يظهر خلال الاجتماع التقييمي المفترض في التاسع عشر من الجاري.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...